«إيلاف» من لندن: بحث ممثلون عن الشعوب غير الفارسية في ايران سبل اسقاط النظام واستبداله بنظام ديمقراطي فيدرالي وشددوا على ضرورة توحيد الحراك المعارض له واكدوا رفضهم لعمليات القتل الممنهج التي تمارسها السلطات الايرانية في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

جاء ذلك في ختام ندوة عقدها حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي في لندن تحت عنوان "لاديمقراطية في ايران دون حقوق شعوبها" حيث ناقش خلالها ممثلو الشعوب غير الفارسية مساء امس سبل اسقاط النظام الحاكم في إيران وإستبداله بنظام فيدرالي ديموقراطي يلبي مطالب جميع فئات المجتمع الإيراني القومية والسياسية والإجتماعية كما بحثوا آخر الأوضاع السياسية في بلادهم . 

وعقدت الندوة لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيل المعارض الايراني منصور الأهوازي أحد مؤسسي حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي وآخرين منهم رحيم سخيراوي وعبدالرزاق نيسي ومنصور مشرف وعدنان سلمان الامين العام السابق للحزب.

رفض القتل الممنهج لايران في العراق وسوريا واليمن ولبنان

واكد المشاركون في الندوة في بيان ختامي حصلت “إيلاف" على نصه إن النظام الإيراني رجعي وإرهابي وقمعي استنزف ونهب موارد وثروات البلاد وجعل شعبها يعيش في فقر وحرمان قلّ نظيرهما كما قتل خلال العقود الأربعة الماضية المئات من الايرانيين بأبشع الطرق والاساليب القذرة، تارة عبر عمليات اغتيال إرهابية وتارة أخرى عن طريق الاعدامات التي صدرت احكامها في محاكم غير عادلة وساهم بشكل فاعل بكل الاجرام والقتل الممنهج ضد الابرياء من ابناء المنطقة العربية خاصة في سوريا ولبنان والعراق واليمن حيث كان النظام الإيراني أكثر عدوانية من كل اعداء هذه الشعوب واعداء دول المنطقة كما هو عدو لدود لجميع الشعوب في إيران.

واضافوا ان القضاء على هذا النظام واسقاطه أصبح ضرورة تاريخية ملحة حيث كان حزب التضامن قد اكد مراراً بعد دراسته نوعية النظام وتركيبته الأيدولوجية المتخلفة التي لا تقبل أي تغيير أو إصلاح، وتتفق معنا وتشاطرنا في هذا الرأي والتحليل جميع الاحزاب المنضوية تحت مظلة مؤتمر شعوب إيران الفدرالية ومجلس الديمقراطين الإيرانيين، فانّ الحزب يؤكد على أن الحل الحقيقي للخلاص من هذا الوضع المأساوي والظلم المضاعف بحق الشعوب يكمن في اسقاط النظام والتخلص منه نهائياً فانطلاقاً من هذه الرؤية فإنه لتغيير النظام فيجب شن حركات احتجاجية سلمية أو طرق مناسبة أخرى بغية إقامة نظام جمهوري فدرالي ديمقراطي على أنقاضه.

مشاركون في مؤتمر حزب التضامن الاهوازي بلندن

واشاروا الى انه بما أن جميع الحركات الاحتجاجية في إيران في الظروف الراهنة هي نتيجة لممارسة الظلم والاضطهاد ضد هذه الشعوب من قبل النظام الفاشي فقد اكدوا دعمهم الكامل لهذه الحركات السياسية والاجتماعية ومشاركتهم الفاعلة والنشطة إلى جانب الحراك السياسي الكبير في المجتمع الإيراني الذي جعل النظام يواجه خطر السقوط المفاجئ واعلنوا تسخير ما يمتلكونه من امكانيات دعما لهذا الحراك . وعبر المشاركون عن ايمانهم بالمساواة بين جميع القوميات في إيران المتنوعة الاعراق والاديان والمذاهب، وكذلك بالمساواة بين الرجل والمرأة وحرية جميع المعتقدات الدينية والتنوع الثقافي وحرية الصحافة.

