عاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، إلى أسلوبه المعهود في إلقاء الخطابات السياسية القوية التي يبعث فيها الرسائل إلى كل الجهات، مذكّرا بالدور الذي لعبه حزبه في تجاوز البلاد رياح ثورات الربيع العربي التي هزت المنطقة سنة 2011.

وقال ابن كيران، أمس السبت، في اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات (البلديات) التي يسيّرها أعضاء «العدالة والتنمية»، إن حزبه يمثل «فرصة للدولة المغربية، وكل أعمالنا لها آثار إيجابية من دون أن أذكّرهم بحركة 20 فبراير، لأنني لا أريد أن أمنّ على أحد».

وأضاف أنه عندما ظهرت «حركة 20 فبراير» الاحتجاجية «كانت الدولة كلها مهددة»، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية كان «العامل الأساسي في تجاوز الأزمة». واستدرك قائلاً: «طبعا حكمة جلالة الملك هي الأولى وخطاب 9 مارس (آذار) كان خطوة أساسية في الموضوع، ولكن الذي نزل إلى الشارع هو نحن وكانت معنا أحزاب أخرى».

ولم يفوّت ابن كيران فرصة حديثه عن 20 فبراير، وتذكير خصوم حزبه بالدور الذي لعبه في تجنيب البلاد المطبات التي تعيشها دول عربية عدة إلى اليوم، دون أن يلمز زملاءه في الحزب مما بات يعرف بـ«تيار الوزراء»، حين قال: «لكن بعض الإخوان لم يصبروا أمام إغواء الشارع وشاركوا في المظاهرات»، في إشارة إلى رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني، ووزير الدولة المكلف حقوق الإنسان مصطفى الرميد. وقال: «نحن لم نشارك ولم نندم على ذلك».

وأشاد ابن كيران بالمسار الذي حققه حزب العدالة والتنمية حتى الآن، حيث قال: «مسارنا ليس أمرا عاديا، فهو مسار موفق ولا يقارن»، لافتا إلى أنه عاش ظروفا وصفها بـ«الصعبة»، مذكرا أمام أعضاء حزبه أن الملك محمد السادس يرجع له الفضل في استمرار الحزب بعد أحداث 16 مايو (أيار) 2003 الإرهابية بالدار البيضاء.

وقال: «مررنا بمحنة، ودفعوا مناضلين شرفاء لتحميلنا المسؤولية المعنوية للأحداث والدعوة إلى حل الحزب، الذي رفض أن يحله هو جلالة الملك محمد السادس».

وأفاد رئيس الحكومة السابق بأن «غالبية الأمور، الدولة هي التي تقرر فيها»، موضحاً: «أنا أفرّق بين الحكومة والدولة، وأرى أن الحكومة جزء من الدولة فلا تغالطوا أنفسكم».

وتابع أن «رئيس الحكومة ليست عنده سلطات غير محدودة، وإنما لديه سلطات في حدود معينة في مجالات وملفات معينة، وهو عضو في المجلس الوزاري الذي يترأسه جلالة الملك ويشتغل تحت رئاسته، وفي بعض الأحيان تكون في علمه الأمور وبعض المرات لا تكون في علمه». وكشف أنه في تجربته السابقة كان في بعض الأحيان يعلم بعض الأمور مباشرة من الملك ولا يخبره بها وزراء حكومته.

وتابع: «ما يقع في بلادنا تجربة حقيقية استثنائية، تمثل أملا بالنسبة إلى المجتمع المغربي والمجتمع العربي والإسلامي في إيجاد منطق جديد ليس فيه إقصاء لأحد، وإفساح المجال للناس الذين يريدون خدمة بلادهم حقيقة، ولم يأتوا من أجل المنازعة على الحكم ولا على السلطة ولا لخلق المشكلات، ولكنْ عندهم منطق ومرجعية يريدون من خلالها خدمة بلادهم».

وزاد: «نحن لم نأت لتغيير المغرب رأسا على عقب وتحقيق إصلاحات ثورية، جئنا من أجل الإصلاح شيئا فشيئا وعلى قدر المستطاع»، لافتا إلى أن المغاربة وثقوا بحزبه وعرفوه ولذلك جددوا فيه الثقة.