كوبا: يقول ياسنييل دياز (21 عاما) "رأيت الطائرة تحاول الهبوط لكنها لم تنجح في ذلك"، وذلك بعدما شاهد الطائرة التي كانت تقل 110 اشخاص وهي تتحطم بالقرب من مطار هافانا "محدثة انفجارا هز كل شيء"، على حد تعبيره.

وحوالى ظهر الجمعة، كان الموسيقي الشاب يغادر مزرعة امضى فيها ليلته في حي بويروس بجنوب العاصمة الكوبية، عندما تحطمت طائرة البوينغ 737-200 التابعة لشركة الطيران الكوبية "كوبانا دي افياثيون" في مكان غير بعيد واشتعلت فيها النيران.

وكانت الطائرة قد اقلعت للتو متوجهة الى هولغين (شرق كوبا) وعلى متنها 104 مسافرين معظمهم من الكوبيين حسب وسائل اعلام حكومية، وطاقما من تسة افراد مكسيكيين كما ذكرت شركة الطيران المكسيكية "غلوبال ايرولينياس داموخ" المالكة للطائرة.

وقال ياسنييل "كنت عائدا الى بيتي ورأيت الطائرة. رأيت الطيار ينعطف يمينا وهوت الطائرة ثم سقطت". واضاف "اخذت اجري لانني شعرت بالخوف ثم رأيت اشخاصا من المحيط يصلون للمساعدة".

تحطمت الطائرة في حقل بطاطس على بعد مئات الامتار عن منطقة مأهولة بالسكان. وقالت السلطات الكوبية ان ثلاث سيدات نجون من الحادث لكنهن في حالة حرجة.

اما بقية المعلومات فتعلن بالقطارة في هذه الجزيرة التي مازال الاتصال عبر الانترنت فيها محدودا. وكان اول اعلان رسمي عن تحطم الطائرة بث في نشرة الاخبار على التلفزيون الحكومي عند الساعة 13,00 اي بعد حوالى ساعة على تحطمها.

وعلى بعد كيلومترين من المكان، كان يوسفاني سارمينتوس يركب دراجته مع ابنه عندما وقع الحادث. وقال "شعرت بصاعقة ورأيت سحابة دخان. كنت اقوم بنزهة مع ابني وقلت له +انظر يا بني سقطت طائرة+".

- "حداد" -

بعد الصدمة الاولى، تدفق حشد من الاطباء والسكان لتقديم المساعدة. وبين هؤلاء اليشا ليون التي تعمل منذ فترة طويلة كطبيبة في مستشفى بويروس وما زالت تعيش في الحي. وقد هرعت الى مكان الحادث.

وقالت لفرانس برس "انا طبيبة اعمل 24 ساعة وتأثرت كثيرا برؤية ذلك. رأيت اطباءنا في المستشفى يصلون بسرعة الى مكان الحادث. من جهتي نجحت في اسعاف ناجية لكننا لم نتمكن من معرفة هويتها".

وبعد ذلك ساعدت هذه الطبيبة فرق الانقاذ في احصاء عدد القتلى.

وقال خوسيه لويس كاستيانو وهو طبيب آخر جاء للمشاركة في العمليات "انه امر مؤلم جدا ان نصل الى هنا ونرى كل هذه الجثث".

وشعر كثير من السكان بخوف كبير عندما سمعوا الصوت الذي نجم عن سقوط الطائرة. وقال الكسندر بيريز "اعيش في مكان قريب واعتقدت ان الطائرة سقطت فوق منزلي". واضافت "جريت الى الخارج لان لدي رضيعا في شهره الثامن" وتبين لي ان الامر ليس كذلك.

وقد توجه الكسندر ايضا الى مكان الحادث ولم يستطع ان يخفي حزنه. وقال "انه امر مؤلم ونحن جميعا واعتقد كل البلاد في حالة حداد".

وبعدما اتصلت بها شركة الطيران، وصلت عائلات الضحايا بعيد ذلك الى مطار هافانا لمعرفة مصير ابنائها.

وابلغ يوسنييل ليون (22 عاما) الميكانيكي ايضا بالحادث من قبل احد اقربائه. فقد استقل حموه الطائرة صباح السبت.

وقال بقلق بينما كانت عمليات البحث مستمرة في حطام الطائرة المتفحم تحت مطر خفيف "على متن هذه الطائرة كان والد زوجتي بين الركاب". واضاف "صدمتنا كبيرة جدا".