عبدالله العقيل

عنوان هذا المقال يكاد يكون الخطأ الأكثر شيوعا في مجتمعنا، وسببا في معظم خلافاتنا. 
عزيزي القارئ، في مجتمع المؤسسات المدني لا توجد أولويات، ولا توجد مطالب أهم من مطالب، وهذا أحد أهم مصادر قوة المجتمعات المتقدمة. 
هناك مجموعة من الناس يتشاركون الاهتمام في قضية معينة، ويبذلون جهدهم ووقتهم ومالهم للدفاع عنها وتوعية الناس بها. 
في السويد مثلا، تجد جمعية تهتم بحقوق الحيوان، ولكن لا تجد من يعترض عليهم ويقول: أين أنتم عن المجازر التي تحدث للبشر في بقية العالم؟ 
في أميركا، تجد جمعية تهتم بالحفاظ على البيئة وطبقة الأوزون، وأيضا لا تجد من يعترض عليهم ويقول: أين أنتم عن حقوق الأقليات؟ 
في اليابان، تجد جمعية تهتم بزراعة النباتات العضوية، ولا تجد من يعترض عليهم ويقول: أين أنتم من مشكلة البطالة؟
هذه المؤسسات تعمل متوازية مع بعضها بعضا. لا توجد جمعية أهم من جمعية، ولا نستطيع أن نجبر كل الناس على توحيد أولوياتهم. 
نحن نخلط بين وجود أولويات للحكومات كالأمن والصحة والتعليم مع أولويات الناس. رغبات الناس واهتماماتهم يجب ألا تقارن بأولويات الحكومات، ويجب ألا تُهمش ويُنظر إليها بدونية لمجرد أن أولوياتهم مختلفة عن أولوياتك. 
من حقك أن تحدد أولوياتك، ولكن ليس من حقك أن تعترض على أولويات غيرك. مع الأسف في مجتمعنا الكل ينسف أولويات الآخرين بأولوياته هو! 
فإذا طالبت بقيادة المرأة يطالبك بحقوق الأرامل، وإذا طالبت بالسينما يطالبك بالاهتمام بأزمة السكن، وإذا طالبت بحرية الرأي يسألك أين أنت عن جنودنا البواسل؟ هو لا يعي أن هذه المطالب متوازية وليست متعارضة، ولا يعي أنها مكملة لبعض. وهذا نتيجة أننا لم نعتد على ثقافة الاختلاف، نحن نريد أن يصبح كل الناس نسخا مكررة منا.