أسامة مهدي: قالت الممثلة الاميركية الشهيرة سفيرة النوايا الحسنة في منظمة الامم المتحدة انجلينا جولي خلال زيارتها لمخيم للاجئين بشمال العراق اليوم ان أوضاع النازحين العراقيين في المخيمات صعبة جداً وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم ايضا في العراق وسوريا واليمن وليبيا وسط غياب للحلول السياسية للصراعات.

واضافت جولي خلال مؤتمر صحافي الاحد بمخيم دوميز في محافظة دهوك (415 كم شمال بغداد) تلقت "إيلاف" نصه من بعثة الامم المتحدة في العراق ان زيارتها هذه للمخيم تعد الثالثة موضحة انه بعد مرور كل سنة فان أوضاع النازحين في المخيمات تزداد سوءاً.

وقالت "رأيت الدمار بشكل واضح في مدينة الموصل امس والناس بحاجة الى رعاية طبية وتعليمية وخدمات اخرى عديدة".

العائلات تعاني صراعا لا تنخرط فيه

واشارت الى أنه عندما يتم الحديث عن الشرق الأوسط غالبا ما يجري التركيز على الصراع والمعاناة الإنسانية موضحة "انه من صحيح القول أن عدداً لا يحصى من العائلات في العراق وسورية وليبيا واليمن تعاني من صراع لا ينخرطون فيه شخصياً وعدم الاستقرار الذي لا يستطيعون السيطرة عليه والتطرف الذي يرفضونه".

وشكرت شعب العراق على سخائه تجاه اللاجئين والنازحين السوريين وعلى وجه الخصوص حكومة إقليم كردستان العراق التي تضع نموذجًا لحماية اللاجئين.

واضافت "أنا في العراق احتفل باليوم العالمي للاجئين الأسبوع المقبل ويوم الثلاثاء، ستقوم المفوضية بنشر أرقام جديدة تظهر أن أعداد النازحين ومدة لجوئهم والتي هي الأعلى على الإطلاق وفي الوقت نفسه يبدو أن الحلول السياسية تُفتقد تماماً مما يترك فراغاً لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تملأه".

انجلينا جولي خلال مؤتمر صحافي بمخيم دوميز للاجئين والنازحين بشمال العراق

واضافت جولي قائلة "هذه هي زيارتي الثالثة إلى مخيم دوميز في ست سنوات حيث ان الغالبية العظمى من سكانها هم من النساء والأطفال السوريين وحياتهم معلقة إلى أجل غير مسمى بسبب الحرب لا يمكنهم العودة ولا يمكنهم المضي قدما ووكل عام لديهم أقل من ضرورات العيش.. قابلت هذا الصباح نساء أرامل فقد فقدن أزوجهن ويعشن كلاجئات ويعتنين باولادهن الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات والذين لديهم أيضاً ظروف طبية تهدد حياتهم".

واوضحت ان استجابة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا بلغت 50 في المائة فقط في العام الماضي ولكنها لم تمول هذه السنة سوى 17 في المائة وهو امر يشكل عواقب وخيمة على الناس". 

عنف جنسي وغياب العلاج الطبي

وحذرت جولي من انه عندما لا يكون هناك حتى الحد الأدنى من المساعدات ولا تستطيع عائلات اللاجئين الحصول على العلاج الطبي المناسب وتُترك النساء والفتيات عرضة للعنف الجنسي ولا يستطيع الكثير من الأطفال الذهاب إلى المدرسة وتهدر فرصة القدرة على الاستثمار بين اللاجئين حتى يمكنهم اكتساب مهارات جديدة ودعم أسرهم.

واوضحت قائلة "هذه هي الصورة في العراق، في سوريا، وفي أي مكان في العالم تجد اللاجئين والنازحين اليوم والجواب الوحيد على ذلك هو بأنهاء الصراعات التي تجبر الناس على الفرار من ديارهم ولذلك فأنه على جميع الحكومات للوفاء بمسؤولياتها."

أوضاع صعبة ولكن لايأس من معالجتها

واضافت ان معالجة هذه الاوضاع الانسانية الصعبة ليس ميؤسا منها فهناك الملايين من اللاجئين والنازحين الذين يريدون العودة إلى ديارهم والعمل والبدء من جديد - كما رأيت في الموصل أمس - حيث الطوب بأيديهم ويعيدون به بناء منازلهم .. وهناك دول تبقي حدودها مفتوحة أمام اللاجئين رغم كل الضغوط والتحديات وهناك عمال إغاثة يقدمون المساعدات بطريقة ما لتقليل الخسائر في الأرواح وتوفير الحماية. وبينت ايضا ان هناك أناس حول العالم اناس كثيرون ملتزمون أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن حقوق الإنسان والقيم الأساسية.

وتابعت جولي قائلة "لذا في يوم اللاجئ العالمي هذا العام، آمل أن نتمكن من إيجاد القوة لإيجاد طريقة أفضل للتقدم معًا: حتى ننتقل إلى حقبة جديدة من منع الصراع وتقليل عدم الاستقرار بدلاً من مجرد الكفاح من أجل التعامل مع تداعياته. ودعت جولي الحكومات والمنظمات الى مساعدة النازحين، وتأمين اعادتهم الى مناطقهم الاصلية".

مليونا دولار من حساب جولي الشخصي لمساعدة النازحين

وزارت جولي ووفد من الأمم المتحدة يوم أمس السبت الجانب الأيمن من مدينة الموصل وتبرعت بمبلغ مليوني دولار من حسابها الشخصي لضحايا المدينة القديمة في الموصل.

وتجولت جولي بين المباني التي قصفت في شوارع المدينة القديمة الضيقة، والتقت بالأسر النازحة لمناقشة جهود إعادة بناء المدينة واحتياجات السكان العائدين.

غرب الموصل او المعروف محليا بالمدينة القديمة، كان معقلا رئيسا لتنظيم داعش. وتضرر بشكل كبير اثناء عمليات التحرير.

وقالت جولي: "هذا أسوأ دمار شاهدته في كل سنوات عملي مع المفوضية. لقد فقد الناس كل شيء هنا، لقد دُمرت منازلهم. هم معدمون. ليس لديهم دواء لأطفالهم، والكثير منهم ليس لديهم مياه جارية أو خدمات أساسية. لا تزال محاطة بجثث تحت الأنقاض. بعد صدمة الاحتلال التي لا يمكن تصورها، يحاولون الآن إعادة بناء منازلهم ، وغالباً بمساعدة ضئيلة أو معدومة".

واضافت جولي "رغم حزن الاهالي وصدمتهم، لكنهم أيضا متفائلون. فهم يزيلون منازلهم بأيديهم، ويتطوعون ويساعدون بعضهم البعض. لكنهم بحاجة إلى مساعدتنا".

وتابعت "كمجتمع دولي. كثيراً ما نميل إلى افتراض أنه عندما ينتهي القتال يتم إنجاز العمل. لكن الظروف التي لاحظتها هنا في غرب الموصل مروعة، التهجير لا يزال يحدث. المعسكرات القريبة من المدينة لا تزال ممتلئة. مناطق كاملة من غرب الموصل لا تزال مسطحة. إن تمكين الناس من العودة واستقرار المدينة أمر ضروري لاستقرار العراق والمنطقة في المستقبل".