نصر المجالي: دخلت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعاصمة البريطانية، يومها الثاني، وينتظر أن تستقبله الملكة إليزابيث الثانية، اليوم الإثنين، كما سيجري محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في 10 داونينغ ستريت.

وتحدث أردوغان، اليوم الإثنين، في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) في بريطانيا، وقال تعليقا على نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، "نشعر وكأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية (1939-1945)".

وأضاف أردوغان، أنه من خلال قرار نقل سفارتها إلى القدس، فضّلت واشنطن أن تكون جزءً من المشلكة، لا جزءًا من الحل، وبذلك فقدت دور الوساطة في عملية السلام بالشرق الأوسط.

وتابع "نرفض مجددا هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة". كما شدد الرئيس التركي، أنه "على المجتمع الدولي القيام بدوره والتحرك بسرعة من أجل إيقاف عدوانية إسرائيل المتصاعدة".كما سيتحدث أمام المعهد الملكي للعلاقات الدولية "تشاتام هاوس"، محدداً الخطوط العامة للسياسة الخارجية التركية وطرق تحقيقها.

وتناول أردوغان في كلمته مجمل القضايا الإقليمية والدولية وخصوصا الأزمة السورية واليمينة وموقف تركيا منها.

قصف الجولان

إلى ذلك، أعلن الرئيس التركي في مقابلة مع قناة (بي بي سي) أن السلطات التركية ليست لديها أي تأكيدات للتصريحات الإسرائيلية بأن سوريا قصفت مواقع إسرائيلية في الجولان.

 وقال أردوغان: "لا نستطيع تأكيد أن الضربات تم توجيهها من الأراضي السورية تجاه إسرائيل، والأخذ بتصريح أصبح ذريعة للضربات الصاروخية على سوريا. طهران لم تؤكد تصريحات إسرائيل أيضا ولذلك أرى أن التعليقات التي تعتمد على تصريحات جانب واحد فقط أمر ليس صحيحا". 

واعتبر الرئيس التركي أن إسرائيل وجهت أكثر من 50 ضربة صاروخية للأراضي السورية وأن تل أبيب تحرض على حرب جديدة في المنطقة، مشيرا إلى أنه قد بحث هذه القضية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

واشنطن - طهران

وقال أردوغان: "تركيا والدول الأخرى لا تؤيد أي خطوات أميركية تجاه طهران. أما دول الغرب التي تملك الترسانة النووية فتواصل ممارسة تهديداتها بهذه الأسلحة للدول الأخرى، وذلك في الوقت الذي تعتبر فيه الولايات المتحدة محاولات بعض الدول الحصول على الأسلحة النووية تهديدا أيضا. هذا الموقف يتخطى حدود المنطق وأظن أن هذه التصريحات هي التي تمثل في حقيقة الأمر تهديدا رئيسيا للعام كله".

صف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بريطانيا بأنّها حليف "قيّم وموثوق"، وذلك خلال زيارته إلى لندن التي تمتد لثلاثة أيام، ويلتقي خلالها مسؤولين ورجال أعمال بريطانيين.

وكان أردوغان تحدث يوم الأحد، أمام المنتدى البريطاني التركي، أمس الأحد، في لندن "أرى الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وبريطانيا أمراً ضرورياً، أكثر منها خياراً بسيطاً، فيما يتعلّق بمصالح البلدين".

وتابع الرئيس التركي أنّ "التعاون بيننا وبين المملكة المتحدة، يتجاوز أية آلية أسسناها مع الشركاء الآخرين. إن المملكة المتحدة حليف استراتيجي نراه قيّماً وموثوقاً. نحن مستعدون للمزيد من التعاون مع المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في كافة المجالات".

وسيلتقي الرئيس التركي أيضاً بقيادات الأعمال البريطانية ليحثهم على الاستثمار في تركيا. بينما لم يعلن عن أية نية للقاء وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، المنحدر من جد تركي، والذي كان أيضاً قد وجه انتقادات شديدة لأردوغان، قبل عامين.