لقيت سيدة في الخامسة والخمسين من عمرها، مساء الخميس، حتفها إثر لدغة أفعى سامة في المنطقة القروية «تازيلدة» التابعة لإقليم الحوز (جنوب)، بينما كانت ترعى الماشية في جبل بالمنطقة. 

الرباط: ذكرت مصادر لـ "إيلاف المغرب" أن السيدة «فاطمة» كانت ترعى الماشية في منطقة غير بعيدة عن الدوار (كفر) الذي تقطن فيه، قبل أن تلدغها أفعى سامة، ليسارع رعاة في المنطقة إلى نجدتها، عبر طلب سيارة إسعاف. 

أضافت المصادر أن الرعاة عملوا على إنزال السيدة إلى سفح الجبل، في انتظار وصول سيارة الإسعاف، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم إسعافات أولية، لتلفظ السيدة أنفاسها مباشرة بعد وصولها إلى المركز الإستشفائي محمد السادس بمراكش. 

من جهته، قال عبد الرؤوف السوماني مدير مستشفى محمد السادس للأم والطفل لـ"إيلاف المغرب" إن المستشفى مجهز بوحدة طبية خاصة لإسعاف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة تقريبًا، وهي خاصة بتقديم أمصال مضادة للسم، وكذلك الشأن بالنسبة إلى البالغين الذي يمكنهم ولوج مصلحة الإنعاش الخاصة بلدغات العقارب والأفاعي وغيرها، إلا في بعض الحالات التي لا يتوافر فيها وجود مضادات لبعض أنواع السموم. 

وأضاف المسؤول أن المستشفى عمل منذ وقت طويل على وضع مخطط استعجالي لمكافحة لدغات العقارب، التي تكثر في فصل الصيف، خاصة في صفوف الأطفال، حيث تعد أكثر خطورة عليهم من غيرهم، إلا أنه في بعض الحالات قد يتعذر وصول المصاب في وقت مبكر، مما يجعل السم يسري في الجسد بالكامل، وهو ما يهدد أعضاء الجسم بالتلف، فيكون الأوان قد فات لإسعاف المصاب، وهو الشيء الذي وقع للسيدة التي لفظت أنفاسها. 

إثر ذلك، عملت وزارة الصحة على خلق مراكز صحية مزودة بمصالح الإستعجالات من أجل إسعاف المصابين أطفالًا وكبارًا في مناطقهم، حتى يتسنى إنقاذ حياتهم، اللهم في بعض الحالات التي تستوجب دخولهم إلى الإنعاش، ففي هذه الحالة يتم استقدامهم من مناطقهم إلى المركز الإستشفائي محمد السادس في مراكش لتقديم علاجات مكثفة، يؤكد السوماني. 

وأشار المتحدث إلى أن نجاح إسعاف المصابين يرتبط بعوامل كثيرة، منها سرعة التدخل الطبي، قبل تسرب السم للأعضاء، ونوعية الحشرات السامة، مؤكدًا أن عقارب منطقة الصويرة (جنوب) مثلًا تعد أقل خطورة منها في إقليم الحوز، إضافة إلى درجة مقاومة الإنسان لهذه اللدغات وتفاعله مع الأمصال المضادة للسم التي يخضع لها.