وجدت دراسة حديثة أن تخوفنا من أشعة الشمس، خاصة خلال فصل الصيف، هو تخوف مُبالَغ فيه، بعدما أظهرت النتائج أنها تفيد أكثر مما تضر وأنها تقدم لنا مجموعة فوائد صحية من بينها الوقاية من السرطان، على عكس الفكرة المأخوذة عنها.

وفجَّرت الدراسة مفاجأة مثيرة أخرى مفادها أن الكريمات الواقية من الشمس قد تكون هي المسؤولة عن الإصابة بسرطان الجلد وليس الشمس، حيث تبين أن الأطفال والبالغين الذين يستخدمون تلك الكريمات، على أمل الحماية من ضربات الشمس، يغرقون أنفسهم بذلك في حمام من المواد الكيميائية السامة والمعرقلة للهرمونات.

ولطالما أثبتت الدراسات أن ما نضعه على بشرتنا يتساقط في أجسادنا بشكل سريع، وحاولت عديد الدراسات أن تستكشف المركبات النشطة لتلك الكريمات وكيف تخترق البشرة وتبقى بداخلها بعد فترة من وضعها عليها. وخلصت دراسة أجريت في جامعة مانيتوبا الكندية إلى أن كل مكونات الكريمات الواقية من الشمس تخترق البشرة بشكل كبير، مما يدل على أن كل هذه المواد الكيميائية تصل لعدة أنسجة في الجسم.

وعلى الجانب الآخر، لاحظت دراسة نُشِرَت بمجلة وجهات الصحة البيئية حدوث تراجع في نسب المواد الكيميائية المعرقلة للهرمونات التي غالباً ما يتم اكتشافها في منتجات العناية بالأفراد بعد تغيير الأشخاص وجهتهم واستعانتهم بمنتجات "أكثر نظافة".

لذا بات من المهم الآن أن نتعرف على أنواع المُركبات التي تدخل في تصنيع الكريمات الواقية من الشمس التي يتزايد الاعتماد عليها مع دخول الصيف. ويأتي ذلك بعد فترة ليست بالبعيدة من اعتراف شركة "جونسون آند جونسون" الأميركية بطرحها نوع من بودرة التلك ثبت أنه يتسبب بالفعل في الإصابة بالسرطان.

وأوضح الباحثون أن من أشهر المُركبات الخطرة التي تدخل في تصنيع الكريمات الواقية من الشمس: مركب أوكسيبينزون، الذي يتسبب في انقطاع الهرمونات وتلف الخلايا، مما قد يؤدي للإصابة بمرض السرطان، وكذلك مركب Retinyl Palmitate، وهو نوع من فيتامين إيه، حيث ثبت وفق نتائج دراسة أجرتها الحكومة الأميركية أنه قد يُسَرِّع من تقدم أورام الجلد والقروح حين يوضع على الجلد في وجود أشعة الشمس، وهو ما يساعد على سرعة تكون وانتشار الخلايا الخبيثة. 

وهناك كذلك العطور التي يمكن أن تشير لمجموعة منوعة من المواد الكيميائية الضارة المعرقلة للهرمونات التي من بينها البارابين، الفثالات والمسك الاصطناعي.

وواصل الباحثون بقولهم إن الشمس ليست بهذا السوء الذي تروج له بعض الشركات التي لا يهمها سوى المكسب بعيداً عن الناس وصحتهم بشكل عام، فقد ثبت بحثياً وعلمياً أن التعرض للقدر المناسب من أشعة الشمس المباشرة يحمينا من السرطان.

وتابع الباحثون بقولهم إنه ونتيجة لوجود مجموعة كبيرة من العوامل، التي من بينها التغييرات الثقافية والحملات التسويقية، باتت بشرتنا أقل مقاومة للتعرض المباشر لأشعة الشمس. وثبت أننا إذا قضينا جزءً كبيراً من وقتنا معرضين لأشعة الشمس، فإن بشرتنا ستتكيف مع الأمر وستُكَوِّن نتيجة لذلك مقاومة طبيعية. ونوه الباحثون كذلك إلى وجود بدائل يمكن الاستعانة بها لحماية أنفسنا من ضربات الشمس مثل تلك الكريمات الطبيعية التي لا تدخل في تصنيعها أية مُركبات ضارة أو سامة.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن موقع "woked.co"، الرابط الأصلي أدناه :
http://woked.co/sunscreen-causes-cancer-not-sun/