إيلاف من دبي: كشف إدوين سامويل المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط لـ"إيلاف" أن زيارة دوق كامبريدج الأمير ويليام إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من 24-28 يونيو الجاري تعد تاريخية والأولى من نوعها لكل من فلسطين وإسرائيل، كما تعد فرصة هامة للأمير ويليام للقاء الشعب الأردني والإسرائيلي والفلسطيني والترويج للعلاقات القوية للشعب البريطاني مع هذه الشعوب، والتعرف على مستقبل الشباب في تلك البلدان والتواصل معهم.

دور غير سياسي

وأضاف أن دور دوق كامبريدج غير سياسي فالجولات التي يقوم بها أعضاء العائلة الملكية تسلط الضوء على الشعوب في البلدان التي يزورونها من حيث ثقافاتهم، وشبابهم، وتطلعاتهم، وتجاربهم. لافتا الى ان هدفه من هذه الجولة هو لقاء أكبر عدد ممكن من الناس من مختلف مشارب الحياة والاحتفاء بآمالهم لأجل المستقبل.

وتابع سامويل قائلا "بينما أن من المهم ألا تغيب عن بالنا أبدا التحديات التي تواجهها المنطقة، فإن برنامج زيارة الأمير ويليام تتيح له الفرصة ليلمس بنفسه حيوية وتنوع كل من المجتمعات، وسوف يتواصل مع جيل الشباب الأردنيين والإسرائيليين والفلسطينيين.. فالمملكة المتحدة ترتبط بعلاقات قوية ومهمة مع كل من الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.. والزيارة تهدف إلى البناء على هذه العلاقات وتنميتها، ونأمل أن تترك أثرا دائما في المنطقة".

مستقبل شباب المنطقة

وأشار إلى أن السلطات الأردنية والإسرائيلية والفلسطينية ترحب بزيارة الأمير ويليام، وأن الحكومة البريطانية ستظل ملتزمة بدعمها للأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. مبينا أن الاستقرار ضروري للغاية للمنطقة في كل من هذه المواقع، إلى جانب أهميته لمستقبل الشباب الأردنيين والإسرائيليين والفلسطينيين.

قبر الأميرة أليس

وأوضح سامويل أن زيارة الأمير ويليام لها جانب شخصي، فلعائلته روابط متينة مع القدس، حيث يوجد قبر والدة جدته الأميرة أليس في كنيسة الأرثوذكس الروسية على جبل الزيتون، وهذه المدينة القديمة تعتبر مقدسة لدى ملايين البريطانيين والمسيحيين والمسلمين واليهود في أنحاء العالم.

وحول زيارة دوق كامبريدج للأردن قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط إنه يبني على الروابط المتينة القائمة ليس فقط بين البلدين، بل أيضا بين العائلتين الملكيتين اللتين قامتا بزيارات متبادلة لبعضهما البعض عدة مرات على مر السنين. لافتا الى ان الزيارة تعزز هذه الروابط بين الجيل القادم، وتتيح للأمير ويليام مواصلة توطيد علاقاته مع ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله.

شراكة بريطانية أردنية

وأضاف أن "هذه الزيارة تعد فرصة لويليام ليطلع بنفسه على الأثر الإيجابي للشراكة البريطانية-الأردنية القوية، وخصوصا في مجالات، التعليم، والأمن، والصمود والإصلاح الاقتصادي، وتمكين الشباب، وأثر المساعدات البريطانية التي تحسّن ظروف معيشة الناس.. حيث التقى خلال زيارته إلى الأردن، بأفراد القوات البريطانية الملحقين بالقوات المسلحة الأردنية. وأكد على أهمية الروابط ما بين القوات المسلحة البريطانية والأردنية، وهي علاقات وطيدة وممتدة منذ عقود طويلة.. إن كلا من الملك حسين والملك عبدالله الثاني وولي العهد الحسين من خريجي كلية ساندهيرست.. وأفراد القوات البريطانية معارون للقوات المسلحة الأردنية الذين تدرب الكثير منهم في المملكة المتحدة".

مساعدة اللاجئين

وتابع ان "الأمير ويليام اطلع على بوادر الكرم الهائل الذي أبداه الشعب الأردني دعما للاجئين، وأثر المساعدات البريطانية في تحسين حياتهم وسبل معيشتهم. حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط اضطرابات منذ عقود، ومؤخرا في سوريا، وبالتالي يستضيف الأردن ما يربو على 665,000 لاجئ وهذا يعكس سخاء وإنسانية بلد يبلغ تعداد سكانه 9.5 مليون نسمة.. ولدى الأردن عدد من البرامج لمساعدة اللاجئين على الاندماج ولإيجاد فرص العمل وتدبير المأوى.. وتفتخر المملكة المتحدة بمساعدتها لأكثر اللاجئين حاجة للمساعدة، وخصوصا النساء والفتيات وذوي الإعاقة، وتوفير الرعاية الصحية والدعم النفسي الاجتماعي لهم.. كما يلتقى الأمير ويليام خلال زيارته هذه بعدد من الأطفال السوريين اللاجئين وآبائهم الذين يحصلون على دعم بريطاني، ويستمع لشرح من هؤلاء الشباب حول حياتهم والتحديات التي يواجهونها، وآمالهم للمستقبل".

