سعيد الأبيض

ضبطت وزارة الداخلية في اليمن مخازن ومستودعات كبيرة من الأسلحة المختلفة في عدد من المدن الواقعة في جنوب البلاد، قائلة إن الجماعات المتطرفة، شرعت وفقا للتحقيقات الأولية للأجهزة الأمنية في جلبها وتخزينها في عدد من الدور السكنية والمنافذ، تمهيدا لاستخدامها في عملياتهم الإرهابية.

وتأتي هذه العملية بالتزامن مع نجاح وزارة الداخلية في الإطاحة بعدد من الأشخاص الذي ينتمون إلى «القاعدة» وجماعات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خلال الأيام القليلة الماضية والتي كانت تستعد لاستهداف مواقع حيوية في المناطق المحررة التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية. وفي حين لم يكشف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب عن مواقع وعدد الأفراد الذين جرى القبض عليهم، إلا أنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأسلحة التي جرى ضبطها هي كميات كبيرة ويمكنها أن تدمر مساحات شاسعة، ومن بينها متفجرات يتم انتزاعها من الألغام بعد تفكيكها، موضوعة في عبوات تمهيدا لاستخدامها في تفجير الأهداف.
وأردف اللواء عرب، «يتم اعتماد الهدف ونوع المتفجرات... فإن كان الهدف كبير المساحة فهم يزيدون من المتفجرات في هذه العبوات لتكون لها نتائج أكبر وأضرار أوسع، خاصة أن هذه الأسلحة المتنوعة والمتفجرات خزنت بشكل حذر تمهيدا لاستخدامها فيما بعد في عمليات مختلفة تستهدف أمن البلاد». وأشار وزير الداخلية، أن «العاملين في وزارته يقومون بعمليات بحث وتحرٍ للتعامل مع بعض المعلومات الواردة... وعلى ضوء ما ينتج من معلومات تقوم بحملات مباغتة لتلك المواقع بعد التأكد من صحة جميع المعلومات التي تشير إلى وجود أسلحة خطرة». وتابع: «وفق التحقيقات اتضح أن هناك أهدافا كبيرة لهذه الجماعات لتنفيذ أعمال إجرامية كبيرة مع القاعدة والخلايا النائمة في المناطق المحررة».
وأكد اللواء عرب، أن هناك جماعات وخلايا نائمة تدعم وبشكل مباشر وفقا للتحقيقات من قبل الانقلابيين في العاصمة اليمنية «صنعاء» وتقوم بتمويل هذه الجماعات بهدف إحداث خلال أمني وإرباك المجتمع اليمني، والأجهزة الأمنية جاهزة لهذه المحاولات وتقوم بالكشف عنها بكل ما تملك من إمكانات، إضافة إلى جماعة القاعدة التي نقوم بملاحقتها وفق المعلومات والتحريات. وتنسق الأجهزة الأمنية في اليمن مع كافة الجهات المعنية في دول الجوار من خلال معلومات يجرى تمريرها من جهات أمنية، أو نتائج تحقيقات مع عناصر إرهابية سقطت في قبضة الأمن اليمني، والتي تتعامل معها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية للإطاحة بقيادات هذه التنظيمات من خلال المتابعة والرصد تمهيدا للانقضاض على هذه الجماعات.
وتعمل الأجهزة الأمنية على تضييق الخناق على هذه الجماعات لتقليص دورها ومن ثم بترها من المناطق المحررة، خاصة أن وزارة الداخلية وبحسب تصريحات سابقة للواء حسين عرب، عازمة على ملاحقة هذه الجماعات ولن تتوقف عن إتمام مشروعها في تطهير البلاد، خاصة أنه ثبت لوزارة الداخلية من خلال التحريات والبحث أن كثيرا من هذه الجماعات المتطرفة مرتبطة وبشكل كبير في عمليات تهريب السلاح والمخدرات داخل اليمن وتعد من أبرز مواردها المالية لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
وكانت وزارة الداخلية نجحت في منتصف أغسطس (آب) الماضي من القبض على تشكيلات إرهابية في عدد من المدن منها، شبوة، وحضرموت، والعاصمة المؤقتة عدن، والتي تعتمد في تنفيذ عملياتها على تمويل كما قال اللواء عرب، في وقت سابق، بشكل مباشر من طهران، التي تقوم بدعم الجماعات لتنفيذ أعمال تخريبية تضر بأمن واستقرار البلاد، كما تعتمد على عمليات تهريب المخدرات إلى عدد من دول الجوار، التي تساعدها في تصريف أعمالها وتنفيذ مخططاتها الإجرامية، ومنها ما يعتمد على فدية المختطفين التي تطلبها من الجهات المعنية أو الأفراد.