نصر المجالي: يحتفل العالم اليوم الخميس باليوم العالمي للصحافة وسط دعوات منظمات حقوقية تطالب بحماية الصحافيين حيث قتل نحو 2500 منهم منذ 1990، وكذلك الحث على التمسك بأخلاقيات الصحافة. 

وقال بيان للأمم المتحدة، إن اليونسكو كانت الثالث من مايو يوما عالميا لحرية الصحافة لإحياء ذكرى اعتماد إعلان (ويندهوك) التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة في ناميبيا في 3 مايو 1991.

ونص الإعلان على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية باعتبارها شرطا مسبقا لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا.

ويمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة يمثل احتفاء بالمبادئ الأساس وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، إضافة إلى الدفاع عن وسائط الإعلام أمام "الهجمات التى تشن على حريتها." والإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم.

رسالة غوتيرش

وفي رسالة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال إن وجود صحافة حرة هو أمر أساسي لتحقيق السلام والعدالة وإعمال حقوق الإنسان للجميع مضيفا أنه لا غني عن الصحافة الحرة إذا أريد بناء مجتمعات ديمقراطية تتسم بالشفافية وإبقاء من يتولون السلطة خاضعين للمساءلة. 

وأشار غوتيريش إلى أهمية حرية الصحافة بالنسبة للتنمية المستدامة. وقال إن الصحفيين والمشتغلين بوسائط الإعلام يقدمون للجمهور خدمات لا تقدر بثمن. فهم " يسلّطون الضوء على التحديات المحلية والعالمية ويقدمون الأخبار التي ينبغي أن يُسترعى الانتباه إليها." وشدد الأمين العام على ضرورة سن قوانين تحمي الصحافة المستقلة وحرية التعبير والحق في المعلومات وإعمال تلك القوانين وإنفاذها، داعيا إلى تقديم مرتكبي الجرائم بحق المدنيين الى المحاكمة. 

كما دعا الأمين العام الحكومات بشكل خاص إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين. وقال إن "تشجيع الصحافة الحرة هو دفاع عن حقِنا في معرفة الحقيقة."

توازن القوى

ويأتي احتفال اليوم العالمي لحرية الصحافة للعام 2018 تحت عنوان ’’توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون" وقالت المنظمة التي تعنى بالتربية والعلم والثقافة إن اختيار الشعار يكمن في إبراز أهمية تهيئة بيئة قانونية تمكن حرية الصحافة، وإيلاء اهتمام خاص لدور القضاء المستقل لإتاحة الضمانات القانونية لحرية الصحافة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين. 

وأوضحت اليونسكو أن الموضوع يتناول الدور الذي تضطلع به وسائط الإعلام في التنمية المستدامة، ولا سيما أثناء الانتخابات بوصفها هيئة رقابية تعزز الشفافية والمساءلة وسيادة القانون. مشيرة إلى أنه يهدف أيضا إلى استكشاف الثغرات التشريعية فيما يتعلق بحرية التعبير والمعلومات على شبكة الإنترنت، ومخاطر تنظيم الخطاب على الإنترنت. 

وفي إطار أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تطبيقها بحلول عام 2030، تقول اليونسكو إن مساهمة الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام ترتبط ارتباطا وثيقيا بالهدف الـ16 من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالسلام والعدالة والمؤسسات القوية مشيرة إلى أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، يجب تطوير مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشفافة على جميع المستويات، وهو ما يحتم وجود حرية الصحافة.

وحسب اليونسكو، فإن احتفالات ستصاحب اليوم العالمي لحرية الصحافة، وأمس أقيم الاحتفال الرئيسي العاصمة الغانية أكرا. وأشارت إلى أن هذا الحدث سيوفر منبراً لمجموعة متنوعة من الأطراف الفاعلة لتبادل الآراء حول التفاعل بين وسائل الإعلام والسلطة القضائية وسيادة القانون، وذلك في سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. كما تتيح هذه المناسبة تشجيع النقاش وتعزيز الفهم والتوعية بشأن التحديات المطروحة حالياً التي تواجه حرية التعبير، فضلاً عما تحقق من إنجازات.

افعاليات 

وسيشمل اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2018 مجموعة واسعة من الاجتماعات تتضمن جلسات عامة ومناقشات ومحادثات ، تتناول عددا من الموضوعات الفرعية مثل حرية الصحافة، والحصول على المعلومات والانتخابات، ونظام العدالة الذي يدعم الصحافة الحرة والآمنة إضافة إلى حرية التعبير على شبكة الإنترنت. وقررت اليونسكو أن يُستكمَل الاحتفال الرئيسي بنحو 100 حدث وطني في جميع أرجاء العالم.

ومن المزمع أن تحضر في هذه المناسبة المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، والرئيس الغاني أكوفوـ آدو، فضلاً عن ممثلين حكوميين رفيعي المستوى. ويشارك أيضاً في الاحتفال ممثلون عن المجتمع المدني والمنظمات الإعلامية والرابطات المهنية والدوائر الأكاديمية، فضلاً عن السلطات القضائية.

ويشمل الاحتفال الرئيسي أيضا فعاليتين أخريين تشملان عقد مؤتمر أكاديمي بشأن سلامة الصحفيين لتعزيز أوجه التآزر بقدر أكبر بين البحث الأكاديمي ومهمة العاملين في تنمية وسائل الإعلام، إضافة إلى تنظيم غرفة أخبار للشباب من أجل توعية المراسلين الشبان والطلبة في وسائل الإعلام بالتحديات الناشئة فيما يخص حرية التعبير.