كشفت وثيقة سلمتها وزارة العدل الأميركية في الأسبوع الماضي إلى الكونغرس أن الرئيس دونالد ترمب قال إنه تعمّد عدم المبيت في أحد فنادق العاصمة الروسية في عام 2013، خشية أن يتم تصويره مع "عاهرات".

إيلاف من واشنطن: تعتبر هذه الوثيقة إحدى المذكرات التي كتبها رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، الذي أقيل من منصبه في مايو الماضي، سجل فيها ما دار في عشاء دعاه إليه ترمب في البيت الأبيض، بعد أسبوع من تولي الأخير رئاسة البلاد في يناير 2016.

تورط أم لم يتورط؟
وأشارت قالت تقارير استخباراتية أميركية، سرّبت قبل أيام من مغادرة الرئيس السابق باراك أوباما منصبه، إلى أن الأجهزة الروسية قد تكون صوّرت ترمب في أوضاع مخلّة مع "بائعات هوى" عام 2013 في فندق الريتز كارلتون في موسكو.

حسب الوثيقة، فإن ترمب قال لكومي إنه وصل إلى موسكو في الثامن من نوفمبر عام 2013، لحضور مسابقة ملكات جمال العالم، لكنه تعمّد عدم المبيت، والعودة في اليوم نفسه إلى نيويورك، بعد تحذيرات تلقاها من رفاق له بأنه قد يتم إغراؤه بعاهرات وتصويره معهن في أوضاع غير لائقة.

وكان حارس ترمب الشخصي لسنوات طويلة حتى سبتمبر الماضي، ومرافقه في رحلته إلى موسكو، كيث شيلر، قال في شهادة أمام الكونغرس في نوفمبر الماضي أن شخصًا ما عرض على ترمب إرسال خمس "عاهرات" إلى غرفته، لكنه نفى أن يكون "إمبراطور العقارات" قد استقبلهن.

أدلة كافية
وقال كومي في مذكرته إن ترمب أبلغه خلال العشاء الذي جمعهما أنه "فور وصوله إلى المطار، اتجه إلى الفندق، وغيّر ملابسه، ومن ثم حضر احتفال ملكة جمال العالم، ثم عاد في الليلة نفسها إلى نيويورك". وزعم رئيس "إف بي آي" المُقال أن ترمب أعاد سرد القصة نفسها في اجتماع جمعهما في وقت لاحق.

لكن أدلة كثيرة سردتها وسائل إعلام أميركية، بينها محطة "سي إن إن"، تشير إلى أن ترمب قضى ليلتين على الأقل في موسكو، إذ حضر في اليوم التالي التاسع من نوفمبر حفلة للفائزة في مسابقة ملكة جمال العالم، ونشرت وسائل الإعلام صورًا له معها. إضافة إلى هذا، صوّر ترمب مشهدًا لبرنامج تلفزيوني في اليوم عينه، وحضر حفلة عشاء أقامها رجل أعمال روسي.

حتى تغريدات ترمب التي نشرها بين يومي 8 و11 نوفمبر من عام 2013 عبر موقع تويتر هي الأخرى تكشف أنه قضى ثلاث ليال في موسكو.

الكاذب كومي!
وكان كومي، الذي أصدر كتابًا في الأسبوع الماضي يركز في جزء كبير منه على علاقته مع ترمب، وما جرى بينهما، ما أدى في النهاية إلى إقالته، ذكر أن أول اجتماع جمعه بترمب كان في 16 يناير، أي قبل أربعة أيام من تنصيبه رسيمًا كرئيس.

وأوضح أن الاجتماع الذي عُقد في برج ترمب في مانهاتن كان الهدف منه الكشف للرئيس المنتخب عن تقارير استخباراتية تزعم أن الروس صوّروه في أوضاع مخلة خلال زيارة قام بها إلى موسكو.

وكان ترمب وصف مرات عدة خلال الأسبوع الماضي كومي بـ"الكاذب"، ووصف ما أورده الأخير عن المذكرتين بأنه مختلق، متهمًا رئيس "إف بي آي" المُقال بتسريب وثائق رسمية.