الحواجب معقودة، والأقدام تدبك بتردد، إذ تحاول فرقة برلين التركية أداء قطعة موسيقية جديدة. لقد كانوا ولثلاثين عاماً يغنون هنا أغاني عن المعاناة والتاريخ. سيشعر الرجال والنساء الذين ينتمون لبلدين، ألمانيا وتركيا، وكأنهم دائماً في وطنهم.

هؤلاء من بين 1.4 مليون شخص من ذوي الأصول التركية، المؤهلين للتصويت في انتخابات تركيا التي ستجرى في 24 يونيو/حزيران من العام الحالي والتي ستقرر مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .

ليس للفرقة أي ارتباطات سياسية بشكل رسمي، لكن عندما يتوقف أعضاؤها عن الغناء، تراهم ينطلقون في الحديث عن الانتخابات بحرية كما ينساب الشاي من السماور الموضوع في الزاوية.

يقول أحد الرجال: " اعتلى أردوغان قمة السلطة منذ 16 عاماً، لقد سئمنا منه". ويتابع:" بالنسبة لي، يتعلق الأمر بحرية الصحافة، والديمقراطية، والقمع الذي تمارسه الدولة. لقد سئمنا كل ذلك. نريده أن يرحل".

لقد اكتظ موقف السيارات أمام القنصلية التركية في برلين الأسبوع الماضي تماماً. الكل اجتمع للتصويت قبل إغلاق صناديق الاقتراع.

التصويت ومغتربو تركيا

  • وصل إجمالي عدد الناخبين الأتراك إلى 59.4 مليون، بمن فيهم 3.049.065 خارج تركيا.
  • في ألمانيا يوجد 1.4 مليون ناخب مؤهل
  • وفي فرنسا 340 ألف ناخب.
  • هولندا 250 ألف ناخب.
  • النمسا 105 ألاف ناخب.
  • وفي المملكة المتحدة 100 ألف ناخب.
  • سيكون هناك 123 مركزاً في 60 دولة، من الدنمارك إلى أوزبكستان.
  • جرى التصويت خارج تركيا من 7 يونيو/حزيران حتى 19، وبلغت نسبة الاقبال 48.8 في المئة.
  • أما التصويت في تركيا فيبدأ في 24 يونيو/حزيران الحالي.

اقرأ أيضاً

اللاجئون السوريون يخشون خسارة أردوغان وحزبه الانتخابات الوشيكة

الانتخابات التركية: مقتل 3 في اشتباكات قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية

من هم الأكراد

سير العملية الانتخابية

قام حراس الأمن بتدقيق جوازات سفر الناخبين وقاموا باجراءات غير مسبوقة قبل أن يسمحوا للناخبين بالتصويت الذي يدور فعلياً حول رجل واحد.

وعندما سألت أحد الناخبين لمن سيصوت، هتف مبتهجاً:" لرجب طيب أردوغان، صار له في السلطة منذ 16 عاماً وهو يحقق كل شيء لنا".

إذا أعيد انتخاب أردوغان، فستتوسع سلطاته أكثر بكثير نتيجة الاستفتاء الدستوري في أبريل/نيسان 2017 والذي صوت عليه غالبية الأتراك بنعم على تغيير النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.

ويقول أحد مؤيدي أردوغان:" الجميع يسميه دكتاتور، ولكن لو كان دكتاتوراً، لما سمعت بصوت الحزاب الأخرى". لكن سيدة أخرى ترى أن الديمقراطية هي القضية الفعلية في الانتخابات التركية، وأي خطأ يقلقني حقاً، لقد قام أردوغان بواجبة في الدورتين السابقتين من توليه السلطة، لكنه فشل ف يالآونة الأخيرة".

من هم منافسو أردوغان؟

محرم إنجه البالغ من العمر 52 من حزب الشعب الجمهوري

صلاح الدين دميرتاش البالغ من العمر 45 عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد والمسجون بتهمة دعم الارهاب.

ميرال أكشينار البالغة من العمر 61 عن حزب الخير

تميل كرم الله أوغلو البالغ من العمر 77 عن حزب السعادة.

دوغو بيرينجك البالغ من العمر 76 عن حزب الوطني

اللاجئون السوريون مهددون بالترحيل من تركيا

ماذا لو فشل أردوغان؟

لقد مرت عدة سنوات منذ أن سمحت السلطات الألمانية للرئيس أردوغان بحملة انتخابية على الأراضي الألمانية. لكن المحكمة الدستورية أوقفت تجمعاً منظماً لأنصاره عام 2016 في مدينة كولن، وخرج على أثرها المتظاهرين احتجاجاً على ذلك. ومازالت العلاقات الألمانية التركية متوترة حتى الآن. وكانت أنقرة قد شبهت السلطات الألمانية بالنازيين. واحتجزت مواطنين من ألمانيا، بمن فيهم الصحفي دنيز يوسيل، الذي احتُجز في مارس/آذار 2017 دون توجيه تهمة له.

وأثارت قصيدة تسخر من أردوغان نشرها كوميدي ألماني، غضب الحكومة التركية. كما هددت برلين بفرض عقوبات على تركيا وأصدرت تحذيرات السفر.

ولكن على الرغم من العواصف الدبلوماسية العديدة، لا يزال البلدين مرتبطان من خلال اتفاق الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، التي كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المهندس الرئيسي لها، وبسبب حجم المهاجرين الأتراك.

ويوجد حوالي أربعة ملايين تركي حالياً في ألمانيا وهو اكبر تجمع للأتراك خارج تركيا.

ومقارنة بالسنوات الماضية، فإن خطب الانتخابات التركية التي تتسم بمهاجمة ميركل وما يوصف بالنخب الأوروبية، تكاد تكون صامتة هذا العام.

محرم أنجة
Getty Images
تقول المعارضة انها ستتعاون مع حكومة الأسد لاعادة اللاجئين إلى بلادهم

وقال أوزغور أويزفتان، باحث في معهد برلين لأبحاث الاندماج والهجرة، إن هذه الانتخابات مختلفة نوعًا ما بسبب اقتصاد تركيا المتعثر.

وأضاف: "أستطيع القول إن بإمكان أردوغان الاعتماد على أصوات الناخبين في ألمانيا لأن معظم الموجودين هناك لديهم مواقف وميول محافظة اجتماعياً". ومع ذلك يعتقد أن يكون لحملة المعارضة في الخارج والتي ركزت على التضخم وارتفاع الأسعار تأثير على عدد الأصوات. وبالنسبة للفرقة الغنائية التركية في برلين، فمعظمهم يعتقدون بأن شيئاً ما قد يؤثر على تركيا. ولديهم شعوراً بأن شيئا ما قد يعيد تركيا إلى الوراء.

ولكن إحدى السيدات قالت:" سيكون هناك في المستقبل الكثير من الشباب المنفتحين الذين يتمتعون ببعد النظر في تركيا"، وترى أخرى أنه " قد يكون أمام تركيا بضع سنوات عصيبة ولكن المستقبل سيكون أفضل حالاً."

--------------------------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.