إيلاف من القاهرة: في ظل تهديدات إسرائيلية متكررة بتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، تتجدد التساؤلات عن خيارات مصر في التعامل مع تبعات اجتياح رفح حال تنفيذه.

وتحذر القاهرة باستمرار من خطورة ذلك وتداعياته على سكان قطاع غزة». كما تشدد من وقت إلى آخر على رفضها تهجير الفلسطينيين داخل أراضيهم أو خارجها.

وباتت رفح الملاذ الأخير لسكان قطاع غزة، حيث يقطنها ما يقرب من 1.5 فلسطيني فروا من الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول( أكتوبر) الماضي.

وسبق أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكثر من مرة من تنفيذ عملية عسكرية في رفح، وأشار تقرير لـ"الشرق الأوسط" نقلاً عن موقع "أكسيوس" الإخباري، إلى عقد الولايات المتحدة وإسرائيل، اجتماعاً افتراضياً، الخميس، لبحث عملية عسكرية محتملة في رفح.

ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين نفيهما بشكل قاطع إعطاء الرئيس الأميركي جو بايدن (الضوء الأخضر) لتنفيذ العملية، حال أحجمت إسرائيل عن مهاجمة إيران رداً على الهجوم الذي شنّته الأخيرة عليها.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إن الخطط التي قدمها الجيش الإسرائيلي شملت عملية تدريجية وبطيئة في أحياء محددة برفح سيتم إخلاؤها قبل بدء العمليات، وذلك بدلاً من تنفيذ عملية اجتياح شامل للمدينة بأكملها.

خطط التهجير
ويثير اجتياح رفح مخاوف من تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو الأمر الذي أكدت مصر، ودول عربية رفضه .

وقال الرئيس المصري إن التهجير يعد تصفية للقضية الفلسطينية.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الأسبوع الماضي، إن الهجوم على رفح قد يجعل نزوح سكان غزة إلى مصر، الخيار الوحيد المتاح لسلامتهم. وأضاف: "هذه المعضلة غير مقبولة وتقع مسؤولية تجنبها بشكل مباشر على عاتق إسرائيل".

هل تفتح مصر أبوابها؟
ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن أن تفتح مصر أبوابها على "أساس مؤقت" للسماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين من غزة، في أعقاب العمل العسكري المحتمل في رفح، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الثلاثاء، خلال حوار مع قناة "سي إن إن"، إن مصر ستواصل العمل بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن الطريقة التي سيُفعل بها ذلك ستعتمد على الظروف.

كما أضاف شكري أن أي تهجير جماعي ناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح سيكون بمثابة جريمة حرب، وأكمل :"النزوح وأي نشاط يساعد على النزوح أو يشجع عليه يعد جريمة حرب".

وبينما تبذل مصر جهوداً دبلوماسية لحشد المجتمع الدولي ضد تنفيذ عملية عسكرية في رفح، فإنها تترقب كيف ستتعامل إسرائيل مع التحذيرات الدولية.

تهديد حقيقي لعلاقات مصر واسرائيل
وفي وقت سابق، حذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، من أن إعادة احتلال محور فيلادلفيا (صلاح الدين) سيؤدي إلى تهديد خطير للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، مؤكداً أن ذلك خطاً أحمر يضاف إلى الخط المعلن سابقاً بخصوص تهجير الفلسطينيين من غزة.

وشدد على أن مصر قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين، ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار.

وبشأن كيفية تعامل مصر مع تداعيات الاجتياح حال تنفيذ إسرائيل تهديدها، قال مصدر مصري إن القاهرة استعدت بتأمين حدودها مع قطاع غزة، إضافة إلى تجهيزات للتعامل مع الوضع الإنساني حال تدفق نازحين إلى أراضيها، مشيراً إلى أن مصر ستعتمد إجراءات التعامل السلبي مع تطورات الأحداث.