محمد الحمادي

 سيكون من المفيد لقطر أن تتابع لمؤتمرات الحقيقية، التي فيها أشخاص مؤثرون، وليس المؤتمرات والاجتماعات والتجمعات الشكلية التي يتجمع فيها أشخاص ليختلقوا القصص ويزيّفوا الأحداث، فمؤتمر هدسون الذي عقد في الولايات المتحدة تحت عنوان «مكافحة التطرف والعنف..

قطر وإيران والإخوان» وضم مجموعة مهمة من الساسة والمسؤولين الأميركيين المؤثرين كان يستحق نظرة متأنية من قطر، وقراءة هادئة من القيادة القطرية لما قيل فيه من كلام قد يجعل النظام في قطر يعيد النظر في كثير من الأمور، ومنها ما قاله إد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: «نريد التزامات واضحة من قطر بوقف تعاملها مع المتطرفين».. وكذلك ما ذكره رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي: «لدى قطر علاقة فريدة ومزعجة مع إيران! وقطر تدعم داعش وطالبان» .. أما السيناتور توم كوتون فقد كشف ما بات واضحاً للجميع وما أصبح من الماضي الذي لن يعود وهو أن أوباما سمح لقطر بلعب الأدوار المزدوجة!

هذا الكلام من أصدقاء وحلفاء قطر يفترض أن يجد أذناً مصغية بعد أن صمت الدوحة أذنيها طويلاً عن أشقائها، بل وعن رجالها المخلصين.. وقطر التي أعرضت طوال أشهر وسنوات عن الحق والمنطق لا يمكن أن تشغل دول المنطقة أكثر، وربما هذا ما لاحظته الدوحة لدى الدول المقاطعة خلال الأسابيع الماضية من حركة وعمل وإطلاق مشاريع جديدة، ما يؤكد أن الملف القطري لم يعد أولوية، وأن هذه الدول بدأت تستعيد تركيزها على التنمية والبناء وعلى الاهتمام بمواطنيها، وربما مشروع النيوم الذي أطلقته السعودية بالأمس يعكس مستقبل سير الأحداث والأولويات في المنطقة، كما أن تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان واضحاً وقوياً وهو يقول: «سندمر الأفكار المتطرفة اليوم والمنطقة ستعود للإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم»، فهذه الرسالة للجميع.

وفِي لندن أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مشاركته في أعمال مؤتمر المركز «Chatham House» البريطاني للعلاقات الدولية يوم أمس: «قطر ليست مسألة مهمة، هي تمثل قضية صغيرة، ولدينا مواضيع أخرى للتركيز عليها».. فهذه النتيجة الطبيعية للأزمة، فتجاهل قطر لكل النداءات التي أطلقتها الدول المقاطعة وأصدقاؤها أوصل الأزمة إلى طريق مسدود.

واليوم نتمنى أن تستجيب قطر الشقيقة والجارة لنداءات أشقائها، ونداء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وتعلن عودتها إلى الصف الخليجي، وتتبرأ من كل ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقات الخليجية والعربية، وأن تقاطع كل من يهدد أمن واستقرار دول المنطقة، وتحارب مع المملكة والإمارات ومصر والبحرين وبقية الدول كل من يمثل الإرهاب وينتمي إليه ويتبناه.