تطورات دراماتيكية طرأت على قضية التحقيقات الروسية التي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر، بالتزامن مع نشر "واشنطن بوست" تقريرًا أشارت خلاله إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أدلى بثلاثة آلاف ادّعاء كاذب خلال 466 يومًا.

إيلاف من نيويورك: تحقيقات مولر دخلت منعطفًا جديدًا ليل أمس، بعد الكشف عن الأسئلة التي وجّهها المحقق الخاص إلى الفريق القانوني لترمب، وتبادل الطرفان الاتهامات حول هوية مسرّبي الأسئلة إلى "نيويورك تايمز"، واعتبار بعض الخبراء أنه وفي حال ثبت وقوف فريق ترمب خلف هذه العملية، فذلك يعني وجود محاولات من قبلهم لعرقلة العدالة.

تهديد بالاستدعاء
ترمب الذي خرج غاضبًا صباح الثلاثاء، بسبب الكشف عن الأسئلة أمام الرأي العام، وجد نفسه مساء أمام انتشار خبر تهديد المحقق الخاص روبرت مولر بتوجيه استدعاء له للإدلاء بشهادة أمام هيئة المحكمة، إذا ما رفض الجلوس مع فريق التحقيق.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" معلومات تحدثت عن أن مولر لوّح في وقت سابق خلال لقاء مع الفريق القانوني باستدعاء ترمب إذا ما رفض إجراء المقابلة. وتضاءلت بالفعل فرص إجراء المقابلة المنتظرة، بعد قيام رجال مكتب التحقيقات الفدرالي بمداهمة شقة ومكتب محامي ترمب الخاص، مايكل كوهين منذ أسابيع قليلة.

التأكيد
وأكد محامي ترمب السابق، جون دود تقرير "واشنطن بوست"، حيث قال لـ"أسوشيتيد برس" إن فريق مولر طرح إمكانية توجيه استدعاء إلى ترمب خلال اجتماع حديث في شهر مارس الفائت.

اكتمال الاستعدادات
بدا وضحًا أن فريق ترمب القانوني أكمل استعداداته للخوض في صراع قانوني يرجّح أنه سيكون طويل الأمد مع فريق مولر، ولذلك لم يكن مفاجئا قيام الرئيس الأميركي بضم رودي جولياني، ومارتن راسكن وزوجته جاين، إلى فريق الدفاع عنه.

استخدام التعديل الخامس
وردًا على سؤال حول إمكانية استخدام الرئيس للتعديل الخامس، الذي يتيح له عدم تقديم أجوبة عن الأسئلة المطروحة عليه، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على أجواء محامي ترمب قولهم: "إن الفريق القانوني يعتقد أن هناك العديد من التحديات الدستورية التي يجب تلبيتها، قبل أن يتم النظر في هذا الاحتمال". ورغم اتخاذ الملف طريقًا وعرًا، غير أن رجال الدفاع عن ترمب لم يغلقوا الباب بعد على احتمال إجراء المقابلة مع فريق التحقيق.

علام يستند رجال ترمب؟
قضية الاستدعاء أعادت التذكير بمحطات سابقة شهدت توجيه استدعاءات لرؤساء، كما حدث مع ريتشارد نيسكون، وبيل كلينتون، ولذا من المتوقع أن يمتثل الرئيس إلى أمر الاستدعاء. 

غير أن فريق ترمب يرتكز في المقاومة إلى أمرين، أولهما، إن هذا الأمر قد يسفر عن أزمة دستورية، لأنه - وبحسب اعتقادهم - لا يملك المحقق الخاص سلطة إرغام الرئيس على المثول أمام هيئة محلفين، كما يتسلحون بالمادة الثانية من الدستور التي تؤكد عدم إمكانية قيام تحقيق في استخدام الرئيس لسلطاته التنفيذية، ويحاول فريق ترمب الربط بين هذا الموضوع وقراراته بطرد مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، ومدير (إف بي آي) جيمس كومي، تحسبًا لإمكانية توجيه مولر اتهامًا إلى ترمب يتعلق بعرقلة العدالة.

فلين داخل المعمعة
دخل مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، في معمعة يوم الثلاثاء، مع الإعلان عن طلب المحقق الخاص تأجيل جلسات الاستماع إليه، وإصدار الحكم لمدة شهرين، في خطوة أثارت تساؤلات كبيرة، خصوصًا أن الرجل اعترف بكذبه على مكتب التحقيقات الفدرالي، وعقد صفقة يقدم بموجبها المعلومات التي يمتلكها في الملف المتعلق بالتدخل الروسي، مقابل التساهل في توجيه الاتهامات إليه.

ثلاثة آلاف ادّعاء كاذب
في سياق منفصل، نشرت "واشنطن بوست" تقريرًا، قالت فيه إن الرئيس ترمب أدلى بثلاثة آلاف ادّعاء كاذب خلال 466 يومًا، أي بمعدل 6.5 معلومات وأخبار غير صحيحة في كل يوم تقريبًا تصدر من سيد البيت.

الجدار والوظائف
الصحيفة قالت إن الرئيس الأميركي زعم 72 مرة إنجازه لأكبر تخفيض ضريبي، علمًا بأنه يحتل المرتبة الثامنة في هذا الصدد، كما قال 34 مرة إن الجدار الحدودي مهم لوقف تدفق المخدرات عبر الحدود الجنوبية، على الرغم من أن إدارة مكافحة المخدرات تقول إن الجدار لن يحدّ من هذه التجارة غير المشروعة، وأيضًا تحدث ثلاثة عشر مرة عن بدء بناء الجدار، ولكن الكونغرس نفى تمويله.

ومن بين الإدعاءات غير الصحيحة، قوله إنه نجح في خلق ثلاثة ملايين وظيفة منذ الانتخابات في نوفمبر 2016، علمًا بأنه تسلم الحكم في أواخر يناير 2017، ومنذ ذلك التاريخ تشير السجلات إلى وجود مليونين وخمسمئة وظيفة، ما يعني أن عدد الوظائف خلال فترة رئاسته كان أبطأ من السنوات الخمس الأخيرة من ولاية باراك أوباما، وأيضًا أخبار تتعلق بالتحقيق الروسي وعلاقة اللجنة الوطنية الديمقراطية، وقضية "الحالمين"، ونظام الرعاية الصحية، وأرقام المشاركين في مهرجاناته الانتخابية.