أعلن عضو ديمقراطي ثان في مجلس الشيوخ الأميركي السبت أنه يعتزم تأييد تعيين مرشحة ترمب لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" رغم دورها السابق في الإشراف على تعذيب المشتبه في انتمائهم إلى منظمات إرهابية، ما يرجّح المصادقة على توليها هذا المنصب.

إيلاف من واشنطن: قال جو دونيللي السيناتور عن ولاية إنديانا إنه بعد "نقاش صعب وصريح ومكثف" مع المرشحة جينا هاسبل بات على قناعة أنها "تعلمت من دروس الماضي... ويمكن أن تساعد بلادنا على مواجهة تهديدات وتحديات دولية خطيرة".

اكتمال الأصوات اللازمة
أضاف إنه لم يناقش مع المرشحة، التي قضت 30 عامًا في العمل لمصلحة "سي آي إيه"، مستقبل الوكالة فقط، لكن أيضًا تقنيات "الاستجواب المعزز" التي تم استخدامها ضد المشتبه في انتمائهم إلى القاعدة بعد هجمات سبتمبر 2001، وهو مصطلح يشمل التعذيب عبر الإيهام بالغرق.

مع دعم دونيللي يبدو أن هاسبل قد تمكنت من تأمين الأصوات الخمسين المطلوبة للمصادقة على تعيينها رئيسة لوكالة الاستخبارات المركزية.

ويواجه كل من دونيللي والسيناتور الديمقراطي عن وست فيرجينيا جون مانتشين، الذي يؤيد هاسبل أيضًا، صعوبات لتأمين عودتهما إلى مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية في نوفمبر، خاصة أنهما يمثّلان ولايتين محافظتين. 

حماية لعملاء الوكالة
تم الاستماع إلى هاسبل البالغة الآن 61 عامًا، والمديرة بالوكالة لـ"سي آي إيه"، بشكل مكثّف الأربعاء، خلال جلسة في مجلس الشيوخ حول دورها عام 2002 بصفتها مسؤولة عن سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية في تايلاند.

وتعرّض معتقلون يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، بينهم أبو زبيدة، للتعذيب، واستُخدمت معهم تقنيات الاستجواب المعزز، مثل الإيهام بالغرق.

وخلال جلسة الاستماع، بررت هاسبل تلف 100 شريط فيديو عام 2005 لعمليات استجواب، بالقول إنّ عملاء متخفين للوكالة يمكن أن يتم تعريفهم من خلال هذه الأشرطة وتعريضهم للخطر. ووعدت بأنّ الوكالة لن تعود إلى عمليات الاستجواب القاسية خلال فترة رئاستها.

ماكين ليس محبذًا
لكنّ السيناتور جون ماكين الطيّار السابق، الذي تعرّض للتعذيب خلال وقوعه في الأسر في هانوي في حرب فييتنام، قال لاحقًا إنه ليس مقتنعًا، ودعا رفاقه في مجلس الشيوخ إلى معارضة ترشيحها. ويخضع ماكين للعلاج حاليًا من ورم في الدماغ، ومن غير المرجّح أن يصوّت لمصلحة هاسبل.

ويحظى ماكين المتقدّم في السن باحترام واسع كرجل دولة، كما إنّ لآرائه ثقلًا كبيرًا. ومن المتوقع أن تؤثر كلماته في أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، مثل جيف فلايك المقرب منه.

ومع دعم دونيللي ومانتشين، إضافة إلى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي يُمكن أن يتدخّل بصوت حاسم في حال اقتضت الضرورة، يبدو أنّ هاسبل تمكنت من تأمين الأصوات التي تحتاجها. 

عملت هاسبل بين عامي 2001 و2004 نائبة رئيس مجموعة في مركز مكافحة الإرهاب، الذي أدار ما يسمى برنامج الاستجواب المعزز، ثم عملت مديرة للموظفين لدى خوسيه رودريغيز الذي أدار البرنامج. ووصفت تغريدة على حساب البيت الأبيض في موقع تويتر المصادقة على تعيين هاسبل بأنها "مركزيّة لأمننا الوطني".