ستبلور دائرة بيروت الثانية صورة الزعيم السني القوي، وذلك على العكس من الكلام المتداول عن أن انتخابات دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية) تشكل معركة رئاسة الحكومة وتثبيت المرجعية السنية الأقوى في البلاد.

خاص بإيلاف: أفسح القانون الانتخابي الجديد القائم على النسبية المجال أمام العديد من القوى والشخصيات لإثبات وجودها والسعي إلى تحقيق نتائج إيجابية تساهم في وصولها إلى الندوة البرلمانية، بعدما تسيّد تيار المستقبل الساحة في السنوات الماضية. 

هدف ريفي وميقاتي
أسباب عديدة تجعل من دائرة بيروت الثانية ميدان المعركة الحقيقي، فرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ووزير العدل السابق أشرف ريفي، اختارا التمدد إلى خارج طرابلس، وتشكل بيروت الثانية، التي يتجاوز عدد المقترعين فيها من أبناء الطائفة السنية مئتي ألف ناخب، هدفًا أساسيًا لهما. 

وإضافة إلى السياسيين الشماليين، تحتضن العاصمة اللبنانية رئيس الحكومة الحالية، سعد الحريري، ورئيس حزب الحوار، فؤاد مخزومي، إلى جانب جمعية المشاريع الخيرية، والجماعة الإسلامية، والشخصيات الأخرى. 

لائحة الحريري
في ظل المعلومات الحالية، فإن لوائح القوى السياسية ستتراوح بين ثلاث وخمس على أبعد تقدير، فتيار المستقبل ينتظر جلاء صورة التفاوض مع الجماعة الإسلامية بشكل نهائي، لتثبيت أسماء المرشحين السنة. 

وينوي الحريري ترشيح غازي يوسف وشخصية أخرى عن المقعدين الشيعيين، الى جانب مرشح الحزب الاشتراكي، فيصل الصايغ، ولا توحي الأجواء الحالية بإمكانية تقاسم رئيس الحكومة الحصة المسيحية (الأرثوذكسي والإنجيلي) مع التيار الوطني الحر.

من يقود اللائحة الثانية؟
تتشابه أوضاع المرشحين السنة على لائحة الثنائي الشيعي مع المرشحين السنة على لائحة الحريري من ناحية عدم اكتمال المشهد، فالبحث بالنسبة إلى "أمل" و"حزب الله" يدور حول شخصية سنية لها رمزيتها لترؤوس اللائحة، علمًا أن المفاوضات مع جمعية المشاريع الإسلامية وصلت إلى خواتيمها السعيدة. 

ويغيب المرشح الدرزي عن لائحة الثنائي نتيجة التفاهمات بينه وبين النائب وليد جنبلاط، وسينضم الحزب القومي السوري الاجتماعي إليها عبر مرشحه فارس سعد، ولم تقفل أبواب التفاوض مع حركة الشعب، التي رشحت جمال واكيم وإبراهيم الحلبي.

خيارات المخزومي
سيشكل رئيس حزب الحوار، فؤاد مخزومي لائحة خاصة به في الانتخابات، ويعمل على التواصل مع شخصيات سنية تنتمي إلى العائلات الكبيرة في بيروت. 

وكانت معلومات سابقة أشارت إلى أنه لن يشكل لائحة كاملة، وسيعمد إلى ترك مقاعد شاغرة، كي يكون على مسافة واحدة من الرئاسات الثلاث. 

أما على صعيد المرشح الدرزي فالمعلومات متضاربة بهذا الشأن، فرئيس الحوار الآتي من عالم الأعمال، قد لا يأخذ مرشحًا درزيًا على لائحته لأسباب عدة، أبرزها، مراعاة النائب وليد جنبلاط الذي تربطه علاقات جيدة معه، كما إن أي مرشح درزي لن يفيد اللائحة في ظل تأييد غالبية الدروز الساحقة لزعيم الاشتراكي في العاصمة. 

وإذا كان الثنائي الشيعي رفض ترشيح حتى حلفائه عن هذا المقعد في بيروت الثانية، وأيضًا لم يصدر من سعد الحريري أي إشارات سلبية بخصوص هذا المقعد في عز العلاقات الباردة مع جنبلاط، فغالبية التوقعات تشير إلى أن مخزومي الذي يتداول باسمه لشغل منصب رئيس الحكومة بين فترة وأخرى لن يخوض معركة في وجه الحزب التقدمي الإشتراكي من أجل أصوات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع.

القادمون من الشمال
اللائحة الرابعة يحركها القادمون من الشمال، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي، وينبري رئيس تحرير صحيفة اللواء، صلاح سلام لقيادتها. 

ومن المتوقع أن تضم علي عساف، والوزير السابق خالد قباني، وأسماء أخرى لا تزال قيد التداول. ويبقى مصير الجماعة الإسلامية مجهولًا في هذه الدائرة بانتظار ما ستكشف عنه المفاوضات، فإما تذهب الجماعة في تحالف مع المستقبل، أو تبادر إلى تشكيل لائحة خاصة بها إلى جانب الفرقاء الذين عجزوا عن الإنضمام إلى اللوائح الأخرى.