اعتذرت حركة أرض الباسك والحرية (ايتا) المسلحة الجمعة عن الضرر الذي لحق بالضحايا وأقاربهم في حملة عنف دامت أكثر من 4 عقود شنتها لتأسيس دولة مستقلة في شمال إسبانيا وجنوب غرب فرنسا.

جاء الاعتذار في ظل توقعات بأن تعلن الحركة حل نفسها نهائيا في مطلع الشهر المقبل بعد أكثر من عام على إنهائها حملتها الانفصالية المسلحة بإلقاء السلاح والمتفجرات.

تاريخ منظمة إيتا

وأعلنت الحركة وقف إطلاق النار في عام 2011 وسلمت ترسانتها من الأسلحة في أبريل/ نيسان عام 2017 .

فما هي حركة إيتا؟

على مدار 4 عقود شنت منظمة إيتا حملة دموية لاستقلال 7 مناطق في شمال إسبانيا وجنوب شرق فرنسا يرى انفصاليو الباسك أنها أرضهم.

وفي ابريل/نيسان 2017 كشفت إيتا مخابئ السلاح الخاص بها وقالت إنها نزعت سلاحها بالكامل.

ايتا
AFP
استمرت حملة العنف 4 عقود

ولكن الحكومة الإسبانية قالت إن الجماعة لن تحصل على شيئ بالمقابل وطالبت بنزع سلاح إيتا وحلها.

وجاء إعلان الحكومة الإسبانية عقب قرار المنظمة عام 2005 وقف هجماتها، وفي يناير/كانون ثاني عام 2011 أعلنت هدنة دائمة، ولكنها رفضت نزع سلاحها.

وتعد الجماعة مسؤولة عن مصرع 800 شخص وإصابة آلاف آخرين على مدار 4 عقود من العنف بهدف استقلال الباسك.

حركة طلابية

وكانت إيتا التي تحمل الحروف الأولى من عبارة الباسك الوطن والحرية في بدايتها في الستينيات حركة طلابية استهدفت مقاومة دكتاتورية الجنرال فرانكو العسكرية.

ايتا
AFP

ففي ظل حكم فرانكو كانت لغة الباسك محظورة وتعرضت ثقافة الاقليم للقمع وسجن المثقفون وعذبوا لأراتهم السياسية والثقافية.

وبعد وفاة فرانكو تغير الوضع وانتهى التحول الديموقراطي إلى منح الإقليم الحكم الذاتي.

ورغم أن الإقليم له برلمانه الخاص وقوة الشرطة الخاصة به ويتحكم في نظام التعليم ويجمع الضرائب فإن إيتا وأنصارها المتشددين مازالوا يريدون استقلالا كاملا.

تراجع التأييد

وقد تراجع التأييد الشعبي لإيتا عما كان عليه الوضع في السبعينيات وخاصة بعد خطف واغتيال محافظ الباسك الاسباني ميغيل بلانكو.

ايتا
Reuters
الشرطة اعتقلت خلال العقد الأخير العديد من عناصر ايتا

وانحصرت شعبية المنظمة كثيرا بعد اعتقال القائد العسكري للمنظمة جاركوتز اسيازو روبينا المعروف بـ "تكسيروكي" في عام 2008 في فرنسا.

وفي عام 2009 أخفق المتشددون في تحقيق أغلبية في انتخابات الإقليم وتشكلت حكومة غير قومية للمرة الأولى برئاسة الاشتراكي باتكسي لوبيز.

وسعت الشرطة في فرنسا وإسبانيا لتقليص نفوذ إيتا وقد حظر القضاء جناحها السياسي الذي كان يسعى لاستقلال الباسك.