إيلاف من القاهرة: سيطرت القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر يوم الثلاثاء، في أول توغل بري لها في مدينة غزة المزدحمة بكثافة، حيث تعهدت بالقضاء على آخر فلول حركة حماس، وهي عملية أثارت غضب مصر المجاورة، هذا ما تناولته صحيفة "واشنطن بوست"في رصدها للموقف الراهن.

وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إن قوات المشاة وكتيبة مدرعة حصلت على "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه تماشيا مع بروتوكول الجيش، إن 20 مسلحا قتلوا وتم اكتشاف ثلاثة فتحات أنفاق فيما وصفها بأنها "عملية محددة الهدف" كانت مستمرة صباح الثلاثاء.

ووفقاً للصحيفة الأميركية الشهيرة، فقد هددت العملية العلاقات الإسرائيلية الهشة بالفعل مع مصر، خاصة أن القاهرة حذرت إسرائيل مرارا وتكرارا من أن العمل العسكري على الحدود يمكن أن ينتهك معاهدة السلام المستمرة منذ أربعة عقود بين البلدين.

مصر تدين "بشدة"
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن "مصر تدين بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، والتي أسفرت عن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من الحدود".

ووصفت التوغل بأنه "تصعيد خطير" يهدد جهود وقف إطلاق النار، مضيفة أن العملية عرضت للخطر حياة مليون فلسطيني يعتمدون على المعبر للحصول على المساعدات الإنسانية و"مخرج آمن للجرحى والمرضى"

وقد تم إغلاق معبر رفح وكرم أبو سالم، وهما المعبران الرئيسيان لدخول المساعدات إلى الجنوب، بسبب القتال، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

وأظهرت صورة تم تداولها عبر الإنترنت وتحديد موقعها الجغرافي من قبل صحيفة واشنطن بوست علمين إسرائيليين مرفوعين على الجانب الفلسطيني من المعبر. وأظهر مقطع فيديو آخر مركبة مدرعة تصطدم بعلامة "غزة" المحاطة بعلمين فلسطينيين.

وجاءت العملية بعد أقل من 24 ساعة من قيام إسرائيل بإسقاط منشورات على المدينة التي يوجد بها الآن أكثر من مليون فلسطيني، أي حوالي نصف سكان غزة بالكامل، حيث تأمرهم بمغادرة أجزاء كبيرة منها. وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم شن هجوم في رفح دون خطة "ذات مصداقية" لإجلاء المدنيين.

لعبة ممارسة النفوذ
ولكن يبدو أن إسرائيل عازمة على تصعيد الضغوط على حماس، التي تهدف إلى تدمير قدراتها العسكرية، في حين تمنح نفسها أيضاً نفوذاً إضافياً عندما ترسل وسطاء إلى القاهرة للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس.

وقبل ساعات فقط من شن إسرائيل هجومها خلال الليل، قالت حماس إنها ستوافق على اقتراح قطري مصري لوقف إطلاق النار، مما أحيا الآمال في هدنة ممتدة.

الملاذ الأخير
على مدى الأشهر الستة الماضية من الحرب، أصبحت رفح الملاذ الأخير للفلسطينيين، حيث تخنق الخيام والمخيمات المؤقتة الشوارع ومناطقها المفتوحة. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، أعرب عدد كبير من حلفاء إسرائيل عن مخاوفهم بشأن غزو المدينة.

وحذرت مصر على وجه التحديد من أي تحرك إسرائيلي لتأمين المنطقة المحظورة بين غزة ومصر، والمعروفة باسم ممر فيلادلفي، وهو امتداد يبلغ طوله تسعة أميال كانت تسيطر عليه إسرائيل قبل انسحابها من المنطقة في عام 2005.

القضاء على حماس
من ناحيته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا إن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حماس دون ممارسة السلطة على المنطقة الحدودية، بما في ذلك معبر رفح.

ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن حماس لديها ست كتائب متبقية في غزة، أربع منها متمركزة في رفح. كما يصرون على أن حركة حماس تدير أنفاقًا تحت الحدود مع مصر، وهو ما نفاه المسؤولون المصريون.

القاهرة "غاضبة" لكنها "صابرة"
قال سياسي مصري سابق مطلع على التفكير الرسمي في مصر إنه على الرغم من الغضب في القاهرة، فإنه لا يزال يرى فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث تعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر جاهدة للتوسط في هذا الاتفاق. وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع.

وقال المسؤول في الجيش الإسرائيلي إن الجانب الغزاوي من المعبر يستخدم لـ”أغراض إرهابية” من قبل حماس وأن الصواريخ تم إطلاقها من المنطقة باتجاه معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل يوم الأحد، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين.