أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد أن واشنطن لا تزال راغبة في العمل مع شركائها الأوروبيين بشكل "وثيق" للتوصل إلى اتفاق جديد لمواجهة "سلوك إيران المؤذي"، مع اعتبار الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحابه من الاتفاق التاريخي أمرًا أساسيًا لاحتواء إيران.

إيلاف: بالرغم من أن بومبيو تحدث عن احتمال تجديد التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، إلا أن مسؤولًا أميركيًا كبيرًا آخر نبّه أوروبا إلى أن شركاتها يمكن أن تواجه عقوبات في حال استمرت بالتعامل مع إيران.

لا نستهدف أوروبا
جاء هذا التطور مع إعلان وزير خارجية إيران أنه يأمل بالتوصل إلى "تصميم مستقبلي واضح" للاتفاق خلال حديثه في بكين مع بدئه لجولة دبلوماسية تهدف إلى إنقاذ الاتفاق.

وأدى إعلان ترمب في الثامن من مايو الانسحاب من الاتفاق النووي إلى قلق واسع في أوروبا، حيث تواجه الشركات تهديد العقوبات الأميركية إذا تعاملت مع إيران.&

إلا أن بومبيو صرح لقناة "فوكس نيوز" أن "الانسحاب (من الاتفاق) لم يكن يستهدف الأوروبيين"، معربًا عن رغبة واشنطن في التوصل مع حلفائها إلى اتفاق أكثر شمولًا، بينما قال مسؤول آخر إن إيران "توسعت" في الشرق الأوسط منذ توقيع الاتفاق.&

اتفاق بديل
تابع وزير الخارجية، الذي تولى منصبه قبل أسبوعين، إن "الرئيس (دونالد) ترمب كلفني التوصل إلى اتفاق يحقق هدف حماية أميركا. هذا ما سنقوم به، وسأعمل عليه في شكل وثيق مع الأوروبيين في الأيام المقبلة".

أضاف "آمل بأن نستطيع في الأيام والأسابيع المقبلة التوصل إلى اتفاق ناجح فعلًا، يحمي العالم من سلوك إيران المؤذي، ليس فقط بشأن برنامجهم النووي، ولكن كذلك بشأن صواريخهم وسلوكهم السيء"، وقال: "سأعمل بشكل وثيق مع الأوروبيين لمحاولة تحقيق ذلك".

وفي الوقت الذي يلعب فيه بومبيو دور "الشرطي الجيد" نيابة عن إدارة ترمب، فقد ترك لجون بولتون مستشار الأمن القومي المعيّن حديثًا مهمة تذكير أوروبا بأن شركاتها يمكن أن تواجه عقوبات، في حال لم تستجب للإجراءات الأميركية.

دعم بناء جيشها
وقال بولتون لقناة "سي إن إن" عندما سئل عن احتمالات معاقبة شركات أوروبية: "هذا ممكن". وأشار إلى أن "نتائح العقوبات الأميركية تتعدى شحن بضائع عبر شركات أميركية، وذلك بسبب التراخيص المتعلقة بالتكنولوجيا التي نعطيها للعديد من البلدان والشركات الأخرى حول العالم. وإذا بدأت هذه العقوبات فسيكون لها تأثير أوسع". أضاف "أعتقد أن الأوروبيين سيرون أنه من مصلحتهم في نهاية المطاف أن يكونوا إلى جانبنا".

وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت مكالمة هاتفية مع ترمب، أعرب خلالها الرئيس الأميركي عن "الحاجة إلى اتفاق شامل يتعامل مع كل نواحي نشاطات إيران المزعزعة في الشرق الأوسط"، وفق ما أعلنه البيت الأبيض.

وتقول الإدارة الأميركية إن رفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق سمح لطهران ببناء جيشها، بينما أعلن ترمب السبت أن إنفاق الدفاع الإيراني ارتفع بنسبة 40 في المئة منذ 2015.&

تغيير توازن القوى
من جهته قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن الجيش الإيراني استغل تخفيف الضغوط على الاقتصاد الإيراني للتدخل في نزاعات في الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية.&

وصرح لقناة "إيه بي سي" الأحد "إذا نظرتم إلى التقدم الذي أحرزته إيران تحت ستار هذا الاتفاق، وتقدمها العسكري التقليدي والإرهابي في العراق وسوريا ولبنان واليمن منذ 2015، إيران كانت تحرز تقدمًا فعليًا". وأضاف بولتون أن الإيرانيين "كانوا يحدثون تغييرًا في توازن القوى في الشرق الأوسط، حتى خروج ترمب من هذا الاتفاق".&

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تسعى حاليًا إلى تغيير النظام في إيران، رد بولتون إن هذه ليست سياسة الإدارة.&

ورفض بومبيو الأحد الفرضية القائلة إن تجدد التوتر في المنطقة في الأيام الأخيرة ناجم من شعور طهران بأنها تحررت بعد انسحاب واشنطن منه، وقال "هذا مضحك"، مؤكدًا على العكس أنه مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي في 2015 "إعتقد (المسؤولون الإيرانيون) أنهم يستطيعون التحرك بدون أي محاسبة".

جولة ظريف
ورغم إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ملتزم البقاء في الاتفاق النووي، إلا أنه لمح إلى فكرة التوصل إلى اتفاق تكميلي بشأن إيران خلال زيارته إلى واشنطن أخيرًا.&

أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقد أبلغت ترمب خلال زيارتها إلى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الماضي بأن الاتفاق النووي ليس كافيًا في ذاته لكبح تطلعات إيران في المنطقة.&

وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا من بين الموقعين الستة على الاتفاق عام 2015، والذي رفعت بموجبه العقوبات عن إيران مقابل خفض نشاطاتها النووية.&

ورغم أن بعض المحللين يعتقدون أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق قوّضه بشكل عملي، إلا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدأ الأحد جولة تشمل الصين وروسيا وأوروبا في محاولة لإنقاذ الاتفاق.

وصرح ظريف للصحافيين عقب محادثات في بكين مع نظيره الصيني وانغ يي: "نأمل بأن نتمكن من خلال هذه الزيارة إلى الصين وغيرها من المدن من بناء خطة واضحة للمستقبل للاتفاق الشامل".&
&