ماذا تضمن اللقاء الأخير بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهل تم التوافق على الأمور الداخلية التي كانت تشكل نقطة خلاف بين الفريقين؟.

إيلاف من بيروت: ماذا تضمن اللقاء الأخير بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وما هي أهم بنود التفاهمات بين الفريقين؟.

يؤكد النائب السابق أمل أبو زيد في حديثه لـ"إيلاف" أن اللقاء جرى بعيدًا عن الإعلام، وكان الحديث يتناول التعاون بين الفريقين لمحاربة الفساد، حيث أعلن نصرالله في خطاب سابق أن موضوع الفساد يبقى أساسيًا، وهناك تعاون سيتم بين التيار الوطني الحر وحزب الله لمحاربة الفساد في لبنان، إذ إن محاربة الفساد تعيد الثقة بلبنان، وتم التطرق بين الفريقين أيضًا إلى موضوع تشكيل الحكومة، والعقوبات الإقتصادية والوضع الإقليمي، وشكّل اللقاء جولة أفق لما بعد الانتخابات النيابية.

وقد جرى الحديث عن خلافات بين التيار الوطني الحر وحزب الله، في موضوع الانتخابات، وجرى اللقاء ليبدد أي خلاف بين الفريقين.

تفاهم مار مخايل
ردًا على سؤال هل أرسى اللقاء بين باسيل ونصرالله تفاهمًا شبيهًا بتفاهم مار مخايل الأخير؟. يجيب أبو زيد "قد يكون في هذا الموضوع شيء من الصحة، لأننا إذا تذكرنا تفاهم مار مخايل وبنوده، يتضح أن هناك بنودًا تحققت، وأخرى لم تتحقق، وكانت هناك إشارة خلال اللقاء إلى الموضوعات الداخلية والأساسية في حياة اللبنانيين، كالإقتصاد والفساد وإعادة الثقة بالبلد، حيث لبنان يعاني من مشكلة إقتصادية كبيرة، وإذا لم نتعاون مع بعضنا نتجه إلى وضع خطير إجتماعيًا وإنسانيًا.

اتفاق واختلاف
ولدى سؤاله أين يتفق التيار الوطني الحر وأين يختلف مع حزب الله؟، يجيب أبو زيد أنه من حيث المبدأ الخط الإستراتيجي متفق عليه بينهما، هناك بعض التباينات في الموضوعات المحلية، وكتيار وطني حر كانت لنا مآخذ سابقة على عمل الحكومة، في ما خص التوظيفات العشوائية، والمناقصات التي كانت تجري بطرق ملتوية، وكنا نتفهم أن "المقاومة " التي يريدها حزب الله تبقى مطلبًا أساسيًا، ولكن في الوقت عينه حفظ المقاومة يكون مع وضع إقتصادي جيد في لبنان، وحينها لن تكون هناك مشاكل مع حزب الله.

ورغم التباينات مع حزب الله في الشأن المحلي، لكن نأمل أن يكون اللقاء الأخير بين باسيل ونصرالله قد تطرق إليها كلها، ونأمل أن نتوصل إلى حلول لها من خلال التفاهمات.

البعد الداخلي
وردًا على سؤال "البعد الداخلي لا يزال مسار جدل بين الطرفين، أي حزب الله والتيار الوطني الحر، فهل يتوصل الفريقان إلى تفاهم في هذا الخصوص؟"، يجيب أبو زيد "بالحد الأدنى سوف يتم التوصل إلى تفاهم، مع اجتماع الطرفين أكثر من مرة، حتى مع عدم التوافق الكامل على مجمل الأمور، خصوصًا الداخلية، ولكن يشكل الأمر تقدمًا في بعض النقاط المتفق عليها من خلال تذليل العقبات بينهما، وما دامت الثقة موجودة بين الطرفين فإن الاتفاق بينهما غير مستحيل.

ثنائية إصلاحية
عن لقاء نصرالله بباسيل وإرادة نصرالله أن تكون لديه ثنائية إصلاحية مع العهد، يرى أبو زيد أن الأمر يبقى جيدًا، لأن حزب الله والتيار الوطني الحر مكونان أساسيان في البلد، ومع تعاونهما يمكن أن ينضم إليهما فرقاء آخرون، من أجل مكافحة الفساد.

عن توفيق التيار الوطني الحر بين علاقته مع تيار المستقبل وتحالفه مع حزب الله من جهة أخرى، يرى أبو زيد أن انتخاب رئيس للجمهورية كان نتيجة تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، مع تسوية أدت إلى انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، وأوصلت الحريري إلى الحكومة، وهذه التسوية لا تلغي التفاهم مع حزب الله.

ويلفت أبو زيد إلى أن التيار الوطني الحر منفتح، ويمد يده للجميع، لأن البلد لا يبنى إلا من خلال التفاهمات، ولبنان مر بمرحلة صعبة، وانفتحنا على حزب الله والتيار الإشتراكي والمستقبل، وتبقى مصلحة لبنان في تعاون الجميع.