نصر المجالي: انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، ازداوجية المعايير التي تتبناها الحكومات الغربية تجاه عملية "غصن الزيتون" التي تنفذها قوات بلاده بالتعاون مع "الجيش السوري الحر" بمنطقة عفرين.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها، اليوم الجمعة، خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، بحي "باغجيلار" في إسطنبول إن المنزعجين من تحرير عفرين السورية، هم أنفسهم من يلتزمون الصمت حيال المجازر المرتكبة في المنطقة بوجه عام.

وفي أحدث هجوم للرئيس التركي الذي لم يترك مناسبة خلال أكثر من عام، إلا وهاجم في لدول لغربية، نقلت وكالة (الأناضول) عنه قوله إنّ "الجهات المنزعجة من عملية عفرين والدخول (القوات التركية) إلى مركزها، مدفونون في صمت عميق إزاء المشاهد غير الإنسانية في منطقتنا".

ويستعد أردوغان للمشاركة في القمة التركية ـ الأوروبية القمررة يوم 26 مارس في منتجع فارنا البلغاري وسط شكوك بانعقاد القمة، وأضاف أنّ "هؤلاء لم ينزعجوا من مقتل آلاف المدنيين بالأسلحة الثقيلة في الغوطة الشرقية، ولم يشعروا بالقلق إزاء مقتل تلاميذ إثر قصف بالطائرات الحربية في إدلب".

وتابع: "كما لم ينزعجوا من اختطاف المنظمة الإنفصالية الإرهابية (بي كا كا)، قسرًا، أطفالا في الـ13 والـ14 من أعمارهم من بين عائلاتهم".

وأشار إلى أن تعرّض المساجد في ألمانيا لاعتداءات من قبل عناصر المنظمة الانفصالية الإرهابية، أو من قبل العنصريين، لم يبعث القلق في نفوس تلك الجهات.

ولفت إلى أن "هجمات مشابهة وقعت في السويد وهولندا لم ينزعجوا منها، ولم ينزعجوا أيضا من الاضطهاد االذي يستهدف الأطفال والمدنيين في فلسطين".

تهجير ميانمار 

كما أن تهجير مئات الآلاف من إقليم أراكان في ميانمار، وقتل عشرات الآلاف منهم تحت التعذيب فقط بسبب معتقداتهم، لم يؤثر في قلوب هؤلاء، وفق الرئيس التركي.

وأشار رئيس تركيا إلى أن "حساسية هؤلاء موجهة فقط ضد تركيا"، ذاكراً في الوقت ذاته، وجود من يدافع عن حقوق الآخرين، مثل راشيل كوري التي قتلت عام 2003 دهسا تحت جرافة (إسرائيلية)، أثناء دفاعها عن حقوق الفلسطينيين.

وخلص أردوغان إلى القول: "توجد أمثلة كثيرة أيضاً، وإنما اعتراضنا على المعايير المزدوجة التي تبديها الحكومات الغربية وليس لها أي مبررات أخلاقية".