إيلاف من لندن: يتطلع العراقيون اليوم بشغف إلى كولومبيا حيث يعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مؤتمرًا للنظر في طلب العراق رفع الحظر عن ملاعبه، حيث أجرى مسؤولون عراقيون اتصالات اللحظة الاخيرة مع أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد وحشد سفارات وقنصليات العراق الخارجية الدعم اللازم لقرار في صالح الكرة العراقية. 

وقد تم ادراج بند "طلب من الاتحاد العراقي لكرة القدم بشأن المباريات الدولية في العراق" ضمن جدول اجتماع المجلس التنفيذي للفيفا الجمعة وسيكون النقطة 14 على هذا الجدول من أصل نقاطه الخمس عشرة.
ويفرض الاتحاد الدولي حاليا حظرا على الملاعب العراقية ويمنع إقامة المباريات الرسمية والودية عليها بذريعة الظروف الأمنية السائدة في البلاد.

أتصالات مع اعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا

وقد اجرى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود خلال الساعات الاخيرة اتصالات مع عدد من اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قبيل اجتماعهم الجمعة في كولومبيا لاتخاذ القرار النهائي حول رفع الحظر عن الكرة العراقية.

فقد اتصل مسعود برئيس الاتحاد الاسيوي للعبة عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم ال خليفة بهذا الخصوص مشيرا الى ان الشيخ يعد احد ابرز الداعمين لرفع الحظر عن الملاعب العراقية رغم غيابه عن الاجتماع بسبب تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، حيث كان قد شدد من البصرة اثر مباراة العراق والسعودية الودية قبل ايام على ان الوقت حان لرفع الحظر بالكامل عن العراق.

كما اجرى اتصالا مع رئيس الاتحاد المصري هاني ابو ريده الذي اطلع على نجاح العراق في تأمين مباراة المنتخبين الوطنيين العراقي والسعودي بملعب مدينة البصرة الدولي، اضافة الى اتصال مع القائم باعمال السفارة الاسبانية في بغداد حول الموضوع اضافة الى ممثل المغرب في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

واكد مسعود ان العراقيين جميعهم ينتظرون بشغف كبير قرار فيفا المنتظر "الذي سيسهم في صنع تاريخ جديد للكرة العراقية في حال اتخاذه" بحسب مانقل عنه بيان صحافي لاتحاد الكرة العراقي تابعته "إيلاف".

الدبلوماسية العراقية تستنفر

ومن جهتها، عبرت وزارة الخارجية العراقية عن أملها في أن يقوم المجتمع الدولي بالتصويت لصالح العراق في إجتماع "فيفا" من اجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية. وقالت الوزارة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان وزيرها ابراهيم الجعفري وجه جميع ادارات الوزارة في المركز ببغداد والبعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج بإستنفار كل الجهود لحشد الدعم اللازم لرفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية خلال اجتماع كولومبيا.

واضافت الوزارة قائلة "آملين من المجتمع الدولي الوقوف مع العراق كما وقف معنا في دحر عصابات داعش الارهابية بالتصويت الى جانب رفع الحظر عن الملاعب العراقية دعماً للسلام والاستقرار والتنمية في العراق".

الاستعداد لاحتفالات شعبية

وبالترافق مع ذلك، فقد وجه وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان بتشكيل لجنة مختصة بإقامة احتفاليات جماهيرية مركزية في ملاعب بغداد والمحافظات احتفاءً برفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية حال إقراره في الاجتماع المرتقب للاتحاد الدولي لكرة القدم بكولومبيا. 

واكد الوزير انه "من الضروري أن تقيم الوزارة بالتعاون مع المؤسسات المعنية احتفالات تعكس البهجة والفرح العراقي بتحقيق النصر الرياضي ورفع الحيف عن جماهيره بعودة إقامة المباريات الرسمية على أرضه". ودعا في بيان "جميع أبناء الشعب العراقي بشكل عام والجماهير الرياضية بشكل خاص إلى “المشاركة في هذه الاحتفاليات والابتعاد عن أي طريقة للاحتفال ممكن أن تسبب الأذى للغير من قبيل إطلاق العيارات النارية وغيرها من التصرفات التي لا تليق بأبناء العراق وشبابه".

وأوضح الوزير أن اللجنة المشكلة ستعلن تفاصيل ومواعيد وأماكن الاحتفاليات التي ستنطلق مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن رفع الحظر الكروي في وقت لاحق.

رفع جزئي للحظر

 وكان "فيفا" قد سمح في التاسع من مايو 2017 برفع جزئي عن الحظر والسماح بإقامة المباريات في ملعب فرانسوا حريري في أربيل إلا انه عاد وفرض الحظر بسبب أحداث اجتاحت مباراة المنتخب العراقي ونظيره الأردني ضمن تصفيات مونديال 2014 وانتهت بثنائية للأردن.

وجاء ذلك في ختام انتهاء اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة في العاصمة البحرينية المنامة، حيث قرر رفع الحظر عن العراق رسمياً بشكل جزئي لمدة ثلاثة أشهر تمهيدًا لرفعه كليا بعد نجاح المباريات التي اجريت في ملاعب عراقية.

وحدد الاتحاد الدولي كلاً من ملاعب أربيل وكربلاء والبصرة لإقامة المباريات الدولية الودية لمدة 3 أشهر وفي حال نجاح المباريات سيتم رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية بشكل كلي.
الجدير بالذكر ان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رفض عام 2016 طلبًا للاتحاد العراقي للعبة برفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية حيث برر ذلك بوجود مخاوف أمنية.

آمال وسط تحسن الامن

ويأمل العراقيون في ان يقدم الاتحاد الدولي على هذه الخطوة معولين بذلك على تحسن الأوضاع الأمنية لاسيما بعد القضاء على تنظيم داعش فضلا عن وجود منشآت وبنى تحتية حديثة لكرة القدم تتيح للبلاد استضافة المباريات الرسمية والمنتخبات الدولية بحسب المعاييرالمطلوبة.

وكان الاتحاد الآسيوي قد وافق بشكل مبدئي مؤخرًا على استضافة فرق عراقية لمبارياتها ضمن كأس الاتحاد الآسيوي في العراق هذا الشهر الا انه تراجع عن ذلك بعد تدخل من الفيفا بذريعة ان الحظر لا يزال ساري المفعول وأرجأ المباريات الى الشهر المقبل من دون تحديد مكانها في انتظار قرار فيفا بشأن رفع الحظر بالكامل من عدمه.

ويشير ملف الحظر عن الكرة العراقية منذ عام 1985 وحتى الآن الى قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم بفرض الحظر على الكرة العراقية 5 مرات في أعوام 1985 و1990 و2003 و2009 و2013 لأسباب عديدة منها الحروب والأوضاع الأمنية وسوء التنظيم.

 وتوجد في العراق 6 ملاعب دولية مطابقة لمواصفات الاتحاد الدولي.