يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته الجوية على عشرات الأهداف في قطاع غزة ردا على هجمات بقذائف وصواريخ استهدفت مواقع للجيش الإسرائيلي من داخل القطاع، ويأتي هذا في الوقت الذي سينعقد فيه مجلس الأمن بطلب أمريكي لإدانة "الهجمات الصاروخية على إسرائيل".

ويتواصل القصف فيما تبذل جهودا كبيرة من اجل تطويق التصعيد وعدم تدحرج الأمر إلى حرب مفتوحة.

ويجتمع مجلس الأمن الدولي الاربعاء لبحث التصعيد على هذه الجبهة الهادئة نسبيا منذ فترة، وتقدمت الولايات المتحدة بطلب إلى المجلس بهدف إدانة باشد العبارات، الهجمات التي تشن من قطاع غزة وفق ما أعلنه دبلوماسيون.

وردّت إسرائيل على الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقت باتجاهها من غزة بشنّ غارات جوية ضد قواعد للجماعات الفلسطينية المسلحة في القطاع، في تصعيد هو الأسوأ منذ حرب غزة عام 2014.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان الثلاثاء ان "القذائف التي أطلقها مسلحون فلسطينيون أصابت بنى تحتية مدنية بينها حضانة اطفال".

واضافت ان "مجلس الأمن يجب ان يغضب ويرد على هذه الجولة الاخيرة من العنف التي تستهدف مدنيين اسرائيليين أبرياء، ويجب ان تخضع القيادة الفلسطينية للمحاسبة لما تسمح بحدوثه في غزة". 

ووزعت الولايات المتحدة مسودة بيان الثلاثاء تطالب المجلس بأن يدين "بأشد العبارات القصف الصاروخي العشوائي من قبل المسلحين الفلسطينيين في غزة" باتجاه اسرائيل، كما ورد في نسخة من المسودة التي اطلعت عليها فرانس برس.

وسيستمع المجلس الى تقرير من موفد الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف خلال الاجتماع المقرر في الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء (19,00 ت غ).

وأعلن الجيش الاسرائيلي انه لا يسعى الى التصعيد، لكنه حذّر حماس التي خاض معها ثلاثة حروب منذ عام 2008 بوجوب ضبط عناصرها.

وقال الجيش الاسرائيلي ان القذائف التي اطلقت من غزة الثلاثاء اسفرت عن اصابة ثلاثة من جنوده، اثنان منهما جروحهما طفيفة والثالث اصابته متوسطة.

وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي مساء الثلاثاء ان الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة توصلت برعاية مصر الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع اسرائيل.

ويأتي التصعيد الاخير بعد اسابيع من التظاهرات الدامية والمواجهات على طول الحدود بين غزة واسرائيل والتي اسفرت عن مقتل عشرات المتظاهرين الفلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي. 

وتطالب مسودة بيان الولايات المتحدة حركتي حماس والجهاد الاسلامي وجماعات مسلحة اخرى بـ"وقف كل النشاطات العنيفة والافعال الاستفزازية بما في ذلك على طول السياج الحدودي، ووقف تعريض المدنيين للخطر".

ومجلس الامن منقسم حول العنف في غزة ولم يكن من الواضح ان كان البيان المقدم من الولايات المتحدة سوف ينال الدعم اللازم لاقراره.

ويتم تبني بيانات مجلس الأمن بالاجماع اي بموافقة اعضائه الـ15.

ويناقش مجلس الأمن بشكل منفصل مسودة مشروع قرار تقدمت به الكويت ويدعو الى نشر "بعثة حماية دولية" للفلسطينيين.

وقال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة من المرجح ان تستخدم حق النقض لمنع تبني مشروع القرار هذا، لكن الكويت تأمل ان تنال دعم الاعضاء الـ14 الآخرين في المجلس لاظهار عزلة واشنطن في ما يتعلق بالنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل.