إيلاف من نيويورك: وجهت عضوة مجلس الشيوخ الأميركي، كامالا هاريس انتقادات عنيفة الى جينا هاسبيل، مرشحة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب لشغل منصب مدير مكتب الاستخبارات المركزية.

وجاء هجوم هاريس التي تعد من أبرز القيادات الديمقراطية حاليا، اثناء جلسة تأكيد ترشيح هاسبيل لخلافة مايك بومبيو الذي انتقل الى الخارجية الأميركية، وأثارت تساؤلات كبيرة حول مدى صحة اختيار ترمب لتسلم هذا المنصب.

سجل حافل بالتعذيب

وتعاني هاسبيل من سجل مثير خلال عملها، إذ وُجهت إليها اتهامات بتورطها في عمليات تعذيب جرت داخل أحد سجون المخابرات المركزية الأمريكية السرية في تايلاند، كما أشرفت على اختبار برنامج " أساليب الاستجواب المكثف" لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أثناء فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن.

إجابة غير مقنعة

هاريس توجهت الى هاسبيل بالقول، "أرجوك أريد جوابا بنعم أو لا، هل تؤمنين بعد فوات الأوان بأن تلك الأساليب (التعذيب) كانت غير أخلاقية"، لترد مرشحة ترمب بالقول، " "أؤيد المعيار الأخلاقي الذي قررنا أن نلتزم به". إجابة هاسبيل لم تكن مقنعة بالنسبة الى ممثلة كاليفورنيا في مجلس الشيوخ، حيث اشارت، " إلى ان اختيار مسؤول جديد لوكالة (سي آي إيه) سيكون بمثابة إشارة لكل شخص حول العالم حول القيم الأميركية".

وأكدت هاريس انها ستصوت ضد تعيين هاسبيل كمديرة للاستخبارات المركزية، اعتقادا منها بان تسلمها هذا المنصب لن يكون امرا جيدا بالنسبة الى العاملين في الوكالة، والى الشعب الأميركي، والعالم اجمع.

 تحت القانون

هاسبيل من جهتها أعربت عن اعتقادها، "بأن وكالة الاستخبارات المركزية قامت بعمل غير عادي لمنع هجوم آخر على هذا البلد نظرا للأدوات القانونية التي أذن لنا باستخدامها"، وقالت، " انها لن تنفذ أمرًا صادرا عن الرئيس بحال وجدت أنه غير مقبول أخلاقياً".

هجوم معاكس

انتقادات هاريس، قابلها الجمهوريون المؤيدون لهاسبيل بحملة عنيفة هدفت الى التشكيك بمصداقيتها، واتهامها بممارسة سياسة استعراضية تحضيرا لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2020، وندد اعلاميون محافظون بتصريحاتها واسئلتها التي حاولت من خلالها التشكيك بسمعة المدافعين عن امن الولايات المتحدة على حد قولهم.

صدمة ماكين

لكن جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية اريزونا، صدم منتقدي هاريس، بعد إعلانه عدم دعم ترشيح جينا هاسبيل لقيادة وكالة المخابرات المركزية مشيراً إلى "دورها في الإشراف على استخدام التعذيب".

لعبة الارقام

وفي حسابات الأرقام يتبين ان الجمهوريين سيخسرون صوت ماكين حتى الآن في عملية التصويت، ما يعني ان بحوزتهم 50 صوتا بحال لم يعترض أي جمهوري آخر على تأكيد الترشيح، وبالمقابل لم تتوضح صورة الموقف بشكل كامل لدى أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، فسناتور مونتانا جون تيستر اعلن معارضته لترشيحها، وبالمقابل قال جو مانشين سناتور ويست فرجينيا انه سيصوت بنعم، وجدير بالذكر ان العشرات من كبار المسؤولين السابقين (عدد منهم ينتقدون ترمب) الذين عملوا في مجلس الامن القومي والاستخبارات، ابدوا دعمهم الكامل لتثبيت تعيين هاسبيل التي ستصبح اول امرأة تقود هذه الوكالة بحال الموافقة على تعيينها.