هاني الظاهري

مضحك هو التهديد الذي أطلقه أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر، الموالي لتنظيم الحمدين الإرهابي عبر تلفزيون قطر الرسمي قبل أيام قليلة، حين زعم أن حكومة الدوحة لن تتردد أو تتأخر عن قصف شعبها من أبناء القبائل بالغازات السامة في حال تحركهم لإسقاط نظام أميره الصوري تميم..

مضحك لأنه تهديد يكشف عن رعب حقيقي يدك أروقة النظام القطري دكا، فالعالم أجمع يعرف أن تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة أجبن من أن يصمد أمام شعبه لخمس دقائق، إضافة إلى أن «قصر الوجبة» يدرك جيدا أن أي خطوة لإيذاء شعب قطر تعني تدخل العالم العربي والإسلامي لإنقاذ القطريين وإرسال حكومة الدوحة الحالية إلى مزبلة التاريخ.

مطلق التهديد المدعو «محمد المسفر»، ليس ابنا لقطر ولا علم له بقبائلها، وليس هناك أي انتماء يربطه بترابها، فهو من شذاذ الآفاق مجنسي تنظيم الحمدين.. إذ ولد منتصف القرن الماضي في الباحة جنوب غرب السعودية، وعمل كما روى عن نفسه «صبياً» في دكاكين مكة وجدة قبل أن يفر إلى القاهرة ويلتحق بالتيار الناصري، الذي سهل له تقديم برنامج إذاعي ضد السعودية على إذاعة صوت العرب قبل عقود، ثم انتقل بعد ذلك إلى بيروت ومنها إلى لندن، قبل أن يستدعيه قذافي الخليج «حمد بن خليفة» ويمنحه الجنسية القطرية في التسعينات.

وعن حكاية استقرار المسفر في قطر وتهديده «الإجرامي» للقطريين اليوم, يقول الإعلامي السعودي المخضرم الأستاذ عثمان العمير: «بعد انقلابه الأشهر استقبلني الشيخ حمد بن خليفة في مكتبه بحضور وزير خارجية قطر آنذاك حمد بن جاسم وتطرق إلى د محمد المسفر قائلاً هذا أستاذي»، ويضيف العمير بدهشة «انظر التصريح الكيماوي لمعلم حمد بن خليفة».

أي حاكم في هذا العالم يستمد شرعيته من شعبه، وعندما يطلق هذا الحاكم تهديدا عبر أحد أبواقه بإبادة الشعب إبادة جماعية بالأسلحة المحرمة دوليا فذلك يعني سقوط شرعيته، وهو ذات السبب الذي أسقط شرعية بشار الأسد في سورية، ما يعني أن النظام الحاكم في قطر انتهى سياسيا وأخلاقيا ودستوريا.

جنون تنظيم الحمدين الذي يعمل منذ ربع قرن على استيراد شعب جديد من المرتزقة وإذلال أبناء القبائل العربية سكان قطر الأصليين، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعامل دول الخليج مع القضية كما تعاملت روسيا مع أزمة شبه جزيرة القرم عام 2014، فالقبائل القطرية امتداد طبيعي للقبائل السعودية، وعلى حكومة الدوحة أن تدرك أنها خسرت القضية تماما، وبات عليها الخروج من السلطة بأقل الخسائر قبل أن تندم حين لا ينفع الندم، أما الرهان على الدعم الإيراني فلا يعدو كونه مجرد «سراب» لم ينفع الحوثي قبل تميم، والعاقل من اتعظ بغيره.