ودانوا بشدة تدخلات إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وطالبوا النظام الإيراني بالتوقف عن تدخلاته السافرة في شؤون الدول العربية الجارة لإيران .. كما رفضوا برنامج إيران النووي وأنشطته الصاروخية ويعتبره تهديداً للمنطقة وخطراً على العالم بأسره.

واستنكر المشاركون حرف مسار وسرقة مياه نهر كارون ونقلها الى الأقاليم الأخرى معتبرين هذه الاجراءات عملاً ضد الانسانية ومدمراً للبيئة واستنكروا بشدة تجفيف الأهوار لغرض استخراج النفط الرخيص، الأمر الذي أدى لحد الآن إلى تشريد المزارعين العرب ورعاة المواشي وتدمير جزء كبير من ألاشجار .. معتبرين هذه الاجراءات تعسفية وشكل من أشكال عملية التهجير القسري ومحاولة لطرد السكان الأصليين العرب من اراضيهم واوطانهم.

ودان المشاركون "بأشدّ العبارات سياسة معاداة العرب التي اشتدت وتيرتها في الآونة الأخيرة والتي تمارس يومياً، كما دانوا سياسة جلب المهاجرين وتشجيع الهجرة الممنهجة وقفا لخطة مسبقة من محافظات أخرى إلى إقليم الاهواز ومنح امكانياته لغير السكان الأصليين وحرمان ابناؤه بطريقة عنصرية تعسفية عبر أساليب التوظيف التي تتم على اساس المحسوبية والتمييز الذي أدي إلى هجرة الكثيرين من الشباب العرب إلى مناطق أخرى. ورأوا عملية نهب الأراضي العربيه من المزارعين العرب وعدم إعطاءهم فرص للعمل اعتداءً مباشراً على شعب الاهواز ومحاولة للسيطرة على مقدراته من قبل الحكومة المركزية.

ممثلو شعوب ايران يناقشون سبل اسقاط النظام

وخلال الندوة ناقش ممثلو الشعوب غير الفارسية في إيران، آخر تطورات الأوضاع السياسية في بلادهم وبحثوا سبل إسقاط النظام الحاكم في إيران وإستبداله بنظام فيدرالي ديموقراطي، يلبي مطالب جميع فئات المجتمع الإيراني القومية والسياسية والإجتماعية. 

وأكد المتحدثون في الندوة على سلمية نضالهم ضد النظام الإيراني من خلال المشاركة في الإحتجاجات والمظاهرات ورفع شعارات تلبي المطالب المشتركة وعلى رأسها اسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران. 

وحضر المؤتمر ممثلون عن الشعوب في إيران من العربي والبلوشي والأذربيجاني والأكراد واللر البختياريين.

وقدم أمين عام حزب التضامن الديمقراطي جليل الشرهاني في تقرير للمكتب السياسي واللجنة المركزية وكوادر ولجان الحزب في الداخل والخارج تحليلاً شاملاً عن المرحلة النضالية التي يمر بها الشعب الأهوازي واخر تطورات الاوضاع السياسية والاجتماعية في إيران والمنطقة والعالم والمرحلة الراهنة التي تعيشها المنطقة وإيران ومدى تأثيرها على مسار الحركات القومية في إيران لاسيما قضية العرب في ايران العربية.

واشار الى ان كفاح شعبنا العربي في الأهواز هو جزء من الكفاح المشترك للشعوب التي تعيش ضمن خارطة ايران انطلاقا من مبدأ الشراكه الوطنيه المتكاتفة بين الشعوب آذريين واكراد وبلوش وفرس و بختياريين. وشدد على ان الحزب يطمح الى علاقات متينة مع الشعوب الايرانية ضمن خارطة ايران

كما يدعو الحزب نظام ولاية الفقيه الارهابي الى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والاسلامية.

