نصر المجالي: بينما تتواصل المشاورات والاجتماعات على مستوى أجهزة الأمن القومي في كل من واشنطن ولندن وباريس، وتزايد التوترات مع روسيا، كشف النقاب عن تفاصيل ما وصف بـ"أرمادا ترمب" التي أبحرت نحو مياه سوريا شرق المتوسط. 

وقالت التقارير العسكرية إنه استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة تستهدف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإن أميركا نشرت مجموعة كبيرة من 12 سفينة حربية وهي تبحر إلى سوريا في واحدة من أكبر تجمعات القوة البحرية الأميركية منذ غزو العراق عام 2003، وهي تضم أربع مدمرات بما في ذلك (دونالد كوك) مسلحين بصواريخ توماهوك ، يعتقد أنها متواجدة في البحر المتوسط. 

واضافت المصادر إن السفينة الأميركية العملاقة (هاري إس ترومان) التي تحمل 90 طائرة وترافقها مجموعة من خمس مجموعات من المدمرات والطرادات التي تعمل بالطاقة النوويية، فإنها غادرت ولاية فرجينيا في طريقها نحو أوروبا وعلى مقربة من المياه السورية.

رسم يوضح اهدفا سورية محتملة

 

ستيلث وأخواتها

كما غادرت عدة طائرات من طراز "بي-2 ستيلث" (الشبح المخادعة لأجهزة الرادار) ولاية ميزوري، محملة بقنابل عالية الدقة وصواريخ "توماهوك".

ويعتقد أن هناك أربع مدمرات أخرى في البحر المتوسط ​​أو بالقرب منه ، بما في ذلك دونالد كوك وبورتر وكارني ولابون بالإضافة إلى غواصتين تعملان بالطاقة النووية هما جورجيا وجون وارنر.

ويأتي الحشد العسكري غير المسبوق، وسط توترات متصاعدة حيث يواصل الرئيس ترمب النظر في شن غارات جوية على سوريا ردا على هجوم بالغاز الكيماوي في بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة يوم السبت الماضي. 

وهددت روسيا بإسقاط أية صواريخ محتملة الانطلاق ضد على قوات نظام الأسد باستخدام نظام S-400 الدفاعي الرباعي. وتقول تقارير إن الرئيس السوري بشار الأسد نشر أصوله العسكرية إلى قواعد روسية في سوريا البلاد على أمل أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها مترددين في شن ضربات في أي مكان بالقرب من قوات فلاديمير بوتين.

قائمة بأسماء البوارج والحاملات والغواصات الاميركة الـ12

ضبابية وتصريحات جديدة 

وقال دبلوماسيون إنه بعد أن كان الرئيس الأميركي أضفى نوعا من الضبابية بشأن موعد "ضربة سوريا"، خرجت تصريحات جديدة من واشنطن تؤكد على حتمية الرد على الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام السوري، وترهن اتخاذ القرار بسلسلة من الاجتماعات الحاسمة عقدت يوم الخميس. 

وقال ترمب: "نحن ننظر بجدية جداً جداً، وعن كثب على الوضع برمّته،" خلال اجتماعه مع مشرّعين بقطاع الزراعة: "سنرى ما يحصل أيها الرفاق."

وفي تصريح جديد من البيت الأبيض، قال ترمب"نعقد عددا من الاجتماعات اليوم.. سنرى ما سيحدث.. الآن علينا اتخاذ بعض... القرارات. ولذلك ستتخذ قريبا جدا".

وكان ترمب غرّد على (تويتر) بشأن توقيت الضربة في وقت سابق الخميس، حين قال: " لم أقل قط متى سيشن هجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق".

إلا أن تصريحه الأخير يؤكد أن موعد اتخاذ القرار الحاسم ليس ببعيد كما يشدد على ضرروة الرد على هجوم دوما، وهذا ما أيده أيضا رئيس مجلس النواب.

توافق 

وفي تصريح يعكس توافقا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بشأن الضربة المرتقبة، قال رئيس مجلس النواب الأميركي، بول رايان، إن واشنطن لديها "مسؤولية" لقيادة الرد العالمي بشأن سوريا، وترامب لديه سلطة للقيام بذلك.

وقال رايان، للصحفيين، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، "وداعميه طهران وموسكو ارتكبوا أعمالا وحشية جماعية أخرى.. أعتقد أن الولايات المتحدة عليها التزام لقيادة الرد العالمي لمحاسبة المسؤولين عن ذلك".

وأضاف أن من غير الضروري أن يمنح الكونغرس الأميركي ترامب تفويضا جديدا باستخدام القوة العسكرية، لأن هناك تفويضا قائما "يمنحه السلطة التي يحتاج إليها لفعل ما قد يفعله أو لا يفعله".