إيلاف من لندن: تستطيع بعض الديدان التي تعيش في البحيرات أن تجدد نفسها بلا حدود تقريباً، ونجح علماء في فصل الخلية التي تمكن هذه الديدان من تحدي الموت بتجديد اعضائها.

والمعروف ان ديداناً مسطحة مستورقة تعيد انتاج رؤوسها المقطوعة واجزاء أخرى من الجسم ولكن طرقاً جديدة أتاحت لفريق من الباحثين أن يكتشف كيف تفعل الديدان ذلك.

فمن لبنة بناء واحدة تُعرف باسم خلايا جذعية مستحثة بالغة تستطيع الدودة أن تعيد بناء نفسها بالكامل.

وقال الدكتور اليخاندرو سانتشيز الفارادو رئيس فريق الباحثين في معهد ستاورز للأبحاث الطبية في مدينة كينساس بولاية ميزوري الاميركية "ان نتائج دراستنا تقول اساساً ان عملية التجديد لم تعد تجريداً بل هناك حقاً كيان خلوي يستطيع أن يعيد القدرات التجديدية الى حيوانات فقدت هذه القدرات وان بالامكان الآن تنقية مثل هذا الكيان ودراسته باستفاضة حياً".

وفي حين ان الفارق كبير على سلم النشوء والارتقاء بين الديدان والبشر فان العلماء الذين اجروا الدراسة يعتقدون ان لدى الديدان الكثير مما يمكن ان يتعلمه البشر منها عن الخلايا الجذعية والطب التجديدي.

ولاحظ الدكتور اليخاندرو سانتشيز "ان حقيقة اكتشافنا ان هذا المؤشر المتمثل بالخلايا الجذعية معبَّر عنه ليس في الديدان المستورقة فحسب وانما في البشر ايضا تنبئ بأن هناك آليات محفوظة نستطيع ان نستغلها".

واضاف ان المبادئ نفسها ستكون قابلة للتطبيق عموماً على اي كائنات عضوية اعتمدت ذات يوم على الخلايا الجذعية لتصبح ما هي عليه اليوم. "ويعنى هذا الجميع من حيث الأساس".

وتمتلك الدودة المستورقة وفرة من الخلايا الجذعية المستحثة البالغة وهذه الخلايا هي التي يعتقد العلماء انها تمسك مفتاح التجديد.

ولهذا السبب تحديداً، ركز العلماء خلال العقدين الماضيين على هذه الخلايا الغامضة ولكن فصلها كان صعباً قبل الدراسة الجديدة.

وكل كائن عضوي متعدد الخلايا، من الأشجار الى البشر، يبدأ حياته خلية واحدة.

وكانت الخلايا الجذعية مبعث كثير من الاهتمام في الوسط الطبي منذ سنوات لأن الأطباء يستطيعون نظرياً استخدامها لإعادة بناء اعضاء مفقودة من الجسم.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/science/flatworms-regeneration-single-stem-cell-animals-planarian-medicine-a8398951.html