رائد جبر

في زيارة إلى طهران وصفتها وسائل إعلام روسية بأنها تهدف إلى «ضبط الساعات» بين موسكو وطهران في قضايا مطروحة، خصوصاً في سورية وإلى تعزيز التعاون في المجالات المختلفة، على رغم أنها أجريت فعلياً من أجل عقد قمة ثلاثية روسية - إيرانية - آذربيجانية، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني حسن روحاني ومرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

حظيت المحادثات الثنائية التي أجراها مع روحاني وخامنئي بالاهتمام الأكبر خلال زيارته طهران أمس، والتي وصفتها وسائل إعلامية روسية بأنها تهدف إلى «ضبط الساعات» بين موسكو وطهران في قضايا مطروحة، خصوصاً على صعيد وضع ملامح تحرك ثنائي في مواجهة خطوات واشنطن ضد الاتفاق النووي واحتمال تبني رزمة عقوبات جديدة ضد إيران، بعدما لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي بالانسحاب منه. وأكد بوتين أن «هذا الاتفاق الجماعي جيد جداً لأنه يندرج في إطار إرساء السلام والاستقرار في العالم، ولا صلة له بالقضايا الدفاعية والصاروخية الإيرانية».

وتابع: «الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المرجع الوحيد لإعلان التزام إيران بالاتفاق، ونرفض عدم قبول دول بالتعهدات الدولية».

وأكد روحاني أن «صون الاتفاق النووي المتعدد الطرف واستمراره مهم للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي»، واصفاً دور روسيا في ترسيخه وديمومته بأنه «مهم ومؤثر».

إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي أن «هناك تطوراً إيجابياً في وضع سورية»، مؤكداً ضرورة استمرار الدور الذي تبذله بلاده مع إيران وتركيا في إطار محادثات السلام في آستانة، مع تشديده على أن حل الأزمة «لا يرتبط ببلد بمفرده».

أما الرئيس روحاني فصرح بأن «التعاون بين البلدين كان له أثر كبير على مسار مكافحة الإرهاب في المنطقة. كما أنه يحظى بأهمية كبرى إلى جانب المشاورات المشتركة في المراحل النهائية لهذا المسار».

وكان لافتاً تصريح المرشد خامنئي بعد لقائه بوتين بأن «حل الأزمة في سورية بالكامل يحتاج إلى تعاون وثيق بين إيران وروسيا يؤدي إلى عزل الولايات المتحدة، تمهيداً لإعادة الاستقرار إلى المنطقة».

وسبق وصول بوتين إلى طهران لقاء رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف نظيره الإيراني اللواء محمد باقري اللذين ناقشا «الديبلوماسية الحديثة والدفاعية بين إيران وروسيا ومحاربة الإرهاب».

وأبدى غيراسيموف ارتياحه لـ «تطور مستوى التعاون الدفاعي والعسكري الحالي بين البلدين»، فيما أشاد اللواء باقري بـ «تعزيز مستوى التعاون بين القوات المسلحة الإيرانية والروسية في العامين الماضيين».

وشغل ملف التعاون الاقتصادي حيزاً بارزاً في المحادثات الثنائية، إذ وقعت عقود جديدة، بينها استثمارات بقيمة 30 بليون دولار بين شركة «روسنفت» الروسية العملاقة لإنتاج النفط، وشركة النفط الوطنية الإيرانية، واتفاق لتزويد إيران معدات عالية التقنية في مجال الطاقة والنقل والطيران والفضاء، وأخرى تجارية تندرج في إطار محاولة طهران زيادة صادراتها من المواد الغذائية إلى روسيا.

ورافق بوتين وفد كبير من رجال الأعمال وممثلي شركات كبيرة. وأفادت وكالة أنباء «إنترفاكس» بأن الطرفين يناقشان مشاريع ضخمة في مجال البنى التحتية والنقل، خصوصاً بعد إطلاق المشروع الثاني في محطة «بوشهر» الكهروذرية، ويشمل بناء مفاعلين ذريين جديدين خلال السنوات الـ8 المقبلة.