الرباط: كشف حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي الذي يرأسه عزيز أخنوش، عن عرضه السياسي في المجال الاجتماعي، وبالضبط في ثلاثة قطاعات أساسية، ذات أهمية استراتيجية، هي التشغيل والتعليم والصحة في المغرب، مستعرضا تصوراته ورؤيته لإيجاد حلول أفضل لواقع مثقل بالكثير من التحديات.

جاء ذلك في كتاب جديد صدر أخيرا، تحت عنوان " مسار الثقة..مساهمة في بناء نموذج تنموي جديد". 

على امتداد صفحات هذا الإصدار، بسط " تجمع الأحرار" أساليب وطرق معالجتهم في القادم من الأيام للعديد من الإشكاليات ذات البعد الاجتماعي، متعهدين بالعمل على نسج مقاربة جديدة لكل القضايا التي تؤرق بال المواطنين.

ويقول "الأحرار" في عرضهم السياسي إنهم يقفون اليوم على أرضية صلبة، ويسلكون مسارا جديدا يقوم على التوازن والوسطية والاعتدال، دون أن يعني ذلك الوقوف على الحياد واللامبالاة.

مشروع أعده المواطنون

واستنادا إلى مضامين الكتاب، فإن تمسك حزب التجمع الوطني للأحرار بالوسط كخيار مذهبي" ليس إحالة على تموقع سياسي، يساري أو يميني، بل تجسيد لمبدئي الوسطية والاعتدال، كمنهاج للإيمان الحقيقي"، باعتبار الإسلام دين الوسطية، ودين الاعتدال والتسامح.

ويوضح الكتاب أن هذا المشروع الإصلاحي أعده المواطنون، من أجل المواطنين، ليتناول قضايا تتصدر الأولوية لديهم، لارتباطها بتطلعاتهم لعيش يحظون فيه بكل شروط الكرامة.

 

غلاف كتاب "مسار الثقة مساهمة في بناء نموذج تنموي جديد"

 

في هذا السياق، كتب عزيز أخنوش، رئيس الحزب الذي يحمل رمز "الحمامة" شعارا له، مؤكدا أن على عاتق رجل السياسة تقع مسؤولية انتاج الأفكار، "وينبغي أن تكون تلك الأفكار منسجمة ومفهومة لدى الجميع،"أفكار تنبثق من التفاعل الإيجابي المتواصل مع المواطنين، ومع المجتمع المدني، وأصحاب القرار وكل القوى الحية".

انتهاج لغة الحقيقة

وتابع قائلا في تقديمه للكتاب إن " الأحرار" لايرضون بالجمود ولا الممارسات السياسوية الديماغوجية، ولا الاقتراحات الفجة التي لايتجاوز وجودها حبرا على ورق"، متعهدا بأنهم لن يقتصروا على تشخيص مواطن الخلل والإكراهات والعوائق.

وبأسلوب واضح، دعا رئيس حزب " الأحرار" إلى انتهاج لغة الحقيقة، التي من شانها استنكار الجمود الذي طبع بعض السياسات السابقة، في تعاطيها مع الإشكاليات ذات الأولوية بالنسبة للمواطنين.

وأردف بحس نقدي أن "لغة الحقيقة" تقر بأن ماعرفه القطاع الخاص من استثمارات خلال السنوات الأخيرة لم يكن كافيا، مانتج عنه ارتفاع نسبة البطالة الاجتماعية، وأن المرافق العمومية كالصحة والتعليم لم تعرف إصلاحا فعليا، مشددا على أن الوعود التي تم تقديمها لمحاربة الفساد، ووضع حد للزبونية، "لم تكن إلا وعود حالمة خلفت وراءها استياء عميقا".

المفارقة الغريبة

وتأسيسا على هذه المعطيات، أبرز أن المطلب المستعجل المتمثل في عيش كريم، قد جعله حزب التجمع الوطني للأحرار أولوية في برنامجه،"أولوية تتجسد في الشغل والتعليم والصحة".

وهذا ما يبدو واضحا من خلال استعراض مضامين المشروع الذي أولى الصدارة للشغل،لكونه يشغل بال المغاربة، وخاصة فئة الشباب منهم، مسجلا هذه المفارقة الغريبة، وهي أنه "كلما حصل الطلبة على الشهادات، كلما تضاءلت فرصهم في الحصول على شغل لائق،إضافة إلى أن امرأتين فقط من بين 10 تشتغل خارج البيت".

أعطاب الصحة والتعليم

ونظرا لارتباط التعليم والتكوين بالتشغيل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد أفرد له كتاب الحزب حيزا وافرا، واضعا الأصبع على مكامن الجرح، مشيرا إلى بعض الاعطاب التي تعرفها منظومة التربية والتعليم، وما ينبغي القيام به من إجراءات ملموسة لتجاوزها وإصلاحها.

ولدى تطرقه لوضعية الصحة في المغرب، أبدى حزب "الأحرار" أنه لايمكن الحديث عن عدالة اجتماعية دون إثارة الصعوبات التي تؤدي غالبا إلى شعور عميق بالإهانة، سواء لدى المرضى الذين يتعرضون للابتزاز منذ لحظة قيامهم بأول خطوة داخل المستشفى، او لدى الهيئة الطبية التي تؤدي وظائفها في ظروف مزرية.

ولايكتفي الكتاب باستعراض مواطن الخلل، بل يسارع إلى طرح التصورات التي يرى أن من شان تطبيقها على أرض الواقع، توفير استفادة كل المواطنين من العلاجات مهما كانت مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية.