لندن: تشهد أوساط حزب المحافظين تكهنات واسعة بأن وزير الداخلية ساجد جاويد يسعى إلى خلافة تيريزا ماي في قيادة الحزب. وسبب التكهنات هو صورة للوزير المسلم أمام مبنى وزارته في اليوم الأول لتسلم مهام منصبه. 

إذ وقف جاويد بالوضعية التي يفضلها زعماء المحافظين بمن فيهم ماي، وأصبحت رديفاً للطموح في الزعامة. وإتضح لاحقاً إن المصورين الصحافيين استدرجوا جاويد إلى اتخاذ خطوة إلى الأمام ثم التقطوا صورته وهو يهم بتعديل وضعيته. 

المركز الثالث

وبعد ثلاثة أيام على نشر الصورة أظهر استطلاع لأعضاء حزب المحافظين إنه يأتي بالمركز الثالث بين المتنافسين على خلافة ماي. 

وحاول أقرب المقربين إلى جاويد أن يقللوا من شأن التكهنات بدرجات محدودة من النجاح. وقال أحد أصدقاء جاويد لصحيفة الغارديان "نحن نعرف أكثر من أي أحد آخر من الخبرة إن الأمور يمكن أن تتغير، ولا جدوى من محاولة استثمار ذلك وتصديق كل المبالغات". 

وحين تنحى ديفيد كاميرون في عام 2016 دخل جاويد حلبة التنافس على زعامة حزب المحافظين بالتحالف مع وزير العمل والتقاعد وقتذاك ستيفن كراب. وقال الاثنان في حينه إنهما محافظان "من ذوي الياقات الزرقاء" على النقيض من منافسين مثل بوريس جونسون، وزير الخارجية الآن، ولكنهما انسحبا من السباق بسرعة ورمى جاويد ثقله وراء ماي. 

جاويد البالغ من العمر 48 عاماً من أصول يحسده عليها كثير من السياسيين. فان والده عبدل وصل من باكستان عام 1961 وفي جيبه جنيه استرليني واحد، واستقر في مدينة روتشديل شمال غرب انكلترا حيث عمل سائق حافلة. ثم انتقلت العائلة إلى بريستول في الجنوب حيث فتح والدا جاويد متجراً. 

لا يخشى ماي

وكان تعيين جاويد بمنصب وزير الداخلية مفاجأة لكثيرين لأنه لم يكن دائماً يتفق مع رئيسة الوزراء. وقال مسؤولون في الحكومة إن جاويد برغماتي لا يخشى أن يقول لرئيسته انها مخطئة. 

وتعتقد مصادر مطلعة داخل حزب المحافظين إن انتخاب رئيس وزراء بريطاني ذي أصول آسيوية ومسلم سيمنح الحزب أفضلية انتخابية كبيرة لا سيما وإنه من المؤمنين باقتصاد السوق الحر. 

ونقلت صحيفة الغارديان عن وزير في الحكومة "ان يسار الحزب يحبه بسبب شخصيته واليمين ايضا بسبب آرائه المالية". واضاف نائب محافظ في مجلس العموم ان جاويد "هو الوجه الحديث لحزب المحافظين". 

جاويد من جهته قال "أنا لا اعتبر نفسي سياسياً من اصول آسيوية بل اعتبر نفسي سياسياً فحسب". ولكن عمدة لندن العمالي صادق خان قال ان جاويد "لم ينس جذوره أو تراثه، ويُسجَّل لعائلته وأخلاقه في العمل إنه اخترق الحاجز الزجاجي" غير المرئي للوصول إلى القمة. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/politics/2018/jun/22/face-of-the-modern-tory-party-sajid-javid-tipped-for-the-top