ومن جانبه طالب رحيم بنده اي نايب أمين عام حزب الشعب البلوشي في إيران بتشكيل جبهة موسعة واحدة لاسقاط النظام مؤكدا أن هزيمة التعتيم الإعلامي الرسمي أمام مواقع التواصل الإجتماعي جعل الجميع يدرك أن هناك شعوب مختلفة في إيران وليس كما يروج له شعب واحد. 

وأضاف "في السنوات الأربعين من عمر الجمهورية الإسلامية، نشهد عدم الاستقرار الاجتماعي وارتفاع معدلات البطالة ، وتدهور البيئة وتدهور العلاقات مع البلدان المجاورة، وحظر حرية الرأي والفكر وقمع الاحتجاجات والإضرابات وهي أمور تؤكد على عدم ديمقراطية النظام الإيراني وفشله". 

أما الناشط الآذربايجاني علاء الدين راضي، فأوضح أن الأحتجاجات الأخيرة في إيران كانت مفاجئة للمراقبين للشأن الإيراني ووضعت على عاتق المعارضة مسؤولية كبيرة حيث لم تشهد ايران قبل ذلك احتجاجات شعبية بهذا الحجم منذ أربعين عاما تقريبا. 

ومن جانبه قال ياسين الأهوازي القيادي في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي ان مستقبل النظام السياسي في إيران لن يكون إلا من خلال التعاون بين جميع الفئات الإيرانية ولن تتحقق أي ديمقراطية بدون الإطاحة بالنظام. وشدد على أنه ينبغي تلخيص النظام المستقبلي لحقوق المواطنة في إيران بنظام فيدرالي لامركزي.

أما النائب العام للجبهة المتحدة في بلوشستان فأكد أن الشعب البلوشي بات يدرك أنه ليس وحيدا في معركته مع النظام الإيراني وإن شعوبا أخرى تعاني مثله بسب سياسات النظام الطائفي في إيران لذلك أصبح يهتف بشعارات تطالب بحقوق جميع الشعوب في البلاد. 

كما تحدث عضو المكتب السياسي في حزب كوموله الكردستاني الإيراني فاروق بابا اميري عن كفاح الشعب الكردي في ايران وما يلقيه من ممارسات تعسفية على يد النظام الحاكم في ايران داعيا الى توحيد حركة الشعوب الايرانية للتخلص من النظام.

أما عبدالرحمن الحيدري ممثل التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز فقد اشار الى "ان تجربتنا مع الاحزاب الايرانية التي كانت تنادي بالديمقراطية والمجتمع المدني تحتم علينا ان نكون حذرين في الوقت الراهن ونتسائل عن فحوى تكرار هذا الشعار من قبل احزاب المعارضة الايرانية ونطرح الاسئلة التالية في هذا المجال: ما مفهوم الديمقراطية التي ينادي بها أصحاب هذه الفكرة؟

واجاب قائلا "ان الاحزاب الايرانية لم تحسم أمرها بشأن أمر بسيط جداً مثل حق الشعوب في تسمية قراهم، ومدنهم وأقاليهم فكيف يمكنهم أن يقبلوا بحقوق اكثر للشعوب غير الفارسية؟ على سبيل المثال فأن احزاب المعارضة لم تقبل لحد الان بالاسماء العربية للمن التي تحلها ايران مثل المحمرة، والخفاجية و عربستان على الرقم من استخدامها من قبل السكان الأصليين؟

وشدد على ان تطبيق الديمقراطية بشكل صحيح يحتاج الى تغييرات جذرية في الفكر والممارسة من قبل كل الاطراف موضحا بالقول "تجربتنا مع الاحزاب الشمولية الايرانية تؤكد لنا ان الاحزاب الايرانية لا زالت تنظر الى ايران انها شعب الأمة الواحدة وهي الفارسية! والتعامل بالازدواجية مع ما يحدث في مناطق الشعوب الغير فارسية والمناطق الاخري يدل على أنها لم تتمكن من تحمل أصوات غير أصواتها.