إيلاف من نيويورك: عاد التحقيق الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ليستقطب الأضواء مجددا بعد تسريع معسكر المحقق روبرت مولر، ومعسكر الرئيس دونالد ترمب من خطواتهما التي توحي بأن المواجهة المباشرة أصبحت قاب قوسين.

وأسقط الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدنة غير معلنة مع المحقق الخاص بعدما خرج على حسابه على تويتر ليهاجم فريق التحقيق ويسمي روبرت مولر بإسمه للمرة الأولى في إشارة طرحت مخاوف جدية من اقدام الرئيس على طرده من منصبه.

مولر وسياسة القضم

وقبل أشهر أشاد ترمب بمولر ولكنه رسم له خطا احمر بعدما حذر من اقدام المحقق الخاص على فتح السجلات المالية لشركات الرئيس او لأفراد عائلته، غير ان روبرت مولر الذي تبين انه يتبع سياسة القضم في تحقيقاته تقدم بطلب للحصول على وثائق من مجموعة شركات ترمب، بعضها مرتبط بالعلاقة مع روسيا، ما دفع بالرئيس الى استهدافه بشكل مباشر.

تحذيرات

الإعلام المحافظ المؤيد لترمب أطلق تحذيرات جدية من نوايا مولر، واعتبر راش ليمبو ان المحقق الخاص يريد تدمير ترمب ماليا بواسطة فتح سجل الضرائب الخاص به منذ عام 1996، فيما واصل شون هانيتي على شبكة فوكس نيوز انتقاد فريق التحقيق.

ورغم ان البيت الأبيض أكد ان موضوع طرد مولر لا أساس له من الصحة، وان ترمب لم يفكر بهذا الأمر، إلّا ان قيام ترمب بتوظيف محام جديد ضمن فريقه القانوني طرح العديد من الأسئلة.

موقف عدائي

الرئيس الأميركي عزز دفاعاته بعدما ضم المحامي جوزيف ديجينوفا الى فريق البيت الأبيض القانوني، وفُسرت هذه الخطوة على انها احدث موقف عدائي من ترمب تجاه فريق التحقيق بحسب وصف ذاهيل.

وسبق لديجينوفا، وان شن حملة عنيفة على مكتب التحقيقات الفدرالي، ووزارة العدل على وسائل الاعلام المحافظة، كما ان انضمامه للفريق القانوني يأتي بالتزامن مع المفاوضات القائمة مع فريق التحقيق لتحديد موعد لمقابلة ترمب.

الشرطي الأقذر في العالم

وسبق للمحامي الجديد وان وصف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي المطرود، جيمس كومي بالشرطي الاقذر في العالم، واتهمه بتدمير سمعة مكتب التحقيقات بسبب السلوك الغريب الذي يتبعه.

تغيّر النبرة

وشكلت دعوة جون دود، احد أعضاء الفريق القانوني لترمب، التي وجهها الى نائب وزيرة العدل رود روزنستاين لإقفال ملف التحقيقات، مؤشرا قويا على تغيّر نبرة الفريق القانوني حيال المحقق الخاص، بعدما كان هذا الفريق يدعو ترمب الى التهدئة وعدم استهداف روبرت مولر.

التعاون لا يزال قائما

ورغم المواقف العنيفة التي ظهرت مؤخرا من معسكر الرئيس، غير ان التعاون بين فريقه والمحقق الخاص لا يزال قائما حيث تحدثت شبكة سي ان ان عن اجتماع عُقد بين الطرفين لمناقشة المواضيع المحتملة والاسئلة التي سيوجهها فريق التحقيق الى الرئيس بحال حصول المقابلة المنتظرة.

وأشارت المعلومات الى ان فريق ترمب قدم وثائق إلى فريق مولر ، تناولت مذكرات داخلية للبيت الأبيض ، ورسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بطرد مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، وفي هذا الصدد يتخوف انصار ترمب من إمكانية توجيه مولر اتهامات الى الرئيس تتعلق بعرقلة العدالة على خلفية طرد الرجلين من منصبهما.

كما حاول فريق التحقيق الاستفسار عن دور وزير العدل جيف سيشنز في طرد جيمس كومي، وكذلك عن فحوى المكالمات الهاتفية بين مستشار الامن القومي السابق، مايكل فلين، والسفير الروسي السابق في واشنطن، سرغي كيسلياك أواخر عام 2016.