نصر المجالي: توقع تقرير روسي بأن الأمور تسير في الشرق الأوسط إلى إمكانية إقامة دولة مستقلة جديدة في الشرق الأوسط، والأمر يتعلق بكردستان وهي القضية الدائمة منذ نهايات الحرب العالمية الأولى، حيث تم توزيع هذه المنطقة الاستراتيجية بين عدة دول.

وقالت صحيفة (نينيزافيسيمايا غازيتا) أن تركيا أبدت استعدادها للتعاون مع إيران في محاربة حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية. ويأتي ذلك في إطار جهود أنقرة لتوطيد مواقع تركيا في المنطقة.

وتابعت الصحيفة: ولأن هذا يتنافى مع ما تريده إسرائيل فإن القيادة الإسرائيلية بدأت تناقش موضوع الاستقلال الكردي. حيث دعا فريق حزب الليكود في البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي ممثلا بالنائب يواف كيش إلى ضرورة أن تدعم إسرائيل الجهود الكردية لإقامة دولة مستقلة.

وأكد فريديريك هوف، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، للصحيفة أن هذا يدل على علاقة حسنة بين إسرائيل والأكراد بخاصة بين الدولة العبرية وحكومة كردستان في العراق.

من جهتها أبلغت الباحثة الإسرائيلية يليزافيتا تسوركوفا صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن مسؤولين إسرائيليين التقوا قادة أكراد سوريا.

ولم يستبعد هوف المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، مع ذلك، ألا تعطي إسرائيل دفعا جديدا لجهود إقامة دولة خاصة بالأكراد، معتبرا أن الهدف من مبادرات إسرائيلية من هذا النوع قد يكون محصورا بإزعاج أنقرة.

3 دول

وحسب الأكراد، تشمل منطقة كردستان الكبرى أجزاءً من ثلاث دول حديثة، هي تركيا وإيران والعراق، وتعترف إيران والعراق بمناطق كردية على أراضيهما، أما تركيا وسوريا فهما لا تعترفان بذلك. إضافة إلى ذلك، تعيش أقليات كردية في مناطق أخرى مثل أرمينيا وأذربيجان وشمال شرق سوريا.

يشار إلى أنّ كلمة كردستان كمصطلح جغرافي استعملت أول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقي سنجر القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق عليها اسم كردستان.

وحسب رويات تاريخية غير موثقة، كانت هذه الولاية تشتمل على الأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان وهي مناطق (سنا، دينور، همدان وكرمنشاه، إضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاجروس، مثل (شاره زور وكويئ سه نجق).

وتتوزع كردستان بصورة رئيسية في اربع دول هي (العراق وإيران وتركيا وسوريا)، كما ينتشر الأكراد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق. وتشكل كردستان الكبرى ما يقارب مساحة العراق الحديث.

وتختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 30 إلى 35 مليون، يتوزعون بنسبة 20% في تركيا (15 مليون)، 15% في إيران (10 مليون)، 20% في العراق (6 مليون) و 5% في سوريا (2 مليون) وفي أرمينيا.

تركيا

وفي تركيا، يتركز الأكراد في 21 محافظة تركية البالغ عددها 90، تقع في شرقي تركيا وجنوبها الشرقي، وهي: أرزنجان ـ أرضروم ـ قارص ـ ملطية ـ تونجيلي ـ إيلازيغ ـ بينغول ـ موش ـ أغري ـ باتمان ـ آدي يمان ـ ديار بكر ـ سيرت ـ بتليس ـ وان ـ شانلي عُرفة ـ ماردين ـ هكاري ـ شرناق - غازي عنتاب - مرعش.

ايران 

أما في إيران، يتركز الأكراد في غرب إيران في ولايات أذربيجان الغربية إلى الغرب من بحيرة أورمية، مناطق (ماكو، قطور، شاه بور)، وفي جنوب البحيرة في منطقة مهاباد.بوکان، سردشت، وولاية كردستان، وعاصمتها سِنّا أو سنندج.سقز، بانە، دهگلان، بیجار، مریوان وولاية كرمنشاه وقصر شيرين روانسر، جوانرود، پاوە، وولایە ایلام وعاصمتها ایلام. کرند غرب، دهلران، سنقر.

أما الأكراد اللور فيشغلون ولايات: لورستان و چهار محال بختياري وبوير أحمد، وهناك مناطق كردية معزولة في ولايات: خراسان وفارس وكرمان وقم وطهران.

العراق 

وفي العراق، يتركز الأكراد في الألوية الشمالية والشمالية الشرقية : محافظة السليمانية ومحافظة أربيل ومحافظة كركوك ومحافظة دهوك ومناطق سنجار وعقرة من محافظة نينوى. وكذلك في منطقتَي (خانقين ومندلي) من محافظة ديالى حيث يجاورون أكراد إيران إلى الغرب من جبال زاجروس، وكذلك في منطقتي (بدرة وجصان) من محافظة واسط (لورستان الصغرى)، كذلك ينتشر اللوريون في مدينتي العمارة والكوت.

سوريا وبقية العالم 

وتيركز الأكراد في الشمال الشرقي في سوريا، حيث يجاورون الأكراد في تركيا في إقليم الجزيرة الفراتية (محافظة الحسكة) حيث ينتشرون في مناطق (الحسكة القامشلي والمالكية وراس العين وعامودا والدرباسية ومعبدة وعلوانكي) وعين العرب (كوباني) وعفرين و ميدان أكبس (جبل حلب) في (محافظة حلب).

ويعيش الأكراد في أرمينيا حول العاصمة يريفان، ونخجوان، وفي اذربيجان يتركزون في منطقة قرا باغ.

وفي بقية العالم، يعيش الأكراد خارج الأقطار المذكورة، إذ توجد تجمعات كردية في دول الإتحاد السوفيتي السابق مثل روسيا الإتحادية وطاجيكستان وجورجيا وأيضاً في باكستان وأفغانستان وبلوشستان ولبنان ودول أخرى متعددة.