«إيلاف» من بيروت: بعد الحديث عن سحب حزب الله قواته الأساسية من سوريا واستعداده لحرب إسرائيلية على لبنان، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه ل"إيلاف" أن المؤكد أن الأمور مترابطة مع بعضها البعض، ويبدو أن إسرائيل اليوم بمواجهة جديّة مع إيران، وحزب الله من المؤكد أنه سيحافظ على وجود إيران في سوريا من خلال لبنان، فإذا انسحب باتجاه لبنان فهذا يعني أن الهدف أن يربط الجبهتين أي السورية واللبنانية ببعضهما، وعمليًا الرد سيكون أيضًا ضد لبنان في هذه الحالة.

تداعيات

وردًا على سؤال في ظل إدارة أميركية تشجع إسرائيل على حرب مشابهة لحرب العام 2006 ضد لبنان، ما هو المتوقع وما هي التداعيات المنتظرة لمثل هذه الحرب على لبنان؟ يؤكد علوش أن المخاطرة والتداعيات ستكون كبيرة، لأن إيران تخاطر بعيدًا عن أرضها وكذلك أميركا، وإسرائيل لديها قدرات ستتأثر بالتأكيد في المواجهة مع إيران لكن بالنسبة لأميركا وإسرائيل إذا صحت فرضية أن إيران تشكل خطرًا إستراتيجيًا، فعمليًا يعتبران انهما في حال الدفاع عن النفس، لذلك الوضع يبقى مربكًا، حيث وصلت إيران إلى مرحلة لم تعد فيها تستطيع اللعب على الحبال، فهي منذ سنوات بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، تقاتل بالعرب وتلحق الدمار بهم، كما حصل في المنطقة، وتقوم بمواجهات غير مباشرة مع إسرائيل، على الأراضي اللبنانية والسورية، لذلك عمليًا هناك تراكمات قد تصل إلى نهاية، والنهاية المنطقية كانت في أن تسعى إيران الى تفاهمات في المنطقة تقوم على اعتماد الدبلوماسية وتسحب الحرس الثوري من كل المناطق مع التفاهم مع دول المنطقة، غير أن إيران مصرّة على السير قدمًا في سياسة الإستيلاء على أراضي الغير بالقوة، لهذا عمليًا الأمور متجهة نحو المزيد من الدمار والقتل إن كان في لبنان أو سوريا.

الانتخابات

عن حديث البعض بأن الإشتباك الإسرائيلي الإيراني من المتوقع أن يجري بعد الانتخابات النيابية اللبنانية يلفت علوش إلى أن التوقيت يبقى بيد تلك الدول، لكن بغض النظر عن الوقت، فإن هدف إسرائيل ليس في تفهّم نتائج الانتخابات، ولا ربط لتاريخ الإنتخابات بالنسبة لعلوش بالإشتباك الإسرائيلي الإيراني إن حصل، والمبدأ الأساسي ومسار الأمور يشيران إلى أننا متجهون إلى المزيد من التصعيد والدمار في المنطقة.

عن التحرشات الإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى استفزاز إيران وحزب الله هل من المؤكد أنها ستتحول الى معركة في المستقبل؟ يشير علوش إلى أن المؤكد أنه في حال كانت إيران حقيقة تريد مقاتلة إسرائيل، وأصبحت تحشد إيران قواتها على حدود الأراضي المحتلة، ففي هذا الواقع، قد لا تقاتل إيران إسرائيل وتقوم بتفاهمات أسوة بما فعله الرئيس السوري بشار الأسد بشكل غير مباشر، أو سوف تقاتل إسرائيل، وإسرائيل تقوم بهذه الحالة بعمل إستباقي، من هنا إسرائيل قد تقوم بالتحرش طالما أنها حصلت على الضوء الأميركي في هذا الخصوص، وهي تتحضر لتبعات منها أن المسألة ستكون بمواجهة كاملة في وقت آخر بين إسرائيل وإيران.

سلاح حزب الله

ماذا عن سلاح حزب الله وهل كما يعلن أن الغاية الأساسية لإسرائيل القضاء على سلاح حزب الله نهائيًا؟ يجيب علوش أن سلاح حزب الله ليس المشكلة مع إسرائيل، قد يكون حجة دائمًا لإسرائيل للتماسك المجتمعي وأيضًا للإعتداء بشكل متكرر على لبنان، ويبقى السؤال هل من خطر استراتيجي حقيقي من قبل إيران تجاه وجود إسرائيل أم لا؟ وهذه أسئلة لا أجوبة واضحة لها، ولكن يبقى أن الطرف الأكثر تضررًا من هذه المواجهة تبقى الدول المحيطة بإسرائيل.

عن دور المجتمع الدولي في كبح أي احتمال لوقوع حرب في المنطقة، يجيب علوش أن المجتمع الدولي يحاول كبح الحروب لكن قد لا يتوصل اليه فعليًا، لأن وصول الأمور إلى نقطة تتضرر فيها المصالح، سوف تندلع الحرب حينها، فالحرب تندلع من أجل مصالح وإذا وصلت الأمور الى هذه النقطة فإن الحرب تندلع بغض النظر عن أي تدخل من المجتمع الدولي لمنع ذلك.