أكد العراق اليوم لدول الاتحاد الاوروبي انه يعمل على تشكيل حكومته الجديدة بأسرع وقت، وان احكام الاعدام للإرهابيين تنفذ وفق الدستور منوهًا الى الحرص على رعاية أطفال ونساء الدواعش الاجانب.. فيما أكد الصدر رفضه لإدارة بلاده من خارج الحدود مشددًا العزم على إدارته بسواعد عراقية خالصة وتحالفات عابرة للطائفية.

وخلال اجتماع عقده الرئيس العراقي فؤاد معصوم في قصر السلام الرئاسي ببغداد الخميس مع سفراء الدول الأوروبية لدى العراق، فقد بحث معهم سبل تعزيز العلاقات بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي في جميع المجالات، كما استعرض مواقف العراق تجاه المستجدات الإقليمية والدولية مشددًا على اهتمام بلاده بالاستماع إلى أية وجهات نظر أو مقترحات تعزز العلاقات الثنائية وتدعم تطوير الاستقرار والازدهار على المستويين الإقليمي والدولي.

وشدد معصوم على اهتمام العراق بتمتين علاقات الصداقة والتعاون مع كل الدول الأوروبية معرباً عن تقدير بلاده للدعم الأوروبي لها لا سيما خلال الحرب ضد الإرهاب، وأكد استعداد ورغبة العراق بإرساء علاقات حيوية متطورة مع الاتحاد الأوروبي تقوم على الانفتاح والحوار والتعاون البناء بما يضمن حماية المصالح المشتركة.

وقدم معصوم شرحا لمسار وآفاق العملية السياسية في العراق على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة معربا عن الثقة بتجاوز العراقيين لجميع العقبات على أساس قرارات المحكمة الاتحادية ومبادئ الدستور، مؤكدًا العزم على السير قدما باتجاه تشكيل حكومة جديدة في اقرب . ودعا الدول الاوروبية الى الاستثمار وزيادة مشاريعها في العراق .. واعدا بالالتزام بتوفير جميع الضمانات الأمنية والقانونية لها في هذا الشأن.

وحول أحكام الاعدام التي ينفذها العراق حاليًا، فقد شدد معصوم على التزام السلطات التام بأحكام الدستور في هذه القضية وباللوائح والقرارات الدولية في هذا الشأن كدولة ذات سيادة فضلاً عن الحق بمحاكمات عادلة بما في ذلك حق الاستئناف والتمييز على أساس احترام مبادئ الدستور ومبادئ حقوق الإنسان، وكذلك توفير المعاملة الإنسانية لنساء وأطفال مجرمي داعش ممن لم تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون.

من جانبهم، أكد سفراء الاتحاد الأوروبي اهتمام دولهم بمزيد من تطوير علاقات التعاون والعمل المشترك مع العراق ودعم استقراره "وتطور نظامه الديمقراطي الاتحادي وتقدمه بثبات نحو الازدهار والتطور مثمنين أيضًا دور الرئيس معصوم في إشاعة روح الحوار والتفاهم لحل جميع المشاكل وسعيه لتعزيز ثقة ودعم المجتمع الدولي "، كما قال بيان رئاسي عراقي عقب الاجتماع تابعته "إيلاف".

وكان العراق قد اعلن الجمعة الماضي عن تنفيذ حكم الإعدام بـ 12 مدانًا بتهم الانتماء الى تنظيم داعش، بعد ان اكتسبت أحكامهم الدرجة القطعية، وذلك اثر إعدام التنظيم لمجموعة من الرهائن عثرت القوات الأمنية على جثثهم الأربعاء الماضي.

الصدر يرفض ادارة العراق من خارج الحدود

اكد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اليوم رفضه لادارة بلاده من خارج الحدود، مشددًا العزم على إدارته بسواعد عراقية خالصة وتحالفات عابرة للطائفية.

وقال الصدر الذي يترأس تحالف سائرون الانتخابي الفائز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو الماضي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الخميس، وتابعتها "إيلاف"، "لن نسمح بأن يدار العراق من خلف الحدود .. شمالا أم جنوبا.. شرقا أم غربا.

العراق سيدار بسواعد عراقية وطنية خالصة وبتحالفات نزيهة عابرة للطائفية".

يشار الى ان الصدر يتحفظ على تدخل ايران بشكل خاص في العملية السياسية في بلاده وفرضها وجوهًا من انصارها لقيادتها، حيث يتعرض نتيجة لذلك لضغوط ايرانية تصل الى تهديد حياته اعتراضا على محاولاته الخروج عن ارادتها في العراق، خاصة بعد حصول تحالفه على المركز الاول في الانتخابات ودخوله في تحالفات مع سنة وعلمانيين بالشكل الذي اغضب طهران.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات العراقية قد اعلنت في 19 من مايو نتائج الانتخابات البرلمانية حيث تصدر النتائج تحالف سائرون بزعامة الصدر بحصوله على 54 مقعدًا تلته قائمة الفتح الممثلة للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري بنيلها 47 مقعدا ثم حل ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ثالثا بنيله 42 مقعداً. 

لكن نتيجة الخروقات وعمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات، فقد قررت المحكمة الاتحادية العليا مؤخرا اعادة فرز وعد الاصوات يدويا بدل الالكترونية في محافظات كركوك الشمالية المتنازع عليها و6 محافظات أخرى هي السليمانية وأربيل ودهوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار والتي بدأت الثلاثاء الماضي في وقت دخلت البلاد في فراغ تشريعي للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 مع انتهاء الدورة الثالثة للبرلمان العراقي السبت الماضي.