وافقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على نقل آلاف القنابل والأسلحة إلى إسرائيل، في نفس يوم مقتل عمال إغاثة من المطبخ المركزي العالمي في ضربة إسرائيلية بقطاع غزة، بحسب تقارير أميركية.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن عدة مسؤولين أن الولايات المتحدة سمحت بنقل آلاف القنابل إلى إسرائيل في نفس اليوم الذي قتلت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية سبعة عمال إغاثة يعملون في المطبخ المركزي العالمي في غزة.

وأضافت أن وزارة الخارجية وافقت على نقل أكثر من ألف قنبلة من طراز MK82 وأكثر من ألف قنبلة ذات قطر صغير وصمامات لقنابل MK80 إلى إسرائيل. كما تم الإبلاغ عن تصريح النقل بواسطة سي إن إن.

تحقيق إسرائيلي

يأتي هذا فيما أكد المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، أن إسرائيل بدأت بالفعل تحقيقا تجريه "هيئة مهنية مستقلة"، في الهجوم الذي أودى بحياة عمال إغاثة من المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة.

وقال شيمون فريدمان، المتحدث باسم المكتب التابع لهيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تنسق المساعدات الإنسانية لغزة، في تصريح لبي بي سي، إن الهجوم الذي استهدف عمال الإغاثة يوم الإثنين، كان "مأساة رهيبة" و"خطأ" "لم يكن من المفترض أن يحدث".

مضيفا أن إسرائيل تأخذ الأمر "على محمل الجد".

مؤسس المطبخ المركزي العالمي: "إسرائيل استهدفت موظفي المنظمة في غزة بشكل ممنهج"

جثامين موظفي مؤسسة "المطبخ المركزي العالمي" في طريقها إلى القاهرة، وسط استمرار التنديد الدولي الواسع

ديفيد ساترفيلد لـ بي بي سي: الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة

ماذا نعرف عن موظفي "المطبخ العالمي" الذين قتلوا في غزة؟

جاءت هذه التصريحات وسط دعوات لإشراك دول أخرى في التحقيقات، لكن فريدمان قال إنه لا يستطيع الحديث عن تفاصيل حول "من الذي سيشارك بالتحديد"، قائلا إن مكتب كوغات لا يقود هذه التحقيقات.

لكن فريدمان أكد على "الشفافية الكاملة"، لكنه لم يجب بشكل مباشر عندما يتم الضغط عليه بشأن ما إذا كان ينبغي لدول أخرى أن تشارك.

وأضاف: "نريد أن يكون هذا التحقيق شاملا قدر الإمكان حتى نتمكن من تعلم كل ما يجب تعلمه حتى نتمكن من منع حدوث هذه الأشياء مرة أخرى في المستقبل."

وعن موعد انتهاء التحقيقات، قال "نأمل أن (يصدر تقرير التحقيق) في الأيام القليلة المقبلة. وبينما نتعلم الأشياء، نحاول تنفيذها بالفعل".

مكالمة "عاصفة"

جاءت هذه التطورات وسط حالة ترقب للمكالمة الهاتفية المنتظرة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يوم الخميس، بعد ثلاثة أيام من مقتل عاملي الإغاثة الأجانب في غارة إسرائيلية في قطاع غزة، ما زاد من حدة التوتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها.

وقال مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس الأربعاء إنّ بايدن ونتانياهو "سيتحدثان غدا الخميس"، مؤكدا تقارير صحفية بهذا الشأن.

وتعود آخر محادثة بين الزعيمين إلى 18 آذار (مارس)، وجرت كذلك في سياق متوتر على خلفية تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة.

وكان بايدن قد أصدر بيانا بعد يوم من الهجوم على عمال الإغاثة في غزة أعرب فيه عن "الغضب والحزن" بسبب مقتل عمال الإغاثة، ومن بينهم مواطن مزدوج الجنسية الأميركية والكندية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الولايات المتحدة سمحت الأسبوع الماضي بنقل أسلحة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات إلى إسرائيل، بما في ذلك أكثر من 1800 قنبلة MK-84 زنة 2000 رطل و500 قنبلة MK-82 زنة 500 رطل.

وجاءت عمليات النقل الأخيرة بموجب تفويضات منحها الكونغرس قبل عدة سنوات من بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في تشرين الأول (أكتوبر)، لكن الحكومة الأميركية تتمتع بسلطة تعليق شحنة الأسلحة في أي وقت قبل تسليمها.

