إيلاف من لندن: وصل إلى بغداد اليوم وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه مسعود بارزاني للتفاوض مع الكتل الفائزة في الانتخابات حول تشكيل الحكومة الجديدة مؤكدًا إصراره على احتفاظ الأكراد بمنصب رئيس الجمهورية وداعيا إلى مراعاة أسس الشراكة والتوافق والتوازن بين مكونات العملية السياسية العراقية.

ويترأس الوفد سكرتير المكتب السياسي في الحزب فاضل ميراني حيث سيجري محادثات مع القوائم والكتل المتصدرة لنتائج الانتخابات الاخيرة حول تشكيل الحكومة الجديدة وهو يضم كلاً من عضو قيادة الحزب الديمقراطي خسرو كوران ومسؤول الفرع الخامس للحزب في بغداد شوان محمد طه.

وقال رئيس الوفد فاضل ميراني إن الوفد سيجري مباحثات مع جميع الأطراف السياسية حول تشكيل الحكومة المقبلة مشيرًا إلى أنّ "للأكراد موقع مهم في العراق بغض النظر عن عدد مقاعدهم في البرلمان فهم شركاء خارج إطار المحاصصة".

ومن المنتظر ان يبدأ الوفد في وقت لاحق اليوم مباحثاته مع التحالفات الفائزة في الانتخابات حيث سيجتمع مع كل من زعيم التيار الصدري رئيس تحالف سائرون الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر و رئيس الوزراء زعيم ائتلاف "النصر" حيدر العبادي، وزعيم تحالف "الفتح" هادي العامري ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي ورئيس تيار "الحكمة" عمار الحكيم.

 حرص الأكراد على أن يكون رمز العراق منهم

وحول المعلومات عن تبادل الأكراد والسنة لمنصبي رئيسي الجمهورية والبرلمان أكد بالقول "يجب أن يكون منصب رئيس الجمهورية للأكراد فرغم أن المنصب شرفي لكنه رمزي ومن المهم لنا أن يكون رمز العراق كردياً، أما منصب رئيس البرلمان فإن رئيس مجلس النواب لن يتمتع بأي سلطات بدون كتلة قوية تدعمه، ما يعني تحوله إلى منصب رمزي أيضاً مثل رئاسة الجمهورية تماماً".

وأوضح قائلا "سنجري محادثات مرنة مع جميع الأطراف الفائزة وغير الفائزة بالانتخابات لتقديم مقاصدنا التي تتمثل بمطالب شعب كردستان وتحقيق التوازن وتطبيق المادة 140 من الدستورلا من أجل طلب المناصب". 

وأضاف "نحن نؤيد من يقبل مطالبنا ويضع آليات ضامنة لتطبيقها فقد سبق وأن اتفقنا مع رئيس الحكومة السابق نوري المالكي لكننا لم نر أي تنفيذ، لذا فإننا نشدد على وجوب تشكيل مجلس اتحادي".. مبيناً في تصريح لشبكة "روداوو" الاعلامية الكردية واطلعت عليها "إيلاف" انه "ليس من مصلحة العراق تأخير تشكيل الحكومة لكن حدة المنافسة حول المناصب ستؤدي إلى تأخير التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن". 

وحول احتمال مقاطعة بعض الأحزاب الكردية العملية السياسية في العراق قال "لا أنصح بالمقاطعة ولنرى نتيجة مقاطعة السنة للعملية مثالاً حيث لم يكسبوا شيئاً من هذا القرار ومقاطعة الأحزاب الكردستانية يعني خسارة مقاعد في البرلمان العراقي .. موضحاً "البعض يظن إننا نرغب بعدم مشاركة عدد من الأحزاب الكوردستانية في العملية السياسية، لكن هذا غير صحيح لأننا نسعى لرص صفوف شعبنا، ونؤكد أن كل حزب كوردي هو سند للآخر وأن المقاطعة ستؤدي إلى حدوث ضرر جماعي لشعب كوردستان وفردي لكل حزب على حدة".

واشار قائلا "طالبنا في السابق بدخول الاحزاب الكردية إلى الانتخابات بقائمة واحدة لكن هذا لم يحصل، واليوم دعونا إلى إرسال وفد مشترك من جميع الأطراف الكردية إلى بغداد لكننا لم نتلق أي رد فإلى متى سيستمر هذا الصراع الداخلي؟".

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد حل خامسا في تسلسل التحالفات الفائزة في الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت مؤخرا.

بارزاني يدعو لمراعاة الشراكة والتوافق بين مكونات العملية السياسية

وقبيل توجه الوفد إلى بغداد فقد اجتمع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مع جميع مرشحي قائمة الحزب حيث استعرض الأوضاع السياسية ومرحلة ما قبل الاستفتاء على الانفصال والأحداث التي تلته مشيرا إلى أنّ قائمة الديمقراطي الكردستاني وبالرغم من كل الصعوبات والعراقيل حصدت النجاح على مستوى كردستان والعراق والخارج بفضل إرداة جماهير الحزب.

واضاف إن الديمقراطي الكردستاني خرج بنجاح من كل مواجهة وامتحان وطلب نواب الحزب في بغداد أن يغلبوا دائماً مصلحة شعبهم ويبتعدوا عن الغرور حين النجاح واليأس في أوقات الانكسارات.

ودعا بارزاني إلى مراعاة أسس الشراكة والتوافق والتوازن بين المكونات في العملية السياسية العراقية وأن تعمل جميع الأطراف وفق هذه الأسس كما طالب الأطراف الكردية بالمشاركة في العملية السياسية في بغداد بوحدة صف وكلمة. 

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد حل خامسا في تسلسل القوائم الانتخابية الفائزة بحصوله على 24 مقعداً في مجلس النواب العراقي، خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت في 12 من الشهر الحالي.