رفضت قيادة القوات العراقية الاتحادية المشتركة أي اتفاقات بين التحالف الدولي والبيشمركة الكردية لمراجعة الخطط الامنية لحماية محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط وبقية المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. مؤكدة ان هذه المهمة هي التي تتحمل مسؤوليتها وحدها. 

ونفت القيادة ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن وجود إتفاق بين قوات البيشمركة والتحالف الدولي لمراجعة خطط حماية كركوك والمناطق المتنازع عليها.. مشددة على ان "الوضع الأمني في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها هو ضمن مسؤولية القوات الاتحادية العراقية حيث ان القوات الأمنية تفرض سيطرتها التامة على تلك المناطق ولا دخل لقوات التحالف بهذا الشأن".

واشارت القيادة في بيان صحافي الليلة الماضية تابعته "إيلاف" الى ان القوات الامنية وضعت خططًا محكمة ومتكاملة لضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في كركوك وغيرها من المحافظات العراقية .. منوهة الى ان هناك جهوداً استخباراتية كبيرة تبذلها الأجهزة الأمنية للقضاء على الخلايا الارهابية النائمة والعناصر الإجرامية. واضافت قائلة "إن الرأي العام لاحظ أن هناك ترحيباً كبيراً من قبل اهالي كركوك بالقوات الأمنية وما حققته من إنجازات أمنية كبيرة فيها".

البيشمركة تقول إنها اتفقت مع التحالف على مراجعة خطط أمن كركوك

وكانت القوات العراقية الاتحادية قد انتزعت من قوات البيشمركة السيطرة على محافظة كركوك وباقي المناطق والمدن المتنازع عليها في 16 أكتوبر 2017 ضمن الإجراءات العقابية التي اتخذتها بغداد ضد سلطات إقليم كردستان اثر استفتاء الانفصال الذي اجرته في 25 سبتمبر الماضي .

وجاءت تأكيدات القيادة العسكرية الاتحادية العراقية هذه بعد ساعات من اعلان الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور امس الاثنين عن عقد اجتماع مشترك في اربيل مع مسؤولين في التحالف الدولي تم خلاله بحث الأوضاع في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.

وقال ياور في بيان إن الاجتماع المشترك بين وزارة البيشمركة وممثلي التحالف الدولي في إقليم كردستان قيّم الأوضاع الأمنية في المناطق المتنازع عليها، حيث اتفق الجانبان على ضرورة الإسراع في اجراء مراجعة لخطط حفظ السلم العسكرية في تلك المناطق.

القوات الاتحادية تستعد لعملية عسكرية واسعة

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد القوات العراقية لشن عملية عسكرية كبرى في محافظات كركوك وديالى (شمال شرق) وصلاح الدين (شمال غرب) بهدف تطهيرها من بقايا تنظيم داعش وخلاياه النائمة.

وكشفت قيادة العمليات المشتركة بأنها بصدد اطلاق عملية نوعية واسعة النطاق تستمر من دون توقف لغاية تحقيق هدفها في تطهير سلسلة جبال حمرين شرق بغداد والمناطق النائية والوعرة الواقعة بين محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين من بقايا الارهابيين والدواعش الفارين المتخفين هناك.

وأكد المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول في تصريح صحافي وضع خطط محكمة لتأمين طريق بغداد – ديالى – كركوك جويا الى جانب انجاز الاستحكامات الخاصة بضبط الشريط الحدودي مع سوريا وتعزيزها بوسائل متطورة .

وأوضح ان "القوات العسكرية العراقية بجميع تشكيلاتها في تطور مستمر الا انه لايزال أمامها تحدٍ آخر هو ملاحقة فلول تلك العصابات المهزومة وبعض خلاياها في مناطق متفرقة ووعرة سواء في سلسلة جبال حمرين او في الصحراء".

وقد توجهت خلال الساعات الاخيرة قوات ضخمة من القوات الخاصة التابعة للشرطة الاتحادية إلى محيط محافظة كركوك استعدادًا لشن العملية على خلفية تكثيف داعش أنشطته في المحافظة مؤخرًا كان اكبرها عملية اختطاف مدنيين عبر نقاط تفتيش وهمية واعدامهم رميًا بالرصاص.

يشار الى ان المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق تشكل أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 15 عامًا وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع. وبين هذه المناطق شريط يبلغ طوله ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية وهو يقع جنوب محافظات الإقليم الثلاث، التي تتمتع بحكم ذاتي وهي أربيل والسليمانية ودهوك . 

وتشمل المناطق المتنازع عليها، حيث يعيش حوالي مليون كردي، أراضيَ في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى، اضافة الى محافظة كركوك التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.