وقف الأسلحة البريطانية

وفي بريطانيا تتزايد الضغوط على الحكومة لتعليق مبيعات الأسلحة لإسرائيل، بعد الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة في غزة.

وانضم ثلاثة قضاة سابقين في المحكمة العليا في بريطانيا إلى مئات الخبراء القانونيين في الدعوة إلى إنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل، قائلين إن إسرائيل تخاطر بانتهاك القانون الدولي بسبب "خطر معقول بوقوع إبادة جماعية" في غزة.

تشير التقارير الواردة من إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أنه ما لم يسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى المنطقة، فإن بريطانيا ستقول إن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.

انقسام في الأوساط اليهودية

فيما يتعلق بردود الأفعال اليهودية، الجماعات اليهودية الأميركية منقسمة بشأن الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن مقتل عمال الإغاثة في غزة، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وقالت الصحيفة إنه بالرجوع إلى بيانات مجموعة من المنظمات اليهودية الأميركية بشأن الغارة، فإنها تعكس معاناة اليهود الأميركيين في التعامل مع الحرب والمجاعة الوشيكة المحتملة التي حذرت مجموعات إغاثة منها في غزة.

وردا على طلب من "وكالة التلغراف اليهودية" (جيه تي ايه) للتعليق بشأن الغارة والأزمة الإنسانية، أعربت معظم المنظمات عن أسفها لمقتل عمال الإغاثة، وللبعض منها كانت هناك كلمات قاسية وجهتها لإسرائيل بشأن النقص في المساعدات للمدنيين في غزة.

بينما ركز آخرون انتقاداتهم على حركة حماس، إلا أن هناك منظمات أخرى مثل منظمة الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية رفضت التعليق، ولم ترد هيئات تمثل اليهود الأرثوذكس والمحافظين والإصلاحيين على الاستفسارات، أو قالت إنها لم تتمكن من صياغة رد بحلول وقت نشر التقرير.

تواجه إسرائيل ضغوطا على نطاق أوسع. وفي أعقاب الغارة التي وقعت يوم الإثنين، اعتذرت قيادتها وتعهدت بالتحقيق، وأدان البيت الأبيض القصف وانسحبت المنظمات الإنسانية من غزة، مما زاد من عرقلة تدفق المساعدات. ودعت الحكومات والوكالات الإنسانية إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لحماية عمال الإغاثة.

وانضمت إلى هذه الدعوة لحماية عمال الإغاثة منظمة مساعدة إسرائيل IsraAid، وهي مجموعة إغاثة إسرائيلية عملت في مناطق كوارث في جميع أنحاء العالم، وفي إسرائيل مع بداية الحرب.

ووصفت المنظمة المطبخ المركزي العالمي بأنها “شريك مهم” في الاستجابة للأزمات حول العالم.

كما أعربت مجموعتان يهوديتان تركزان على الأمن الغذائي عن أسفهما على فقدان عمال الإغاثة، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.

وقالت لجنة التوزيع المشتركة اليهودية الأميركية، التي تساعد اليهود المحتاجين في البلدان حول العالم، "إننا نأسف على هذه الخسارة في الأرواح، خاصة وأننا عملنا مع المطبخ المركزي العالمي في أعقاب الكوارث الطبيعية في الماضي".

وقد أعربت الحركة الإصلاحية، وهي الحركة الأكبر والأكثر تقدمية من بين الطوائف اليهودية الأميركية الثلاث، عن أسفها لمقتل عمال الإغاثة وجمعت بين تقديم المساعدات الإسرائيلية وحرب إسرائيل ضد حركة حماس، التي قالت إنها تدعمها.

كما أشارت اللجنة اليهودية الأميركية إلى أن "إسرائيل تحملت المسؤولية على الفور، وفتحت تحقيقا، وتأسف للظروف التي نتجت عن حرب لم تكن تسعى إليها". كما أعربت عن أسفها على خسارة المطبخ المركزي العالمي وأشادت بعمل المنظمة.

بعد ذلك ركز بيان اللجنة اليهودية الأميركية على إدانة حماس وقالت إنه بإمكان الحركة إنهاء الحرب.

وقالت المنظمة في بيان "تواصل حماس انتهاك القانون الدولي كل يوم – عمدا ودون أي ندم"، وواصل البيان "حماس لديها القدرة على منع المزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء من خلال إطلاق سراح الرهائن والاستسلام".