الرباط: أحرجت البرلمانية المغربية رجاء كساب الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي (القيادي بحزب العدالة و التنمية)، مساء الثلاثاء، خلال الجلسة العامة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، حين أشهرت في وجهه مقطع فيديو يعود لسنة 2009، ويتضمن تصريحاته حين كان في المعارضة، وهو ينتقد بشدة ارتفاع الأسعار.

بحماس كبير، بدت النائبة، ممثلة نقابة المهنيين (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل) وهي تمسك بهاتفها النقال وتبث عبره الفيديو، معربة عن أملها فيما لوكان متاحا أن يطلع جميع النواب الحاضرين على مضمون الفيديو الذي لم يكن صوته يصل لكل البرلمانيين بالقاعة، كما وجهت انتقادات لاذعة للوزير الذي اعتبر، خلال تدخله، في الفيديو أن الحكومة السابقة التي كان يرأسهااتذاك عباس الفاسي، امين عام حزب الاستقلال، ترعى لوبيات الفساد.

ورددت النائبة كل الأسئلة التي وجهها الوزير الداودي حين كان في المعارضة، حيث قال بصوت حماسي «السيد الوزير يضحك.. المجتمع يبكي»، لتعيد البرلمانية علي مسامعه نفس عباراته السابقة وهي تقول «السيد الوزير المجتمع يبكي اليوم»، مضيفة أن أسعار المواد الأولية منخفضة في العالم كله، ومرتفعة في المغرب.

 

لحسن الداودي

 

وخاطبت كساب الوزير الداودي بالقول «كيف غيرتم مواقفكم 180 درجة أيام كنتم في المعارضة، علما أن أوضاع المواطنين تفاقمت على ما كانت عليه في السابق».

ولم تكتف النائبة بالحديث عن الأسعار فقط، بل اعتمدت نفس الصيغة التي جاءت على لسان الوزير الداودي وقت كان في فريق المعارضة، حين واجهته بسؤال سبق و أن طرحه هو نفسه على االوزير المكلف آنذاك بالشؤون الإقتصادية و العامة نزار بركة في حكومة الفاسي، حين اتهم الحكومة بكونها تحمي لوبيات الفساد، مؤكدة أن حكومة سعد الدين العثماني التي يشغل فيها الداودي وزير الشؤون العامة و الحكامة اليوم، عملت على تفاقم الأوضاع من خلال الزيادة في فواتير الماء و الكهرباء و تذاكر القطار، بالإضافة إلى رفع الدعم عن المحروقات.

وتساءلت النائبة كساب عن مصير 17 مليار سنتيم التي جرى الحديث عنها أخيرا، و التي كشف عنها تقرير المهمة الإستطلاعية حول تحرير أسعار المحروقات، و هو المبلغ الذي جنته شركات المحروقات بالمغرب منذ تحرير الأسعار من طرف حكومة عبد الإله ابن كيران، مما دفع بالعديد من الهيئات السياسية للمطالبة باسترجاعها. 

وأثناء رده على أسئلة النائبة دخل الوزير الداودي في مشادات كلامية مع فريق حزب الأصالة و العاصرة عن فعالية المعارضة داخل قبة البرلمان، معتبرا أن المعارضة التي كان يمارسها حزب العدالة و التنمية كانت قوية، وهو ما جعل رئيسة الجلسة ترفع الحلسة.