«إيلاف» من القاهرة : أكد الخبراء والمعنيون بالشأن السياسي، أن نتائج الانتخابات الرئاسية أكدت أن شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى ما زالت كبيرة داخل الشارع المصري، والكتلة المؤيدة له «متماسكة»، مشيرين إلى أن الأصوات التي ذهبت للمرشح موسى مصطفى موسى "احتجاجية مثلها مثل الأصوات الباطلة، وهي تمثل نسبة ضئيلة جدًا مقارنة للأصوات التي حصل عليها السيسي، وقال الخبراء: "إن الحرب على الإرهاب وحاجة الشعب للأمن والاستقرار كان سببًا حقيقيًا لإعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية ثانية وحصوله على 97 % من أصوات الناخبين".

على الجانب الآخر أكد تيار المعارضة في مصر، أن نتائج الانتخابات لا تعبر عن شعبية الرئيس، فهناك حالة من عدم الرضا على أدائه خلال الولاية الأولى من حكمه، وأن ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة تؤكد تراجع شعبية السيسي عما كانت عليه في انتخابات 2014، وطالب تيار المعارضة الرئيس بضرورة مراجعة سياسته خلال الولاية الثانية من الحكم والعمل على رفع مستوي المعيشة للفقراء ، والاهتمام بملف الحريات وحقوق الإنسان .

نتائج الانتخابات

 وكانت قد أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، عن انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية في ولاية ثانية، بعد حصوله على 21 مليونًا و835 ألفًا و387 صوتًا، بنسبة 97,08% من الأصوات الصحيح، وأوضح إبراهيم، أن المرشح موسى مصطفى موسى حصل على 656 ألفًا و534 صوتًا بنسبة 2,92% ، وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات:" إن عدد الأصوات الباطلة مليون و 762 ألفًا و231 صوتًا بنسبة 7,27%، وأن عدد من أدلوا في الداخل والخارج 24 مليونًا و254 ألفًا و152 ناخبًا بنسبة 41,05%".

شعبية ثابتة

من جانبه قال طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، :"إن عدد الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية حسب نتائج الانتخابات كبير جدًا، في ظل انتخابات لا يوجد فيها روح التنافس ومحسومة، ويعد ذلك إنجازًا حقيقيًا ".

وأوضح أن غالبية الشعب المصري خرج للإدلاء بأصواتهم، لتوجيه رسالة للعالم بأننا نفضل استمرار السيسي في الحكم ونقف خلفه لاستكمال مسيرة البناء وتنمية البلاد.

مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مازال يحتفظ بثقة الشعب، وشعبيته لم تتراجع يومًا ما، كما تزعم جماعة الإخوان وإعلامهم المأجور، والشعب أثبت بالدليل القاطع من خلال خروجه في الانتخابات وقوفه خلف الرئيس، وتحمله للظروف الاقتصادية الصعبة وتأكده أن القادم أفضل.

 مشيرًا إلى أن المواطنين غير المقتنعين حتمًا سيغيرون آراءهم في الفترة المقبلة، بعدما يتأكدون من الإنجازات الحقيقية التي ستكون على أرض الواقع.

رسائل للعالم

في السياق ذاته يرى الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي لمجلس النواب، إن نتائج الانتخابات في بعض المحافظات كما في الوادي الجديد كشفت عن زيادة شعبية الرئيس مقارنة بنتائج انتخابات 2014، معتبرًا انتخابات 2018 ردًا عمليًا على الافتراءات في الخارج والمعارضة بتراجع شعبية الرئيس السيسي خلال السنوات الأخيرة نتيجة القرارات الاقتصادية الصعبة وعلى رأسها قرار تعويم الجنيه .

وقال الدكتور صلاح حسب الله :" إن شعبية الرئيس في تزايد كبير، والشعب يثق دائمًا فيه، ويقدر دوره الكبير في تنمية الدولة، ومواجهة المؤامرات الخارجية ضد البلاد، لذلك حرص الشعب على رفض دعوات المقاطعة و الخروج في الانتخابات، والرد بشكل عملي على المتربصين باستقرار البلاد والسعي نحو تدميرها".

وأضاف المتحدث باسم البرلمان، أن نزول المواطنين بكثافة خلال أيام الانتخابات رسالة للعالم بأن الرئيس السيسى لديه شعبية جارفة، وأن الشعب يقف معه لاستكمال الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الرئاسية الأولى، وهو ما راهن عليه الرئيس طوال الفترة الماضية .

تراجع واضح

على الجانب الآخر يرى أمين اسكندر القيادي بحزب الكرامة، وعضو مجلس النواب سابقًا، أن نتائج الانتخابات الرئاسية 2018 لا تعبر مطلقًا عن شعبية الرئيس، في ظل عدم وجود تنافس حقيقي .

مشيرًا إلى أن جميع استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أكدت على تراجع شعبية الرئيس، ففي آخر استطلاع رأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" حول تقييم أداء الرئيس بعد مرور ٢٨ شهرًا على توليه الرئاسة، فقد أظهرت النتائج أن نسبة من صوتوا بعدم الموافقة على أداء الرئيس نتيجة ارتفاع الأسعار بلغت ٧٤٪، وطرح الاستطلاع سؤالًا على المستجيبين عما إذا كانوا سينتخبون السيسي إذا ما أجريت انتخابات رئاسية غدًا، إذ أجاب ٥٩٪ بأنهم سينتخبونه، بينما أجاب ٢٠٪ بـ"لن ينتخبونه"، و٢١٪ قالوا: "إن قرار انتخابه يتوقف على أسماء المرشحين أمامه"، كما أن الرئيس نفسه اعترف في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بتراجع شعبيته".

وقال اسكندر:"إن ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة مقارنة بانتخابات 2014 دليل واضح على عدم الرضا عن أداء الرئيس خلال الأربع سنوات الماضية، وخاصة فيما يتعلق بالقرارات الاقتصادية، التي كانت سببًا مباشرًا في تزايد معاناة الفقراء والبطالة، كما أن عزوف 59 % من الناخبين عن المشاركة في الانتخابات دليل واضح أيضًا على تراجع شعبية الرئيس".