إيلاف من واشنطن: في تحول لافت، أصبحت الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز "بطلة" في نظر عدد ليس بالقليل من الأميركيين، "فهي تتحدى تهديدات الرئيس دونالد ترمب الذي يحاول منعها من كشف حقيقة علاقتها الجنسية به".

وأطلقت الممثلة الإباحية واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد صفحة على موقع الإنترنت لجمع التبرعات بدأت في الخامس عشر من الشهر الجاري وتستمر لثلاثين يومياً، وتمكنت من جمع أكثر من 232 ألف دولار من نحو 7600 شخص خلال ثلاثة أيام فقط.

وقالت في مقدمة الصفحة "إنني أحاول أن تحدث بصدق وعلناً إلى الشعب الأميركي عن علاقتي بالرئيس دونالد ترمب، والتهديدات التي تعرضت لها (المنعي من الحديث)".

وذكرت أنها عرضت إعادة 130 ألف دولار تلقتها من محامي ترمب مقابل صمتها، لكنها لم تلق منه رد.

وقالت إن أموال المتبرعين لن تستلمها، ولن تتصرفه بها، "بل ستتحول إلى حساب خاص ، يشرف عليه محامون ينفقون منه على التكلفة المالية للقضية التي رفعتها الأسبوع الماضي ضد ترمب، ولتوفير حراسة لها".

وأكدت أن أموال التبرعات، ستدفع لتغطية إضرار قد تلحق بها إذا تحدثت، في إشارة إلى أن الاتفاق الذي وقعته مع محامي ترمب لإبقاء علاقتهما سرية، يلزمها بدفع مليون دولار عن كل مرة تنتهك فيه ألتزامها.

وذكرت أن المتبرعين سيلاحظون في بياناتهم البنكية، إن التبرعات ذهبت إلى "كراود جستس"، وهو الموقع الذي أطلقت عبره الحملة.

و"كرواد جستس" هو موقع شهير تأسس عام 2015 يشرف عليه محامون وينفذ حملات لجمع التبرعات ، لدعم الراغبين في رفع قضايا قانونية "تخدم المصلحة العامة".

وكان لافتاً حجم التعاطف مع دانيلز، بإعتبار أن غالبية الشعب الأميركي ينظر بإزدراء للممثلات الإباحيات ما يجبرهن على العيش في عزلة قاسية، ما دفع خمسة منهن على الإنتحار أو الموت تحت تأثير جرعة مخدرة زائدة ما بين شهري نوفمبر ويناير الماضيين، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام أميركية بينها محطة فوكس نيوز في الثاني والعشرين من يناير الماضي.

وكان ترمب طلب عبر محاميه مايكل كوهين من المحكمة العليا في مقاطعة لوس أنجليس، بنقل الدعوى إلى محكمة فيدرالية باعتبار أن طرفي النزاع يعيشان في منطقتين مختلفتين.

كما أظهرت الوثائق طلب الرئيس من الممثلة الإباحية تعويضاً قدره عشرون مليون دولار "لأنه خرقت الاتفاق عشرين مرة على الأقل".

وتطلب الممثلة الإباحية من المحكمة إلغاء اتفاقها مع ترمب، بإعتبار أنه لم يوقع عليه، ومن وقع عليه وهو محاميه كوهين، كشف محتوى الاتفاق لصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي.

وحددت المحكمة موعداً للنظر في القضية في يوليو المقبل.

ومن المفترض أن تظهر دانليز عبر برنامج ستون دقيقة التي تبثه قناة سي بي أس الأحد المقبل، وهي المقابلة التي تم تسجليها قبل أيام، وتقول وسائل إعلام أميركية أن ترمب يضغط عبر فريقه القانوني لمنع بثها.

وكان مايكل أفيناتي قال الجمعة في مقابلة مع محطة السي إن إن، إن موكلته تعرضت للتهديد بالإيذاء الجسدي لمحاولة إسكاتها.

وزعم أفيناتي "أن ست نساء تواصلن معه، وأبلغهن أن لديهن علاقات جنسية سابقة مع الرئيس، أربع منهن وقعن اتفاقيات مع ترمب بعدم الحديث علنا عن هذه العلاقات".

وذكر "لن أخاطر بمصداقتي وأجزم بأنهن صادقات، لكن فريقنا القانوني يفحص ملفاتهن، وسنتبنى قضية ما يتضح لنا أن لديها أدلة سواءا كانت واحدة أو الست جميعاً".

وقال بول كالن المحلل القانوني لشبكة السي إن إن في مقالة نشرها الأحد، "إن ترمب سيكون في ورطة كبيرة إذا ما قرر المدعي الخاص روبرت مولر استجواب الممثلة دانليز، بإعتبار أن الرئيس ومحاميه انتهكوا القانون الفيدرالي للانتخابات بمنحها 130 ألف دولار مقابل سكوتها".