نصر المجالي من لندن: ألقت تقارير ظلالا من الشك على تصريحات مسؤولين ماليزيين في اليومين الأخيرين بأن قاتل الأستاذ الجامعي الفلسطيني المنتي لحركة (حماس) الدكتور فادي البطش، لا يزال في الأراضي الماليزية. 

وقال مراقب استخباري دولي يتابع لمقتل الاستاذ الجامعي الذي ينتمي لحركة (حماس) الإسلامية الفلسطينية إن الفاعل أو الفاعلين لم يعد لهما اثرا في ماليزيا، حيث يعتقد أنه غادر الأراضي الماليزية فور تنفيذ المهمة. 

وكانت الشرطة الماليزية كشفت يوم الاثنين الماضي (23 أبريل 2018) عن صور رسمها الكمبيوتر لشخصين يُشتبه أنهما قتلا فادي البطش في كوالالمبور، وأضافت أنها وزعت تنبيها بشأنهما عند جميع مخارج البلاد.

وسخر الخبير الاستخباري من تصريحات السلطات الماليزية بوجود الفاعلين داخل أراضي ماليزيا وأنه تتم مطاردتهما، وذكّرهم باختفاء الطائرة الماليزية التي تحطمت العام 2014 ولم يعتر على أي أثر لها رغم كل البيانات الماليزية. 

وكانت الطائرة المنكوبة "الغائبة" في رحلة دولية مجدولة بين كوالالمبور وبكين، وكان على متنها 227 راكب و12 من طاقم الطائرة.

ورغم تعاون أكثر من عشر دول في عمليات البحث، مضت 4 سنوات على اختفاء الطائرة الماليزية دون أن تتمكن أي جهة من ايجاد دليل موثوق على مكان سقوط الطائرة أو تحديد سبب اختفائها.

حماس وإسرائيل

وإلى ذلك، فإن التقارير تناقضات بين اتهامات ونفي الاتهامات، بين (حماس) التي أعلنت أن القتيل البطش من أعضاء الحركة، وإسرائيل التي سارعت على لسان وزير دفاعها أفيغدور ليبرمان الى نفي الاتهامات المتعلقة بدور جهاز (الموساد) في اغتيال البطش، وقال إن من المُرجح أن يكون قد قُتل في إطار نزاع فلسطيني داخلي.

ووُجهت اتهامات للموساد بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيال لشخصيات كبيرة بينهم فلسطينيون في مناطق مختلفة من العالم، وتنفي إسرائيل دوما الاتهامات. 

وجهاز الموساد متهم بقتل محمود المبحوح القائد العسكري في حماس في غرفته بفندق في دبي في 2010. وفي 2016 ألقت حماس باللوم على الموساد في قتل تونسي قالت إنه أحد خبراء الحركة في مجال الطائرات التي تعمل من دون طيار.

عرض صور

يذكر أن رئيس الشرطة الماليزية، محمد فوزي بن هارون، كان عرض أثناء مؤتمر صحافي عقده في كوالالمبور، بعد الحادث عن صورة رسمها الكمبيوتر لشخصي يُشتبه أنهما قتلا فادي البطش. 

وعبّر رئيس الشرطة عن اعتقاده بأنهما "لا يزالان في البلاد حتى هذه اللحظة" مضيفا أنهما دخلا إلى ماليزيا في يناير الماضي واستخدما هويتين مزورتين، وقاما بتنفيذ مهمتهما "باحترافية عالية جدا" وفق تعبير محمد فوزي بن هارون الذي رفض التصريح بما إذا كان "الموساد" الإسرائيلي وراء مقتل البطش الذي ذكرت حركة "حماس" في بيان لها أن الموصوف بمهندس كهربائي خبير بالصواريخ، كان عضوا فيها، لذلك أشارت إلى إسرائيل كمشتبه به وحيد.

 صور بلا مصدر 

وأشار بن هارون إلى أنه تم توزيع صورالمشتبهين التي لم يكشف عن مصدرها على جميع مخارج البلاد، لكنه ذكر أن الشرطة حصلت عليها بعد العثور على دراجة نارية استقلها القاتل وزميله خلال وبعد اغتيالهما للبطش بالرصاص وهو خارج من منزله لتأدية صلاة الفجر في مسجد قريب من حيث يقيم منذ 10 سنوات بالعاصمة التي تخرج بالهندسة الكهربائية من إحدى جامعاتها، وهي "جامعة مالايا" حيث يعمل فيها بإلقاء الدروس والمحاضرات.

وكشفت الصور الموزعة التي عرضها المسؤول الأمني الماليزي أنها تعود لرجلين فاتحي البشرة قد يكونان أوربيين أو من منطقة الشرق الأوسط، ويبلغ طول كليهما حوالي 180 سنتيمترا وبنيتهما قوية.
وكان الرجلان يستقلان دراجة نارية سوداء قد تكون من طراز (بي.إم.دبليو) أو (كاواساكي). وكان كل منهما يحمل حقيبة ظهر ويرتدي سترة سوداء وخوذة. 

وكان أحمد زاهد حميدي، نائب رئيس الوزراء الماليزي، قال في وقت سابق إن من المعتقد أن المشتبه بهما في الحادث أوربيان على صلة بجهاز مخابرات أجنبي.