أثار الخبر الذي نشره موقع تايمز أوف إسرائيل عن لقاءات سعودية إسرائيلية في القاهرة ردود فعل واسعة في الصحف والمواقع العربية التي تناقلته باسهاب دون الرجوع إلى الموقع الذي تم نقل الخبر عنه.

إيلاف من لندن: نشر موقع تايمز أوف إسرائيل يوم الجمعة في 9 مارس خبرًا تحدث عن لقاءات سعودية إسرائيلية في القاهرة. وقد نقل الموقع الخبر عن موقع الخليج تايمز بالانكليزية.

وسارعت الصحف والمواقع العربية إلى نقل الخبر والتفاصيل بحذافيرها من الموقع الإسرائيلي باعتباره صحيحا، وذلك لان الصحافة الإسرائيلية تبدو لتلك المواقع والصحف ذات مصداقية.

إذا عرف السبب بطل العجب

لكن موقع الخليج تايمز أصدر بيانا أعلن فيه انه لم ينشر الخبر، وبعد التأكد من الموقع تبين أنه لم يورد أي خبر بهذا الخصوص وأن موقع تايمز أوف إسرائيل نشر اسم الموقع بغير حق وربما عن قصد! إلا اننا توجهنا أيضا لموقع تايمز أوف إسرائيل وسألناه حول الموضوع فاشار رئيس التحرير السيد دافيد هوروفيتس أنه نقل الخبر عن القناة العاشرة الإسرائيلية بالعبرية وبعد فحص خبر القناة العاشرة تبين أنها نقلت الخبر عن موقع الخليج أون لاين بالعربية والمعروف أنه ممول من قطر وهنا عرفنا السبب وبطل العجبّ!

الخليج أون لاين الذي أورد الخبر، تابع القائمون عليه بالطبع تناقل وسائل الاعلام لخبر تايمز أوف إسرائيل، إلا إنهم تركوا الامر يسير على ما هو عليه ربما لتوريط الخليج تايمز ودق الاسافين بين السعودية والامارات.

تصحيح واعتذار

قام رئيس تحرير تايمز اوف إسرائيل صحح الخبر بتعديله يوم أمس الاحد 11 مارس بعد أن توجهت إيلاف اليه بالسؤال، واعتذر عن البلبلة التي حصلت وكتب بالخبر أنه تم نقله عن القناة العاشرة التي نقلته عن موقع عربي وهذا برأينا ليس كاف! إلا أن الصحافة الإسرائيلية لا تعرف ميول وولاءات المواقع والصحف العربية لذلك تضعها كلها في نفس الخانة. 

وهنا لا بد من السؤال هل قامت تلك المواقع والصحف العربية التي نقلت الخبر عن تايمز اوف إسرائيل باسهاب، بتصحيح الخطأ ونشر اعتذار او لفت النظر كما فعل موقع تايمز اوف إسرائيل ؟ او على الاقل فحص مصدر الخبر وقراءته بالعربية والإشارة إلى الموقع الذي نشره وهو الخليج أون لاين؟

إقحام الصحافة الإسرائيلية

والسؤال الاخر في هذا السياق انه كيف يتم اقحام الصحافة الإسرائيلية والمعروفة بمهنيتها ومصداقية اخبارها الى هذا المنزلق في الخلافات العربية العربية؟ 

وهل يقوم محررو الصحف والمواقع الإسرائيلية بصب الزيت على النار أم أن أطرافا عربية مغرضة هدفها دق الاسافين وخلط الاوراق تقحم هؤلاء في هذا المعترك لتنقل الاخبار عن الصحف الإسرائيلية وكأنها صحيحة خاصة عندما يتعلق بفبركة اخبار عن علاقات إسرائيلية سعودية ومنها خبر مفبرك حول زيارة ولي العهد السعودي لإسرائيل حيث بدأ الخبر من تغريدة لصحفي إسرائيلي، نقلته المواقع الموالية لقطر بكثافة وأثار ضجة كبيرة صدر بعدها نفي رسمي سعودي للامر من وزارة الخارجية السعودية.

وعندما تابعنا أصل هذا الخبر وجدنا أن الصحفي الإسرائيلي لم يذكر اسم ولا صفة ولا دولة الزائر انما قال إن شخصية خليجية زارت إسرائيل ولكن صحف ومواقع عربية وخليجية موالية لقطر نقلت أنه ولي العهد محمد بن سلمان، وبعدها نقلت الصحف والمواقع الإسرائيلية عن تلك المواقع والصحف الاسم وبعدها عادت تلك المواقع العربية والخليجية لتنقل عن المواقع الإسرائيلية الاسم والصفة للزائر الذي لم يزر إسرائيل ولم يلتقي باي من رجالاتها.

هكذا نرى كيف يتم الترويج لأخبار كاذبة من قبل الصحف والمواقع المعادية للسعودية ولمصر والامارات، بحيث يتم تزويد بعض المعلومات العامة والأخبار لصحافيين إسرائيليين فيسارعون بنقل الاخبار، ثم تقوم نفس الجهات باعتماد الخبر الإسرائيلي ونقله وترويجه إلى أبعد الحدود وإلى أوسع انتشار ليظن القارئ أو المتلقي أن الخبر من صناعة الاعلام الإسرائيلي الذي يحظى بالعادة بمصداقية لدى القارئ العربي خاصة عندما يتعلق بعلاقات إسرائيل بالدول العربية.