إيلاف من نيويورك: معركة كبيرة تلوح في الأفق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ، بعد اعلان أنتوني كينيدي أحد قضاة المحكمة العليا في البلاد تقاعده في نهاية شهر يوليو القادم.

وفور إعلان قرار تقاعد القاضي كينيدي، أكد زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل ان اختيار خليفة للقاضي المتقاعد سيتم قبل موعد الانتخابات النصفية، بينما طالبه الديمقراطيون بالالتزام بموقفه السابق الرافض لتعيين قاض في المحكمة العليا في العام الذي تشهد فيه البلاد انتخابات.

ومثل قرار تقاعد كيندي انتصارًا لم يكن في الحسبان لترمب، ومفاجأة غير سارة بالنسبة الى الديمقراطيين الذين يأملون بظهور موجة زرقاء تجتاح البلاد في الانتخابات النصفية، وتعطيهم الأكثرية في مجلس النواب على اقل تقدير.

 جذور الأزمة المتجددة

وتعود جذور الأزمة المتجددة الى بدايات العام 2016، وتحديدا بين شباط واذار عندما توفي القاضي انتونين سكاليا، واراد الرئيس السابق باراك أوباما تعيين خليفة له، فسمى ميريك غارلاند، ولكن ماكونيل الذي كان حزبه يمسك كما الآن بالأكثرية في مجلس الشيوخ، عطل جلسات الاستماع، مطالبا بترك تسمية القاضي الجديد للرئيس الذي سينتخبه الاميركيون في تشرين الثاني 2016.

 فضل ماكونيل على الجمهوريين

نجح ماكونيل في إيقاف أوباما، وابعد الكأس المرة عن الجمهوريين المحافظين، فالمحكمة كادت ان تسقط بيد الديمقراطيين لو قُدر للرئيس السابق تمرير مرشحه، وبعد نجاح ترمب بتثبيت تعيين القاضي نيل غورستش في مطلع عهده، اصبح اليوم امام فرصة تاريخية لتغيير اتجاهات المحكمة العليا، وإعطاء المحافظين فرصة كبيرة للإمساك بزمام الأمور، فالقاضي كينيدي ورغم انه محسوب على الجمهوريين بفعل تعيينه من قبل الرئيس السابق، رونالد ريغان، غير انه يعد من الأصوات المتأرجحة في المحكمة، وقد سبق له وان وقف الى جانب الليبراليين في مناسبات عدة.

 لا انتخابات رئاسية

وفي الوقت الذي طالب فيه أعضاء مجلس الشيوخ، ماكونيل الالتزام بكلامه، اكد زعيم الأكثرية، "ان التصويت لاختيار خليفة لكينيدي سيتم خلال الخريف وقبل موعد الانتخابات النصفية"، وقال ردا على سؤال حول ما اذا كان عادلا تسمية قاض في عام الانتخابات بعد منع أوباما من اختيار خليفة لسكاليا عام 2016، إكتفى زعيم الأكثرية بالقول، "لا توجد انتخابات رئاسية هذا العام".

نبوءة ترمب

ومن شأن قرار القاضي، مساعدة ترمب على الاقتراب من تحقيق نبوءة سابقة له، فالرئيس الأميركي اعتبر منذ اكثر من سبعة اشهر، ان هناك فرصة سانحة امامه لاختيار ثلاثة قضاة جدد للمحكمة العليا خلال فترة رئاسته الأولى لينضموا الى نيل غورستش الذي رشحه لعضوية المحكمة العليا بعد أسابيع من توليه رئاسة البلاد.

وأعرب ترمب عن قناعته يومها بأن كلاً من انتوني كينيدي (81 عاما) وروث بدر غينسبيرغ (84) وسونيا سوتومايور (63 عاما) سيتقاعدون جميعًا خلال فترته الرئاسية الاولى.

محافظ قوي لخلافة كينيدي

وأشار ترمب "إلى انه سيقوم باختيار شخص قوي لخلافة كينيدي"، أما نائبه مايك بينس فأكد "ان خليفة القاضي المتقاعد سيكون شخص محافظ قوي"، ومن المرجح ان يكون خيار ترمب الجديد مشابها للقاضي نيل غورستش، ليكون المحافظ الخامس في المحكمة الى جانب جون روبرتس، و كلاركس توماس ، وصمويل أليتو، وغورستش.

الأسماء المرشحة

وتضم لائحة مرشحي ترمب 25 اسما، يأتي على رأسهم، القاضي توماس هارديمان، وبريت كافانوغ، وريموند كاثليدج، وويليام بريور، الى جانب آمي باريت، وكيث بلاكويل، وتشارلز كنادي، ستيفن كولتون، اليسون ايد، بريت غرانت، ريموند غروندر، جوان لارسن، سناتور يوتاه مايك لي، توماس لي، ادوارد مانسفيلد، فيدريكو مورينو، كيفن نيوسوم، مارغريت رايان، ديفيد ستراس، ديان سايكس، امول تابر، تيموتي تيمكوفيتش، روبرت يونغ، دون ويليت، وباتريك ويريك.