لندن: كان الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ من أبرز الذين استخدموا تقنية متطورة للمساعدة على التواصل، معروفة باسم الاتصال التزايدي والبديل. تأتي وفاته في عام الذكرى السبعين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان في عام 1948. أصبح هوكينغ يجسد تلك الوسيلة للتواصل بمنظومات الاتصال التزايدي والبديل، متمتعًا بالحق الانساني في الاتصال الذي تنص عليه المادة 19 من الإعلان. 

منظومات للإشارة
اليوم، كثيرون في أنحاء العالم، يحتاجون إلى هذه الوسيلة المساعدة للتواصل لا يستطيعون الحصول عليها ولا على الدعم الاجتماعي لاستخدامها. 
تعمل تكنولوجيا الاتصال التزايدي والبديل بمنظومات للإشارة والحركة وألواح اتصالات وأجهزة مولدة للكلام وهواتف محمولة ذات تطبيقات وحتى إيموجات وشبكات اجتماعية. هي في النهاية لا تعمل من خلال تفاعل المستخدم معها فحسب، وإنما من خلال تفاعلاته مع الشركاء في الاتصال أيضًا. 
هوكينغ ألهم الملايين في أنحاء العالم مصابين مثله بداء العصبون الحركي. وقدمت حياته مثالًا حيًا على حقوق التواصل والحاجة إلى تكنولوجيا الاتصال التزايدي والبديل. 
تمثل دعوته "النظر إلى النجوم" حافزًا لمستخدمي تكنولوجيا التواصل التزايدي والبديل ومهندسي الاتصالات للعمل معًا من أجل التوصل إلى حلول تساعد الذين لا يستطيعون الكلام للتواصل مع الآخرين. 

امتياز الكلام
شجعت شهرة هوكينغ خيرة العقول العلمية في العالم للتعاون معه على حل المشكلات المرتبطة باستخدام تكنولوجيات الاتصال، لأن التواصل باستخدام منظومة الاتصال التزايدي والبديل ما زال بطيئًا ويتطلب جهدًا من المستخدم. 
كان هوكينغ يدرك الامتيازات المتاحة له من معدات ودعم اجتماعي لاستخدام هذه التكنولوجيا في الحديث والتواصل مع الآخرين. لكن كثيرين مصابين مثله بعوق في النطق لا تتوافر لهم هذه الامكانات. من هنا دعوته إلى جعل هذه التكنولوجيا في متناول أيديهم. 
هناك أنواع من الاتصال التزايدي والبديل تستخدم جسم الشخص مثل منظومات الاشارة والحركة. بعض منظومات التواصل التزايدي والبديل ليست الكترونية مثل الواح الاتصالات أو الكتب يشير اليها المستخدم، أو ينظر إلى الحروف والكلمات والعبارات للتواصل. أنواع أخرى ذات تكنولوجيا متطورة بمنظومات الكترونية وتكنولوجيات تقوم على علم الحوسبة لخزن الكلمات واسترجاعها بهدف التواصل.

بمفتاح كهربائي
عدا عن الوقت الذي يستغرقه إعداد رسالة، فإن ساعات قد تكون مطلوبة لبرمجة ما يمكن أن يُنطق باستخدام التكنولوجيا المساعدة على التواصل، وساعات أكثر للتأكد من إيجاد الكلمات المنشودة في الوقت الملائم للتواصل. 
كان هوكينغ يستخدم مفتاحًا كهربائيًا للتحكم ببرمجية الكومبيوتر التي تمكنه من الكلام. ويتيح هذا المفتاح للمستخدم أن يبحث بين الخيارات المعروضة على الشاشة إلى أن يجد الحرف أو الكلمة أو الرسالة التي يختارها "لينطقها" الجهاز.
لم يكن هوكينغ ميالًا لاستخدام منصته بالارتباط مع العوق، لكن عندما كان يستخدمها كانت كلماته مهمة. وشدد في المقدمة التي كتبها للتقرير العالمي عن العوق في عام 2011 على أهمية أن يكون بمقدور المعاقين الحصول على الأجهزة التي يحتاجونها، قائلًا: "إن واجبًا اخلاقيًا يقع على عاتقنا لإزالة الحواجز التي تعترض المشاركة واستثمار ما يكفي من التمويل والخبرات لتحرير الطاقات الكبيرة لدى المعاقين". 



أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "كونفرزايشن". الأصل منشور على الرابط:
http://theconversation.com/the-technology-that-gave-stephen-hawking-a-voice-should-be-accessible-to-all-who-need-it-93418