عملية الياسمين الاستباقية تؤكد تميز الأجهزة الأمنية السعودية

 جاسر عبدالعزيز الجاسر

أكدت عملية «الياسمين» في الرياض تميز وكفاءة أجهزة الأمن السعودية، وأظهرت ومن جديد صدقية ما تنشره المراكز العلمية الأمنية في العالم من تميز المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وأنها من أفضل الدول امتلاكاً لـ»بنك المعلومات الأمنية» التي تشمل أدق المعلومات عن الإرهابيين والجهات التي تدعمهم ومصادر تمويلهم ومراكز تدريبهم والأنظمة الإرهابية في الدول في المنطقة وخارجها التي توجه هؤلاء الإرهابيين وقد أمدت المملكة العربية السعودية العديد من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة بما فيها دول متقدمة جداً كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بمعلومات جنبتها كثيراً من الأعمال الإرهابية وساهمت في إحباط كثير من العمليات الإجرامية، وهو ما ذكره قادة تلكم الدول ونوهت به الأجهزة الأمنية في تلك الدول ومع أن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استهدافاً من قبل التنظيمات الإرهابية التي تنفذ أجندات ومخططات أنظمة دول طائفية ومعادية للإسلام والعرب إلا أن الأجهزة الأمنية السعودية التي طورت عملها وانتهجت الأساليب العلمية والاحترافية استطاعت القضاء على خطر التنظيمات الإرهابية وخفّضت من العمليات الإرهابية التي نفذت على أرض المملكة بنسبة كبيرة ليس فقط بالعمليات الاستباقية لرجال الأمن، بل إفشالها حتى قبل التخطيط لها من خلال ما تمتلكه من معلومات التي أصبحت مرجعاً أمنياً عالمياً فقد تراكمت الخبرة السعودية في مواجهة الجماعات وتعاملت تنظيمات الإرهابيين من كلا المكونين الطائفيين، فبالإضافة إلى تنظيمي القاعدة وداعش تعاملت بنفس المهنية الحرفية مع الإرهابيين الذين أرسلهم فيلق القدس الإرهابي لإثارة الفتنة الطائفية واستهداف المواطنين في مدن وقرى القطيف. ومثلما تم إحباط والقضاء على العدد الكبير من إرهابي القاعدة وداعش، تم القضاء ومتابعة الآخرين من إرهابي المكون الطائفي الآخر، وخلال العقدين الماضيين قبض من هؤلاء الإرهابيين من كلا الجانبين 5085 موقفاً من بينهم جنسيات مختلفة لم يراعوا ما تقدمه المملكة من ضيافة ورعاية مستفيدين مما يقدم لمن تشهد بلادهم من حروب ومعارك أشعلتها الفتن الطائفية والذين عوضوا قلة إقبال المواطنين السعوديين على الانضمام للجماعات الإرهابية بعد أن تبين لهم الحق، وتم تحصينهم من الأفكار المنحرفة التي روجت لها التنظيمات الإرهابية، كما كان لمبادرة المملكة في إنشاء مهد الأمير محمد بن نايف للمناصحة دور كبير في انتشال الشباب السعودي من وحل الأفكار المنحرفة، ومع أن من تمت مناصحتهم لم يصمد جميعهم، إلا أن ما يفوق الـ85 بالمئة من الشباب السعودي عادوا لجادة الصواب وتجنبوا السير والاستمرار على مواصلة الانحراف والغي الذي قادهم إلى المصير المحتوم حيث هلك برصاص رجال الأمن. وقد أسند جهود الدولة سواء في تحصين الشباب السعودي ومهنية الأجهزة الأمنية وحرفيتها في التصدي للعمليات الإرهابية والإجرامي، الدور المتنامي للعديد من القطاعات في المجتمع السعودي بداية من البيت السعودي حيث انتبهت الأسرة السعودية لأبنائها وهي تراقب أي انحراف في تصرفات أبنائها، كما لا يمكن إغفال دور الإعلام الذي ساهم في زيادة مساحة التنوير في المجتمع السعودي وللجامعات التي زادت في مساحات الحوار والتثقيف لمنسوبيها من الشباب وهم الفئة الأكثر استهدافاً من الجماعات الإرهابية، ويكمل المسجد كل هذه الأدوار حيث أخذت وزارة الشؤون الإسلامية تراقب وتوجه أئمة المساجد ومحاصرة من يحاول توريط أبنائنا بتلقينهم أفكاراً منحرفة لا تخدم الدين بقدر ما تخدم الجماعات المتحزبة والمرتبطة بجماعات الإسلام السياسي.