زيارة الدوق لإسرائيل

وذكر سامويل أن "زيارة دوق كامبريدج لإسرائيل تعد أول زيارة رسمية يقوم بها أحد كبار أعضاء العائلة الملكية إلى إسرائيل.. فعلاقات بريطانيا مع إسرائيل اقوى من أي وقت مضى، ويربطنا مستوى قياسي من التعاون الثنائي بمجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا، فإسرائيل صديق وحليف قوي للمملكة المتحدة.. ومثلما ندعم تماما كون دولة إسرائيل الحديثة وطنا لليهود، فإنا كذلك ندعم تماما غاية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وقادرة على البقاء، ولهذا السبب تظل المملكة المتحدة ملتزمة بالوصول إلى حل الدولتين عبر المفاوضات، وبناء على حدود عام 1967 مع الاتفاق على تبادل الأراضي، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة لكلا البلدين، والوصول إلى تسوية عادلة ومنصفة وواقعية لقضية اللاجئين.. وتدعم المملكة المتحدة جهود تعزيز التفاهم بين المجتمعات، والمساعدة في تهيئة البيئة اللازمة تمهيدا لحل عادل وسلمي لوجود دولتين".

الأراضي الفلسطينية المحتلة

وحول زيارة الأمير ويليام للأراضي الفلسطينية المحتلة قال إدوين سامويل المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط
إن هذه أول زيارة رسمية يقوم بها أحد كبار أعضاء العائلة الملكية البريطانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسوف تكون هذه الزيارة لحظة تاريخية ونموذجا للروابط القوية من الصداقة والاحترام بين الشعبين البريطاني والفلسطيني. لافتا الى ان الشعبين البريطاني والفلسطيني يرتبطان بتاريخ مشترك وروابط شخصية قوية. فبينما تتوالى الحكومات واحدة عقب الأخرى، فإن العائلة الملكية مكانتها غير سياسية وهي طويلة الأمد. وزيارة الأمير ويليام إلى فلسطين بدعوة من الرئيس محمود عباس، ترمي أيضا إلى الأمد البعيد.

ثقافة وتقاليد

وأضاف "نأمل أن تكون هذه الزيارة فرصة لتوطيد أواصر العلاقات القوية والممتدة منذ وقت طويل مع الشعب الفلسطيني.. فهذه الزيارة فرصة لدوق كامبريدج ليطلع بنفسه على ثقافة وتقاليد وكرم ضيافة الفلسطينيين، وفهم واقع حياة الفلسطينيين من كافة مشارب الحياة، بمن فيهم اللاجئون. ويتطلع الأمير ويليام بشكل خاص إلى الاستماع إلى الجيل التالي من القيادات بمجال الثقافة والرياضة والتجارة."

حل الدولتين.. والقدس عاصمة مشتركة

وتابع "مثلما ندعم تماما كون دولة إسرائيل الحديثة وطنا لليهود، فإنا كذلك ندعم تماما غاية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وقادرة على البقاء، ولهذا السبب تظل المملكة المتحدة ملتزمة بالوصول إلى حل الدولتين عبر المفاوضات، وبناء على حدود عام 1967 مع الاتفاق على تبادل الأراضي، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة لكلا البلدين، والوصول إلى تسوية عادلة ومنصفة وواقعية لقضية اللاجئين.. والتزامنا بهذه الرؤية هو ما يدفع المملكة المتحدة لأن تكون من أكبر المانحين للسلطة الفلسطينية، ودعمها القوي لجهود بناء الدولة.. حيث قدمنا 349 مليون جنيه إسترليني دعما للتنمية الفلسطينية خلال السنوات 2011-2015 وقدمنا ما يربو على 72 مليون جنيه في عام 2015-2016 للمساعدة في بناء المؤسسات الفلسطينية، وتقديم الخدمات الأساسية، وحماية المستضعفين، ودعم التنمية الاقتصادية."

مكانة القدس

وأكد سامويل أن "للقدس مكانة خاصة لدى الكثيرين في أنحاء العالم، وخصوصا لأتباع الأديان الإبراهيمية: المسيحية والإسلام واليهودية. ونحن نثمّن عاليا أهمية دور الأردن راعيا للمواقع المقدسة في القدس. وهذه الزيارة تتيح فرصة لويليام لزيارة المواقع المقدسة في القدس. وتظل المملكة المتحدة ملتزمة بالوصول إلى تسوية عادلة ومنصفة وواقعية ومتفق عليها لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وخلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، سوف يذهب الأمير ويليام إلى مخيم للاجئين للقاء سكان المخيم والاطلاع بنفسه على أثر الدعم البريطاني المقدم من خلال الأمم المتحدة".

دعم اللاجئين

وختم سامويل لقائه مع "إيلاف"قائلا إن "المملكة المتحدة تظل ملتزمة تماما بدعم منظمة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وأيضا اللاجئين الفلسطينيين في أنحاء الشرق الأوسط.. وقد ساهمت المملكة المتحدة بنحو 50 مليون جنيه لعام 2017/2018 لتوفير التعليم الأساسي لنحو 500,000 طفل، وتوفير الرعاية الصحية لنحو 3 ملايين لاجئ فلسطيني، إلى جانب دعم اللاجئين الفلسطينيين من سورية بمساعدات نقدية وعينية لتوفير الغذاء لهم".