«إيلاف» من بيروت: أثار كلام نقله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون بأن "البلد مفلس"، بلبلة في الأوساط الشعبية والإقتصادية، وتعقيبًا على الموضوع يشير الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" الى أن البلد لا يمكن اعتباره مفلسًا، ورئيس الجمهورية لديه أسبابه للقول بأن البلد مفلس، وقد يكون الكلام بصفة "المجازي"، حيث تم تفسير أن قصد رئيس الجمهورية كان حث الناس ودفعهم في لبنان للقيام بأعمالهم في القطاعين العام والخاص، ولم يقصد رئيس الجمهورية أن لبنان مفلس بالمعنى القانوني والمالي للموضوع، وكان المقصود تنبيه اللبنانيين على الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان.

ويمكن القول إن لبنان حاليًا ليس مفلسًا رغم ضرورة العمل اليوم على تصحيح الكثير من الأمور خصوصًا قبل مؤتمر سيدر 1 في باريس، والقيام بانتخابات جدية ونزيهة والمجيء بحكومة جدية أيضًا بعد الانتخابات النيابية المتوقعة في لبنان.

أزمة فعلية

وردًا على سؤال أي أزمة فعلية يمكن أن يتجه إليها لبنان بالمستقبل في حال بقي الوضع على ما هو عليه؟ يجيب حبيقة أن الوضع سوف يتحسن خلال شهر الانتخابات اقتصاديًا خصوصًا، مع كل تكاليف الانتخابات وصرف الأموال، حيث يمكن أن يُصرف ما يقارب المليار دولار أموالاً في الانتخابات النيابية، وبعد الانتخابات ومع حكومة جديدة ستتحسن الأحوال الإقتصادية أكثر في لبنان، وواقعيًا البلد يتجه نحو الأفضل ويجب إعطاء معنويات للناس لأنها تبقى الأهم.

الليرة ثابتة

أما كيف يمكن أن يتجنب لبنان الوصول الى حالة الإفلاس المالي والإقتصادي؟ يقول حبيقة إن لا إفلاس في لبنان، وكلمة إفلاس لا تطبق على الدول إنما فقط على الشركات، وعندما يفلس البلد يكون هناك انهيار للعملة الوطنية وانهيار اجتماعي، ولسنا في هذه المرحلة في لبنان، مع التأكيد الدائم لحاكم مصرف لبنان أن الليرة اللبنانية ثابتة ولا خطر عليها.

والوضع الإقتصادي ليس كما نتمنى لكن لا يمكن الحديث عن انهيار اقتصادي، ويبقى الدور الأساسي للسياسيين اعطاء الفرح وليس التخفيف من معنويات الشعب.

بعد الحديث عن تأثير الانتخابات الإيجابي اقتصاديًا، ما هو دور الخطابات النارية والمضادة خلال الترشيحات على اقتصاد لبنان؟ يجيب حبيقة أن لهذه الخطابات دوراً في تفعيل الحماسة للناخبين، ولمتابعة الانتخابات، إعلاميًا وإعلانيًا، وهي من ضمن الحماسة الإنتخابية وتساهم في تفعيل الصرف الانتخابي، ويجب تجنب بعض الكلمات النابية لكن بالمجمل تبقى الحماسة الكلامية جيدة في لبنان بصورة عامة.

مناقشة الموازنة

ماذا عن الدعوة لمناقشة الموازنة العامة هذا الأسبوع لتكون جاهزة قبل مؤتمر سيدر في 6 ابريل، كيف يساهم ذلك في اعطاء دفع معنوي بمواجهة الحديث عن إمكانية الإفلاس في لبنان؟ يجيب حبيقة أن هذه الموازنة سيكون فيها عجز بما يقارب الـ 5 مليارات دولار، ولسنا الوحيدين الذين نملك نسبة في العجز، المهم وُضعت الخطوات الأولى للحد من الفساد ونحن على مفرق طريق في لبنان للحد من الفساد، وتبقى الأرقام في الموازنة تعطي رسالة للمجتمع الدولي أننا نجرب إدارة الأمور بأفضل ما يمكن، وهي رسالة مهمة بأننا يمكن أن نُعطي الثقة لأننا بدأنا بإدارة مؤسساتنا بشكل أفضل.

أما هل سيكون مؤتمر سيدر فرصة أساسية لانعاش الاقتصاد اللبناني؟ يجيب حبيقة أن الأفضل كان لو حصل المؤتمر بعد الانتخابات النيابية، والمجتمع الدولي لديه رغبة في مساعدة لبنان ونأمل أن يترجم الأمر اموالًا واستثمارات جديدة في لبنان.