«إيلاف» من دبي: في ختام جلسات اليوم الاول من منتدى الاعلام العربي المنعقد في مدينة جميرا بدبي أشار الكاتب والمحلل السياسي إياد أبوشقرا إلى مشروعين توسعيين آخرين يحدقان بالمنطقة العربية، إلى جانب المشروع الفارسي الذي يستخدم اسم المستضعفين ستاراً لتحقيق أهدافه التوسعية، هما المشروع التوسعي الاسرائيلي الثابت منذ سنوات، والمشروع التوسعي التركي الذي يطمع في استعادة الإمبراطورية العثمانية بالتوسع والهيمنة على دول الجوار العربي باسم نصرة وحماية طائفة معينة، مشدداً على مسؤولية الإعلام العربي في التوعية بهذه الأخطار، حيث تقع عليه مسؤولية وطنية، وقال:" يجب أن يكون الإعلام مسؤولاً متجرداً يعمل للصالح العام، وليس لطائفة أو مشروع توسعي خارجي".

وأضاف أبوشقرا "للأسف يوجد في المنطقة العربية إعلام كيدي ومزايد خاصة في التعامل مع الأزمة الخليجية الأخيرة"، مؤكداً أن دور إيران كان رئيسياً في صنع الأزمة الخليجية الحالية التي ترى فيها خدمة لمشروعها التوسعي.

رؤية بنيوية

وتطرق الى تأكيدات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة لن تعود لفترة ما بعد عام 1979، وهو العام الذي حدثت فيه الثورة الخومينية في إيران، وتسببت في ردة فعل لتيارات فكرية في المملكة زايدت على الدولة وعملت على الانكفاء بالمجتمع باسم الإسلام بعد أن كانت المملكة منفتحة اجتماعياً، مؤكداً أن بالمملكة حالياً رؤية جديدة، رؤية بنيوية ونهضوية وتنموية يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأنها رؤية تعبر عن تطلعات الشباب والمواطن السعودي.

إيران ودول الجوار

من جهته قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور عايد المناع "إن على ايران أن تعي ان مصلحتها الإيجابية مع دول الجوار وان تتفهم ذلك من خلال السير بخطوات عملية في التعاون الجاد مع دول المنطقة والإلتفات إلى مصلحة شعبها عبر جهود تنموية وسياسات مسالمة مع دول الجوار العربي".

واضاف ان دول الخليج شهدت تغيرات اقتصادية هامة خلال السنوات القليلة الماضية، أبرزها الاتجاه نحو تنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على مصدر واحد هو النفط وتعزيز التنمية المستدامة، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقدمان نموذجاً معبراً لهذا التوجه، وضرب مثالا بالطاقة الشمسية التي أصبحت تستخدم على نطاق واسع في كل من البلدين.

خلال جلسات المنتدى

مشروع نيوم العملاق

وأشار الى أن هناك عدداً من المشاريع الجديدة بدول المنطقة، منها مشروع منطقة "نيوم" العملاق الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية ويمتد بين ثلاث دول هي السعودية ومصر والأردن، ومشروع "مدينة الحرير" في الكويت واتجاهها للتحول بقوة إلى مركز مالي، كما قطعت الإمارات خطوات متقدمة للغاية ورائدة في تنويع مصادر الدخل، وازدهار قطاعات أخرى حيوية غير النفط كمصادر للدخل، كالصناعة والسياحة والخدمات المالية، ما أدى إلى وجود اقتصاد قوي مستدام.

وأكد الدكتور عايد المناع أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقودان تحولات مجتمعية وسياسية حيوية وهامة في المملكة تلقى قبولاً واستحساناً وترحيباً من الشعب السعودي، مؤكداً أن هذه التحولات المتقدمة في حاجة إلى إبرازها من قبل الإعلام العربي.

السعودية قوة كبرى

وأكد ان المملكة العربية السعودية قوة كبرى وقائدة بالعالم العربي، لكن هناك جهات إقليمية وعربية ذات نوايا سيئة لا تريد للعرب أن يتفاعلوا مع هذه التحولات الهامة التي تشهدها المملكة وعدد من الدول العربية كمصر، لأن هذه الجهات ليست من مصلحتها أن تنمو دولنا العربية، مشيراً إلى ادعاء إيران، رغم ما تعانيه من أزمات عديدة، بأنها تسيطر على عواصم عربية، ومستمرة في تغلغلها وتدخلها في شؤون دول عربية أخرى، بحجة مناصرة المستضعفين في كل مكان.

أطماع تستخدم العرقيات

وتساءل المناع: من هم المستضعفين؟ مجيباً بقوله:" هم من تراهم إيران تابعين لها لتحقيق أطماعها وأغراضها بالسيطرة على بلدانهم باستخدامهم كأداة لهذه الأطماع، ولهذا نجدها تستخدم العرقيات المذهبية والطائفية في كل من لبنان واليمن والعراق وسوريا، رغم أن القاعدة الشعبية العريضة بهذه البلدان ليسوا مع إيران ولا يؤيدون تدخلاتها، وشدد على ضرورة أن يقوم الإعلام العربي بمسؤوليته تجاه هذا التوجه التوسعي الإيراني الذي يعبر عن أيديولوجية قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام، كون الإعلام جزءاً مهماً من المجتمع، مضيفاً:" نتيجة لسياساتها وتدخلاتها فإن هناك أكثر من 20 مليون مسلم مهجرين حالياً من مناطقهم في العراق وسوريا، حيث حجبت تلك الأزمات القضية الفلسطينية ولم تعد القضية المحورية للعرب على حد تعبيره.

تيارات طائفية ومذهبية

واستنكر حالة البهجة والنشوة التي عبرت عنها تيارات طائفية ومذهبية ووسائل إعلام عربية جراء إطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع من جانب الحوثيين تجاه المملكة العربية السعودية، مضيفاً أن هذه التيارات الطائفية ووسائل الإعلام تعمل لصالح إيران ومن لا يريدون الخير للعرب، مؤكداً أن لدى المملكة من المقدرة العسكرية التي تمكنها من مسح المناطق التي تطلق منها هذه الصواريخ في صعدة لكنها تجنبت ذلك حفاظا على أرواح المدنيين، متسائلاً بقوله إن المملكة منذ عام 1962 تقدم الدعم لليمن، فما سبب هذا التحول من قبل الحوثيين تجاه المملكة؟ وأجاب بقوله إن السبب في هذا هو المشروع التوسعي والحقد الإيراني واستخدامهم لأتباعهم باليمن وكذلك البلدان العربية كإيران وسوريا والعراق.