أسامة مهدي: تنصلت القيادة العراقية المشتركة اليوم من تابعية ثلاث مليشيات مسلحة عراقية موالية لإيران وتقاتل الى جانب الرئيس الاسد من تابعيتها لها. فيما تم الكشف عن أن مليشيات "كتائب حزب الله العراق" و"عصائب الحق" و"النجباء العراقية" التي تقاتل داخل سوريا لدعم نظام الاسد قد تعرضت لضربة جوية في منطقة البوكمال قرب الحدود مع العراق بينما رفضت بغداد ضرب اي قوات تقاتل داعش في البلدين.

وقالت قيادة العمليات المشتركة أن القوات العراقية على الحدود العراقية السورية لم تتعرض إلى ضربات جوية موضحة أن القوات التي تعرضت الى القصف هي داخل الأراضي السورية جنوب البو كمال.

واوضحت القيادة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الثلاثاء ان القوات العراقية بجميع تشكيلاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تعمل على تأمين الحدود العراقية من بينها العراقية السورية، مؤكدة ان اي من هذه التشكيلات لم تتعرض إلى ضربات جوية أو ضربات أخرى.

ترجيحات بأن تكون الضربة الجوية اسرائيلية

كانت مصادر سياسية عراقية قالت ان مليشيات كتائب حزب الله العراق وعصائب الحق والنجباء التي تقاتل داخل سوريا لدعم نظام الريس بشار الاسد قد تعرضت الى ضربة جوية في منطقة البو كمال قرب الحدود مع العراق. 

واليوم اعلن مسؤول أميركي ان بلاده لديها أسباب تدفعها للاعتقاد بأن إسرائيل هي التي شنت ليل الأحد غارة جوية استهدفت قوة من الحشد الشعبي في بلدة الهري في شرق سوريا.

وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية "لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأنها ضربة إسرائيلية بعد أن نفت الولايات المتحدة أن تكون هي من قصف موقعا لقوات الحشد الشعبي داخل الأراضي قرب الحدود مع العراق" وذلك بعد ان اعلنت هيئة الحشد الشعبي عن مصرع 22 من عناصر قواتها وإصابة 12 آخرين بجروح جراء الضربة الجوية.

تحقيق 

وأضافت "إننا في الوقت الذي نأسف فيه لما حصل لقوات امنية داخل الأراضي السورية بعد قصف مقرها الذي يقع جنوب البو كمال منطقة (الهري) وهو عبارة عن غابات وعمارات سكنية حيث تبعد هذه القطعات 1.5 كم عن الحدود العراقية داخل الاراضي السورية نؤكد اننا لسنا على اتصال معها ولم يكن هناك تنسيق بين قواتنا الامنية وهذه القطعات التي تعرضت إلى قصف الطيران او شئ آخر أدى إلى وقوع ضحايا هناك".

واشارت الى انها تتابع ما حصل منذ يوم أمس لهذه القطعات التي "نؤكد انها لم تعمل على اي اتصال بقواتنا ولم يكن لها تنسيق مع قيادة العمليات المشتركة خلال القنوات المتاحة"، موضحة ان القوات العراقية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي متواجدة في منطقة غرب الانبار فضلا عن قوات الحدود وهي المكلفة بمسك خط صد دفاعي يمتد من منطقة منفذ الوليد الحدودي ونقطة التقاء الحدود العراقية الأردنية السورية.

واشارت قيادة العمليات المشتركة أنها "تعمل على التنسيق من خلال قيادة عمليات الجزيرة مع قطعات الحشد الشعبي والحدود المكلفة بمسك الشريط الحدودي وليس لديها تنسيق أو ادارة عمليات مع القطعات التي تعمل غرب الحدود داخل الأرضي السورية وهذه القوات ليست ضمن المنظومة الامنية العراقية".

وتابعت قائلة انه من خلال تدقيق موقف الضربات الجوية مع قوات التحالف نفت هذه القوات بصورة رسمية وعلى لسان المتحدث باسمها توجيه اي ضربة جوية أو صاروخية في تلك المناطق، موضحة انها سنفتح تحقيقا حول الجهات المسؤولة عن تسبيب خسائر من شباب عراقيين والتجاوز على السيادة العراقية والسورية بتجاوز الحدود خارج السياقات الدستورية والقانونية وسياسة حسن الجوار".

وقالت قيادة القوات المشتركة في الختام انه "بعد الاتصال بنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أوضح عدم اطلاعه على البيان الذي صدر من هيئة الحشد الشعبي امس وأكد عدم وجود أي قوات من الحشد الشعبي خارج الحدود العراقية السورية".

بغداد ترفض ضرب القوات التي تحارب داعش

أكدت الخارجية العراقية رفض العراق للعمليات الجوية التي تستهدف القوات المتواجدة في مناطق محاربة داعش سواء كانت في العراق او سوريا او اي مكان اخر بساحة مواجهة هذا العدو الذي يهدد الانسانية.

واشارت الوزارة في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" انها فِي الوقت الذي تؤكد دعوتها لجميع دول العالم للتضامن والتكاتف في مواجهة هذه الجماعات المتطرفة فإنها ترى ضرورة التنسيق الدائم والدقيق بين التحالف الدولي والقوات التي تواجه هذه التنظيمات الإرهابية ومساعدتها وتقديم الدعم والإسناد لها.

وشددت على ان اي استهداف لهولاء المقاتلين بشتى مسمياتهم ومواقع قتالهم هو دعم لداعش ومساعدة له على التمدد ومحاولة تنظيم صفوفه مِن جديد.

واشارت الى ان داعش تعرض للهزيمة الكبرى على أيدي القوات العراقية التي خاضت المواجهة الاشرس نيابة عن العالم بشتى صنوفها وتشكيلاتها من جيش وشرطة وحشد شعبي وبيشمركة وقوات مكافحة الاٍرهاب بإسناد ودعم التحالف الدولي والدول الصديقة والشقيقة وكل القوى الخيرة والشجاعة التي واجهت هذا التنظيم في كل العالم وأعانت الانسانية في تضييق الخناق عليه.

وامس اعلنت قيادة الحشد الشعبي العراقي عن مقتل 22 من عناصر قواتها على الحدود مع سوريا جراء قصف اميركي متهمة الجانب الاميركي بدعم ماوصفته بالعدو لفتح ثغرة للدخول الى الاراضي العراقية.

ومن جانبه اشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى ارتفاع حصيلة القتلى من 38 إلى 52 مقاتلا مواليا للنظام بينهم 30 مقاتلا عراقيا و16 مقاتلا سوريا ضمنهم جنود ومسلحون موالون له جراء الضربة التي قال إنها استهدفت رتلا عسكريا خلال توقفه عند نقطة لقوات النظام وحلفائها في بلدة الهري في محافظة دير الزور الشرقية. واوضح أن الضربة تّعد واحدة من "الأكثر دموية" ضد المسلحين الموالين للنظام السوري.

وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الأسد إن "طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أميركية قصفت نقاطا للفصائل العراقية" بين البوكمال والتنف بالإضافة إلى مواقع عسكرية سورية.

واوضح الميجر جوش جاك وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية بأنه "لم ينفذ أي فرد في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات قرب البوكمال".

ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد يحاربون تنظيم الدولة شمال شرقي البوكمال.

على الضفة الشرقية لنهر الفرات، يدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية (فصائل كردية وعربية) في معاركها ضد التنظيم المتطرف في جيب لا يزال يسيطر عليه شرق الفرات على الجهة المقابلة من مدينة البوكمال.